طالبان‭ ‬تسيطر‭ ‬على‭ ‬المعابر‭ ‬مع‭ ‬ايران‭ ‬وتركمانستان‭ ‬وإردوغان‭:‬سنحمي‭ ‬مطار‭ ‬كابول

طهران‭ ‬تستنفر‭ ‬الجيش‭ ‬لمراقبة‭ ‬حدود‭ ‬أفغانستان‭ ‬

أعلن‭ ‬الرئيس‭ ‬التركي‭ ‬رجب‭ ‬طيب‭ ‬اردوغان‭ ‬الجمعة‭ ‬أن‭ ‬أنقرة‭ ‬وواشنطن‭ ‬اتفقتا‭ ‬على‭ ‬‮«‬ترتيبات‮»‬‭ ‬تولي‭ ‬قوات‭ ‬تركية‭ ‬تأمين‭ ‬مطار‭ ‬كابول‭ ‬بعد‭ ‬الانسحاب‭ ‬الأميركي‭ ‬من‭ ‬أفغانستان‭. ‬

فيما‭ ‬،‭ ‬أعلنت‭ ‬حركة‭ ‬طالبان‭ ‬الجمعة‭ ‬أنها‭ ‬سيطرت‭ ‬المعبر‭ ‬الرئيس‭ ‬مع‭ ‬تركمانستان‭ ‬والسيطرة‭ ‬ايضا‭ ‬على‭ ‬إسلام‭ ‬قلعة،‭ ‬أهم‭ ‬معبر‭ ‬حدودي‭ ‬أفغاني‭ ‬مع‭ ‬إيران،‭ ‬وأنها‭ ‬باتت‭ ‬تسيطر‭ ‬على‭ ‬85‭ ‬بالمئة‭ ‬من‭ ‬الأراضي‭ ‬الأفغانية‭. ‬

وقال‭ ‬اردوغان‭ ‬للصحافيين‭ ‬خلال‭ ‬زيارة‭ ‬إلى‭ ‬مدينة‭ ‬ديار‭ ‬بكر‭ ‬التي‭ ‬تقطنها‭ ‬أغلبية‭ ‬كردية‭ ‬في‭ ‬جنوب‭ ‬شرق‭ ‬تركيا‭ ‬‮«‬حددنا‭ ‬مع‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬وحلف‭ ‬شمال‭ ‬الأطلسي‭ ‬ترتيبات‭ ‬المهمة‭ ‬المستقبلية‭ ‬وما‭ ‬نقبله‭ ‬وما‭ ‬لا‭ ‬نقبله‮»‬‭. ‬

وأضاف‭ ‬‮«‬طرحنا‭ ‬هذا‭ ‬الموضوع‭ ‬خلال‭ ‬اجتماعات‭ ‬الناتو‭ ‬وخلال‭ ‬لقائي‭ ‬مع‭ (‬الرئيس‭ ‬الأميركي‭ ‬جو‭) ‬بايدن‭ ‬وأثناء‭ ‬المناقشات‭ ‬بين‭ ‬وفودنا‭ … ‬سننفذ‭ ‬هذا‭ ‬الإجراء‭ ‬في‭ ‬أفغانستان‭ ‬بأفضل‭ ‬طريقة‭ ‬ممكنة‮»‬‭. ‬

وبعد‭ ‬اجتماع‭ ‬بين‭ ‬بايدن‭ ‬واردوغان‭ ‬على‭ ‬هامش‭ ‬قمة‭ ‬حلف‭ ‬شمال‭ ‬الأطلسي‭ ‬في‭ ‬حزيران‭/‬يونيو‭ ‬في‭ ‬بروكسل،‭ ‬رحبت‭ ‬واشنطن‭ ‬بـ»التزام‭ ‬أنقرة‭ ‬الواضح‮»‬‭ ‬بلعب‭ ‬‮«‬دور‭ ‬رئيسي‮»‬‭ ‬في‭ ‬تأمين‭ ‬مطار‭ ‬كابول‭. ‬

وعقب‭ ‬الاجتماع،‭ ‬تطورت‭ ‬النقاشات‭ ‬بين‭ ‬الطرفين‭ ‬لتحديد‭ ‬ترتيبات‭ ‬المهمة‭ ‬التركية‭ ‬المستقبلية‭ ‬في‭ ‬مطار‭ ‬كابول،‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬مع‭ ‬زيارة‭ ‬وفد‭ ‬أميركي‭ ‬إلى‭ ‬أنقرة‭ ‬في‭ ‬حزيران‭/‬يونيو‭ ‬وعدة‭ ‬مكالمات‭ ‬هاتفية‭ ‬بين‭ ‬وزيري‭ ‬الدفاع‭ ‬التركي‭ ‬خلوصي‭ ‬أكار‭ ‬والأميركي‭ ‬لويد‭ ‬أوستن‭. ‬

ومطار‭ ‬كابول‭ ‬هو‭ ‬طريق‭ ‬الخروج‭ ‬الرئيسي‭ ‬للدبلوماسيين‭ ‬الغربيين‭ ‬وعمال‭ ‬الإغاثة‭. ‬والخوف‭ ‬من‭ ‬وقوعه‭ ‬في‭ ‬أيدي‭ ‬طالبان‭ ‬إثر‭ ‬انسحاب‭ ‬القوات‭ ‬الأجنبية‭ ‬يدفع‭ ‬الناتو‭ ‬للبحث‭ ‬عن‭ ‬حل‭ ‬سريع‭. ‬

وأعلن‭ ‬بايدن‭ ‬في‭ ‬خطاب‭ ‬ألقاه‭ ‬الخميس‭ ‬أن‭ ‬انسحاب‭ ‬الجيش‭ ‬الأميركي‭ ‬من‭ ‬أفغانستان‭ ‬سينتهي‭ ‬في‭ ‬31‭ ‬آب‭/‬أغسطس،‭ ‬بعد‭ ‬ما‭ ‬يقرب‭ ‬من‭ ‬20‭ ‬عاما‭ ‬من‭ ‬التواجد،‭ ‬معتبرا‭ ‬أن‭ ‬سيطرة‭ ‬طالبان‭ ‬على‭ ‬البلاد‭ ‬ليست‭ ‬‮«‬أمرا‭ ‬محتوما‮»‬‭. ‬

من‭ ‬جهته‭ ‬أكد‭ ‬الجيش‭ ‬الإيراني‭ ‬أنه‭ ‬يراقب‭ ‬‮«‬أدنى‭ ‬تحرك‮»‬‭ ‬عند‭ ‬الحدود‭ ‬مع‭ ‬أفغانستان‭ ‬حيث‭ ‬تشن‭ ‬حركة‭ ‬طالبان‭ ‬هجوما‭ ‬واسعا‭ ‬سيطرت‭ ‬خلاله‭ ‬على‭ ‬مناطق‭ ‬عدة‭ ‬منها‭ ‬معبر‭ ‬حدودي‭ ‬مع‭ ‬الجمهورية‭ ‬الإسلامية،‭ ‬وفق‭ ‬ما‭ ‬وكالة‭ ‬الأنباء‭ ‬الرسمية‭ ‬الجمعة‭. ‬

ونقلت‭ ‬وكالة‭ ‬‮«‬إرنا‮»‬‭ ‬عن‭ ‬العميد‭ ‬فرهاد‭ ‬آريانفر،‭ ‬نائب‭ ‬قائد‭ ‬عمليات‭ ‬القوات‭ ‬البرية‭ ‬للجيش،‭ ‬قوله‭ ‬‮«‬بفضل‭ ‬الحضور‭ ‬الذكي‭ ‬وجهود‭ ‬القوات‭ ‬البرية‭ ‬على‭ ‬مئات‭ ‬الكيلومترات‭ ‬من‭ ‬الحدود‭ ‬الشرقية،‭ ‬وأيضا‭ ‬جهود‭ (‬قوات‭) ‬حرس‭ ‬الحدود‭ ‬الشجاع‭ (…) ‬وأيضا‭ ‬بفضل‭ ‬تواجد‭ ‬حرس‭ ‬الثورة‭ ‬الإسلامية‭ ‬العزيز،‭ ‬نحن‭ ‬نراقب‭ ‬عن‭ ‬قرب‭ ‬أدنى‭ ‬تحرك‭ ‬قرب‭ ‬الحدود‮»‬‭. ‬

وأضاف‭ ‬‮«‬لن‭ ‬نسمح‭ ‬بأدنى‭ (‬عملية‭) ‬تهريب‭ ‬أو‭ ‬دخول‭ ‬غير‭ ‬قانوني‭ ‬عبر‭ ‬هذه‭ ‬الحدود‮»‬‭. ‬

وأتت‭ ‬تصريحات‭ ‬آريانفر‭ ‬على‭ ‬هامش‭ ‬زيارة‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬الحدود‭ ‬الشرقية‮»‬‭ ‬للوقوف‭ ‬على‭ ‬جاهزية‭ ‬القوات‭ ‬العسكرية‭ ‬‮«‬في‭ ‬المناطق‭ ‬الحدودية‭ ‬الشرقية‭ ‬والجنوبية‭ ‬الشرقية‮»‬،‭ ‬وفق‭ ‬ما‭ ‬أوردت‭ ‬‮«‬إرنا‮»‬‭. ‬

ويأتي‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬يوم‭ ‬أعلنت‭ ‬طالبان‭ ‬سيطرتها‭ ‬على‭ ‬إسلام‭ ‬قلعة،‭ ‬وهو‭ ‬أهم‭ ‬معبر‭ ‬حدودي‭ ‬لأفغانستان‭ ‬مع‭ ‬إيران،‭ ‬في‭ ‬خضم‭ ‬هجوم‭ ‬واسع‭ ‬يشنه‭ ‬مقاتلوها‭ ‬تزامنا‭ ‬مع‭ ‬انسحاب‭ ‬القوات‭ ‬الأميركية‭ ‬من‭ ‬بلادهم‭. ‬

ويعد‭ ‬هذا‭ ‬المعبر‭ ‬من‭ ‬الأهم‭ ‬في‭ ‬أفغانستان،‭ ‬ويمرّ‭ ‬من‭ ‬خلاله‭ ‬معظم‭ ‬التجارة‭ ‬المشروعة‭ ‬مع‭ ‬إيران‭. ‬

وأفادت‭ ‬وكالة‭ ‬‮«‬تسنيم‮»‬‭ ‬الجمعة‭ ‬عن‭ ‬وجود‭ ‬‮«‬عشرات‮»‬‭ ‬الشاحنات‭ ‬الإيرانية‭ ‬عند‭ ‬الجانب‭ ‬الأفغاني‭ ‬من‭ ‬المعبر‭ ‬الحدودي‭ ‬مع‭ ‬محافظة‭ ‬خراسان‭ ‬رضوي‭ (‬شرق‭ ‬إيران‭). ‬

ونقلت‭ ‬عن‭ ‬المفتش‭ ‬الجمركي‭ ‬في‭ ‬المحافظة‭ ‬أمد‭ ‬جهانخواه‭ ‬قوله‭ ‬إن‭ ‬‮«‬45‭ ‬شاحنة‭ ‬فارغة‮»‬‭ ‬عادت‭ ‬اليوم‭ ‬الى‭ ‬داخل‭ ‬الأراضي‭ ‬الإيرانية،‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يوضح‭ ‬ما‭ ‬اذا‭ ‬كان‭ ‬هذا‭ ‬هو‭ ‬العدد‭ ‬الكامل‭ ‬للشاحنات‭ ‬الموجودة‭ ‬عند‭ ‬النقطة‭ ‬الحدودية‭. ‬

وكانت‭ ‬وكالة‭ ‬‮«‬إرنا‮»‬‭ ‬نقلت‭ ‬عن‭ ‬المتحدث‭ ‬باسم‭ ‬الجمارك‭ ‬الإيرانية‭ ‬روح‭ ‬الله‭ ‬لطيفي‭ ‬الخميس،‭ ‬قوله‭ ‬إن‭ ‬الحركة‭ ‬التجارية‭ ‬عبر‭ ‬إثنين‭ ‬من‭ ‬المعابر‭ ‬البرية‭ ‬الثلاثة‭ ‬مع‭ ‬أفغانستان‭ ‬ستتوقف‭ ‬‮«‬حتى‭ ‬إشعار‭ ‬آخر‮»‬‭. ‬وإسلام‭ ‬قلعة‭ ‬هو‭ ‬ثالث‭ ‬معبر‭ ‬حدودي‭ ‬رئيسي‭ ‬تسيطر‭ ‬عليه‭ ‬طالبان‭ ‬منذ‭ ‬إطلاق‭ ‬هجومها‭ ‬في‭ ‬أوائل‭ ‬أيار‭/‬مايو‭ ‬مع‭ ‬بدء‭ ‬القوات‭ ‬الأميركية‭ ‬المرحلة‭ ‬الأخيرة‭ ‬من‭ ‬انسحابها‭ ‬من‭ ‬البلاد‭ ‬بعد‭ ‬تواجد‭ ‬لعشرين‭ ‬عاما‭. ‬

ويقع‭ ‬المعبران‭ ‬الآخران‭ ‬عند‭ ‬الحدود‭ ‬مع‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬تركمانستان‭ ‬وطاجيكستان‭. ‬

ويثير‭ ‬الوضع‭ ‬في‭ ‬أفغانستان‭ ‬قلق‭ ‬إيران،‭ ‬اذ‭ ‬يتشارك‭ ‬البلدان‭ ‬حدودا‭ ‬تمتد‭ ‬لنحو‭ ‬900‭ ‬كلم‭. ‬كما‭ ‬تستضيف‭ ‬الجمهورية‭ ‬الإسلامية‭ ‬ملايين‭ ‬اللاجئين‭ ‬الأفغان‭. ‬

وأعلنت‭ ‬طالبان‭ ‬أن‭ ‬‮«‬85‭ ‬بالمئة‭ ‬من‭ ‬الأراضي‭ ‬الأفغانية‮»‬‭ ‬باتت‭ ‬تحت‭ ‬سيطرتها،‭ ‬وفق‭ ‬ما‭ ‬قال‭ ‬أحد‭ ‬أعضاء‭ ‬فريق‭ ‬مفاوضيها‭ ‬شهاب‭ ‬الدين‭ ‬ديلاور‭ ‬خلال‭ ‬مؤتمر‭ ‬صحافي‭ ‬في‭ ‬موسكو‭ ‬الجمعة‭. ‬

وأتى‭ ‬هذا‭ ‬الإعلان‭ ‬غداة‭ ‬اختتام‭ ‬لقاء‭ ‬عقد‭ ‬في‭ ‬طهران‭ ‬وامتد‭ ‬يومين،‭ ‬جمعت‭ ‬خلاله‭ ‬وزارة‭ ‬الخارجية‭ ‬الإيرانية‭ ‬بين‭ ‬ممثلين‭ ‬عن‭ ‬حركة‭ ‬طالبان‭ ‬والحكومة‭ ‬الأفغانية‭. ‬

واعتبر‭ ‬الجانبان‭ ‬الأفغانيان‭ ‬في‭ ‬بيان‭ ‬مشترك‭ ‬نشرته‭ ‬وكالة‭ ‬الأنباء‭ ‬الرسمية‭ ‬الإيرانية،‭ ‬أن‭ ‬‮«‬الحرب‭ ‬ليست‭ ‬الحل‭ ‬للمشكلة‭ ‬الأفغانية‭ ‬ويجب‭ ‬تركيز‭ ‬جميع‭ ‬الجهود‭ ‬للتوصل‭ ‬إلى‭ ‬حل‭ ‬سياسي‭ ‬وسلمي‮»‬‭. ‬

واتفق‭ ‬الطرفان‭ ‬على‭ ‬‮«‬مناقشة‭ ‬القضايا‭ ‬التي‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬التشاور‭ ‬والوضوح،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬إنشاء‭ ‬آلية‭ ‬للانتقال‭ ‬من‭ ‬الحرب‭ ‬إلى‭ ‬السلام‭ ‬الدائم،‭ ‬خلال‭ ‬الاجتماع‭ ‬المقبل‭ ‬الذي‭ ‬سيعقد‭ ‬في‭ ‬أقرب‭ ‬وقت‭ ‬ممكن‮»‬،‭ ‬دون‭ ‬تحديد‭ ‬موعد‭. ‬

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here