في الذكرى السنوية الرابعة لتحريرها.. الموصل تستعيد أنفاسها تدريجياً

ترجمة/ حامد أحمد

الموصل، التي تمر اليوم الذكرى السنوية الرابعة لتحريرها من سيطرة تنظيم داعش عليها في 10 تموز 2017، تشهد الآن جهودا متواصلة حثيثة تجاه إعادة إعمارها وعودتها لحياتها الطبيعية، رغم ان الجانب الأيمن منها المتمثل بالموصل القديمة ما يزال يعاني بطءا في حركة إعادة الاعمار بسبب حجم الدمار والخراب الذي لحق بها.

وكانت مدينة الموصل، ثاني أكبر مدن العراق، استمرت تحت سيطرة تنظيم داعش الإرهابي على مدى ثلاث سنوات للفترة من 2014 الى تموز 2017، وخلفت حملة التحرير التي استمرت تسعة أشهر تقريبا ما بين تشرين الأول 2016 الى تموز 2017 ما يقارب من 8 ملايين طن من أنقاض وبقايا مخلفات حربية من عبوات ناسفة وألغام زرعها التنظيم الإرهابي في مباني ومنشآت عديدة ما تزال تشكل عائقا لعمليات إعادة الاعمار والسكن فيها.

ويقول محافظ الموصل، نجم الجبوري ، في حديث لموقع Kuna News الاخباري ان سير عمليات إعادة اعمار المدينة جارية عبر جهود سلطات الحكومة المحلية وبدعم من حكومة بغداد المركزية ومساهمات المجتمع الدولي، مشيرا الى انهم ورثوا دمارا ضخما جراء سيطرة تنظيم داعش على المدينة وما تبع ذلك من معارك ضارية خلال عمليات التحرير.

وتشير احصائيات لمنظمات دولية انه خلال الحملة العسكرية لتحرير الموصل التي استمرت لتسعة اشهر تقريبا ما بين تشرين الأول 2016 وتموز 2017 وشارك فيها طيران التحالف الدولي دعما للقوات العراقية، تم خلالها تنفيذ 1,717 ضربة جوية ووقوع أكثر من 2,867 تفجير تعرضت له المدينة خلفت وراءها دمارا شاملا.

وقال الجبوري إن “عملية إعادة الاعمار تواجه عقبات في المدينة القديمة في الجانب الأيمن من الموصل ومنطقة سنجار التي يقطنها الايزيديون، مع ذلك فان الأمور تبدو جيدة في الجانب الايسر من المدينة وبقية الأحياء والمناطق”.

وأضاف محافظ الموصل بقوله “ثلاثة جسور من بين خمسة قد اعيد إدخالها للخدمة وجسران آخران يخضعان الان لاعمال انشائية وترميم وسيدخلان الخدمة قريبا، وتم أيضا استرجاع منظومات شبكة المياه بالإضافة الى منظومات الطاقة الكهربائية، أما ما يتعلق بالقطاع الصحي فان المستشفى الجمهوري ومستشفى ابن سينا ستتم إعادة اعمارهما ضمن مساعدات ومساهمات من بلدان عربية لإعادة اعمار العراق. وان هناك مستشفيات كثيرة، تحوي اكثر من 3,000 سرير، قد عادت للخدمة وبدأت باستقبال المرضى والمراجعين”.

وعزا المحافظ بطء خطوات إعادة اعمار المدينة لعدم كفاية التخصيصات المالية، مشيرا الى ان خبراء قدروا كلف خسائر البنى التحتية للمحافظة بحدود 15 مليار دولار.

وقال الجبوري ان استرجاع الامن تم تحقيقه بالتعاون بين المواطنين والأهالي والقوات الأمنية بالإضافة الى قوات التحالف الدولي، مؤكدا بان المحافظة آمنة وتعيش بسلام.

وفيما يتعلق بعودة العوائل النازحة لبيوتها ومناطقها الاصلية، أشار الجبوري الى ان اغلب العوائل النازحة رجعت لمناطقها الاصلية ما عدا قسم من العوائل الايزيدية التي ما تزال تقيم في مخيمات للنازحين.

وحول توفير الخدمات البلدية في المحافظة بعد أربع سنوات على تحريرها قال رئيس هيئة الطرق والجسور، عبد الستار الحبو، ان هيئات وفرق البلدية تمكنت، بالتعاون مع منظمات محلية ودولية، من رفع آلاف الاطنان من الأنقاض مع تقديم خدمات لمواطني الموصل، مشيرا الى ان عددا من الطرق والجسور قد تم انشاؤها لخدمة أهالي المدينة. وقال الحبو انه بسبب الأنقاض ومخلفات الحرب، فان اعمال إعادة الاعمار في كثير من المناطق، وبالأخص في المدينة القديمة، تجري ببطء، مشيرا الى ان هناك خطة طموحة لتنفيذ بعض المشاريع الرئيسة وحملة اعمار في الموصل سيتم تنفيذها في المستقبل القريب.

من جانب آخر جاء في تقرير برنامج التنمية التابع للأمم المتحدة UNDP لمساعدة البلدان المتضررة، ان اكثر من 10,000 شخص قد تم تشغيلهم لإعادة اعمار الموصل في 2017، واشتملت حملة إعادة الاعمار مدارس ومستشفيات ومحطات تحلية مياه ومحطات كهرباء في مناطق واسعة من شمالي وغربي العراق.

من بين المناطق الأكثر تضررا جراء العمليات العسكرية لتحرير الموصل من سيطرة داعش كانت المدينة القديمة، التي تعد قلب التراث الحضاري والتاريخي للموصل. وقال البنك الدولي ان استرجاع الإرث الثقافي والحضاري للمدينة يعتبر عاملا حيويا لاعادة الثقة للمواطنين بان عملية إعادة الاعمار جارية بعد انتهاء المعارك.

وعقدت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة، اليونسكو، سلسلة لقاءات لبرنامجها الخاص الذي أطلقت عليه مبادرة، احياء روح الموصل، لتساهم المنظمة في إنعاش احدى المدن العراقية القديمة، وقالت المنظمة ان اعمالها لا تنحصر فقط بإعادة بناء المواقع التراثية فقط بل تتعداه الى تمكين السكان بوصفهم أطرافا فاعلة في التغيير تشارك في عملية إعادة اعمار المدينة من خلال الثقافة والتعليم عبر توفير فرص عمل لهم لمساعدتهم في الارتقاء بواقع الموصل الاقتصادي وتحقيق تعايش اجتماعي بين مكونات الموصل المختلفة.

وفي شباط 2018 عقد المؤتمر الدولي لإعادة اعمار العراق استضافته الكويت الذي تعهد بتوفير 30 مليار دولار على شكل قروض ومنشآت ائتمانية واستثمارات للمساعدة في إعادة اعمار المدن التي تم تحريرها من داعش. وتقوم عدة منظمات دولية ومحلية الان بالمشاركة والمساهمة لإعادة الحياة الطبيعية للمحافظة خصوصا مدينة الموصل لتظهر بانها تتعافى من الدمار الذي سببته الحرب لها.

عن Kuna news

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here