كل مخلوق له بصيرة(1) وآلإختلاف بينها يكون في مدى قوّتها و أتّجاهها في كل مخلوق؛ إمّا سوداء تخريبيّة بإتجاه الشيطان .. أو نقيّة صالحة بإتجاه الرّحمن, وبصيرة صدام كانت تخريبيّة و مدمّرة نتيجة لثقافته بإمتياز حين أعلن:
[لن أترك العراق إلا أرضاً بلا إنسان] وبقيت أتأمّل و أفكر بمعنى ومغزى كلامه كلما تذكرت .. حتى إكتشفتهُ جليّاً بعد 40 عاماً أثناء رجوعي للعراق حيث رأيت أجساداً تتحرّك دون حُبّ و إحساس و وجدان, لأكشف حقيقة و عمق تلك البصيرة الهدّاميّة التي نفذت بإعجوبة في قلوب العراقيين الذين إستقبلوا تلك الثقافة الهمجية فمسختهم للآخر, خصوصاً بعد ما تأكّدت منها أيضاً لدى الطبقة السياسيّة التي حكمت من بعده و التي نشرت الفساد والجّهل لآخر المدى بإستخدام إسم الله كدرع لفسادهم لسرقة الأموال (بيت القصيد) ليشمل المسخ كل مَنْ تبقى من الذين حافظوا على وجدانهم بعض الشيئ بإعجوبة!
و السؤآل ألآن هو: مآلمطلوب للخلاص؟
ــــــــــــــــــــــــ
(1) لمعرفة حقيقة (البصيرة) و علاقتها بآلعقل الظاهر ودور المؤثرات الأخرى فيها و موقعها من العقل الباطن ومعنى الوجدان, يرجى مراجعة: (فلسفة الفلسفة الكونية).
ألعارف الحكيم
عزيز حميد مجيد
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط