الانتخابات القادمة و”طاسة الماء الوسخ”!!

متي كلو

 احدهم  رشّح للأنتخابات وذهب الى شيخ القرية  قائلا: شيخنا آني من أفوز راح اسحب مي نظيف للقرية خو مو اعوف أهلي يشربون مي النهر الوسخ شكره الشيخ وقال له : عفية ابني هاي من اصلك الطيب ! و فاز صاحبنا  واختفى !.

انتهت السنوات الاربعة وعاد النائب وطالب الشيخ  بدعمه وسوف يهتم  بالماء الصافي للقرية  ، فجلب الشيخ طاسة مي وسخ من النهر اليشرب منه اهل القرية فصاحبنة ظل متحير إذا يشرب يتمرض و إذا ما يشرب راح ينحرج مع الناس ! فگام يبچي !! چان يگله الشيخ : أستاذ ليش تبچي ؟

گال له صاحبنا : تذكرت عطش الحسين،وما گدرت اشرب الماي !!چان يگوم الشيخ يبوسه من گصته ويبچي وياه واهل القرية هم يبچون وچان يرجعون ينتخبوه من جديد وبقى المي الوسخ يشرب بيه أهل القريه”

لست بقارئ الكف ولا بقارئ الفنجان، ولم ادرس علم الفلك اوالتنجيم او الفراسة، او البخت عن طريق اوراق التروت او عبر الكرة البلورية لكي اعرف عن مستقبل العراق في انتخاباته البرلمانية القادمة التي سوف تجري كما يقال في العاشر من تشرين الأول المقبل، ولكن اقرا واستمع  واشاهد الكثير من المقابلات السياسية  بين  محللين سياسيين  في اغلبية القنوات التلفزيونية  العراقية او العربية  واستمتع كثيرا باستضافة  محللين دوليين  في حوارات  سياسية عن العراق وما يجري في الساحة العراقية منذ الانتخابات الاولى عام 2005 لاختيار برلمان العراق في ظل الديمقراطيىة  التي وضعها الاحتلال الامريكي  في الدستور العراقي الطائفي والمذهبي و كانت  هذه “الديمقراطية” السبب في كوارث العراق المستمرة،ومن خلال الاعلام  المسموع والمقروء والمرئي، ومن الحكاية الشعبية  التي قرأتها اعلاه، ربما نحن او غيرنا يستطيع ان يرسم بعض الملامح عن المشهد السياسي والاقتصادي في العراق عن الانتخابات القادمة.

كلنا نعلم بان اغلبية اعضاء البرلمان العراقي  يتكون من احزاب وكيانات اسلامية شيعية اغلبها لسان حال دولة  اقليمية شقيقة ! واهمها سائرون 54 نائبا،الفتح 47 نائبا،النصر  نائبا 42، القانون 25 نائبا ،ارادة 3 نواب ،الحكمة 19 نائبا و هناك اخرون  باسماء اخرى ولكن فازت باصوات احزاب اسلامية شيعية منها حركة بابليون، وهذه الاحزاب تمثل اغلبية اعضاء البرلمان العراقي وقراراته تصدر بموافقتهم واما الاخرون اما”موافج” او الانسحاب من الجلسات لفترة زمنية قصيرة  ثم العودة  بعد استحصال الموافقات”التشاورية” لاقتسام “الغنائم” ،ومنذ انتخابات الدورة الاولى عام 2005 والدورات المتعاقبة  والتي كانت اخرها عام 2018، لازالت هذه االاحزاب تسيطر على سياسة الدولة وشعارها المشترك، الفساد بكافة انواعه والنهب بكافة مفاصله والانفلات بكافة اشكاله وقواسم مشتركة بينها وهي التزوير او التهديد او الترهيب من اجل التصويت لمرشحين لهم باع طويل في كافة انواع الفساد الذي يستشري في كافة مفاصل الدولة العراقية!

ربما هناك (البعض) يراهن بان الانتخابات القادمة سوف تشهد تحولا كبيرا في سياسية الدولة نحو الافضل بسبب انتفاضة تشرين، ولكن الاغلبية التي”لا حول ولا قوة  الا بالله ” تعتقد بان الانتخابات القادمة ما هي الا صورة مستنسخة من الانتخابات السابقة، سوى “تبديل”الاسماء القديمة باخرى جديدة على الساحة ولكن جميعها لا تمثل سوى الاحزاب السياسية والطائفية الاسلامية  والقومية التي رفعت شعارها الدائم وتطبيق مقولة أيقونة الفكر وسيّدة النضال … حنان الفتلاوي”جئنا لنقسم الكعكة”،وكل تلك الاحزاب تشترك باهداف مشتركة ومنها السلب  والنهب  وبالتالي تدمير العراق وعزله عن العالم المتحضر، وقالها النائب عن التيار الصدري “صباح طلوبي” تائيدا لهذا الرأئ” أن التخندقات الطائفية في التحالفات السياسية الحالية ماضية على ما كانت عليه في الدورات الانتخابية السابقة، إلا أنها قد تشهد مزيدا من التخندق إثر التحالفات التي ستعقب ظهور نتائج الانتخابات” اي  من السيئ إلى الأسوأ!!

في جميع دول العالم هناك جبهات معارضة في البرلمان الا في العراق، حيث تشارك جميع الكيانات في تشكيل الوزارة باعضاء اغلبيتهم فاسدين ! و تسمع بين الحين والاخر بان كيان سياسي  ينتقد سياسة وزير من كيان اخر، ولكن وزيره اكثر فساد من الاخرين! اي كما يقول المثل “نفس الطاسة ونفس الحمام”

وفق المعلومات والتصريحات ومنهم الرئيس العراقي “ان الاموال المنهوبة تقدر بالف مليار دولار” وكلنا  نعلم بان هناك اسماء مشتبه بهم ومعروفة للشعب العراقي ومنهم داخل العراق او خارجه مازالوا من صناع القرار العراقي، وان هناك اكثر من عشر دول كانت وجهة الاموال المنهوبة من قبل وزراء او برلمانيين او مسؤولي الاحزاب الاسلامية ومليشياتها ، وأبرزها إيران ولبنان والإمارات والرئيس العراقي“برهوم” يعرف جيدا قبل غيره بان  من نهب”مليار دولار” هم من يحكمون العراق بمليشياتهم وسلاحهم وهم الذين اختاروه”رئيسا”، وسوف يبقى الماء”وسخا” والنائب يبكي.. اما الشعب العراقي ….!! وكل انتخابات وانتم بخير.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here