الصدق من اعظم القيم الانسانية
ان افضل القيم الانسانية التي يحبها الله تعالى لعبده. وهو ان يكون صادق على الدوام في السراء والضراء. لقد اثني الله على الكثير من الانبياء لانهم كانوا قد تحلوا بهذه الصفة العظيمة. “واذكر في الكتاب اسماعيل انه كان صادق الوعد وكان رسولا نبيا”. وقال تعالى ايضا “الصابرين والصادقين والقانتين والمنفقين والمستغفرين بالاسحار”. وقال ايضا “يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين”. وقال في مدح المؤمن الصادق “من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا”.
اما رسول الله فقد كان قبل ان يبعث نبيا تسميه قريش بالصادق الامين. وقد قال في اهمية الصدق قل الحق ولو على نفسك. وقال ايضا في فضل الصدق ان الصدق يهدي الى البر وان البر يهدي الى الجنه وما زال الرجل يصدق ويصدق حتى يكتب عند الله صديقا. وقال رسول الله ايضا اهمية الصدق في كل الاحوال نحروا الصدق وان رايتم ان الهلكة فيه فان فيه النجاة. وقال ايضا ريح وافلح من كانت خصاله صدق حديث وعفة طعمة وحسن خليقة.
ان من المؤكد ان قيمة الصدق سامية وتدلل على ان من يمارسها له شخصية قوية. كما ان الاشخاص الذين لا يقولون الا صدقا فانهم قد جبلوا على هذه العادة الحميدة ولا يتمكنوا من ممارسة الكذب. انهم يعلمون بان الكذب وشهادة الزور قيم قبيحة تدلل على النفاق والخوف من الناس. انها محاولة لمنح انطباع مبالغ فيه لشخصية المتكلم الذي يعاني اشكالية وعدم ثقة بالنفس.
ان قيمة الصدق هي الاساس القوي لسعادة البشرية. لان الصادق لا يمكن ان يشهد شهادة الزور. ولا يمكن ان يغش في عمله. ولا يمكن ان يظلم احد حتى لو كان مظلوما. الصادق ينبغي ان يكون عادلا ولا يفرق في حكمه لقريب او ذي قربى. الصدق يهدي الى الشكر لله على نعمه الكثيرة. الصدق يدعو الى الحياة السعيدة البعيدة عن الوسوسة وكيد الشيطان. الصدق مآله الجنة لان الله مع الصادقين
د. نصيف الجبوري