بالأرقام.. عمليات قتل وتهجير قسري طالت ناشطي ميسان

ميسان / مهدي الساعدي

طال ناشطي محافظة ميسان العديد من عمليات القتل ومحاولات اغتيال فاشلة اصيب على اثرها الكثير منهم بجروح كان بعضها بليغا بالإضافة إلى ابتعاد الكثير من الناشطين عن المدينة خوفا على حياتهم خارج العراق بعد احداث تشرين.

الكثير من ناشطي ميسان عزوا قضية المضايقات الى عهود ما قبل احداث تشرين تبعا لمخططات اعدت سلفا اريد منها إبعاد الناشطين الفاعلين في المحافظة، لأسباب مختلفة قد يعود بعضها الى الانتقادات اللاذعة التي وجههوها ضد سياسات او قيادات تعود للأحزاب المتنفذة وغياب الخدمات وصعوبة الظروف المعيشية سواء في ساحات الاعتصام أم بمواقع التواصل الاجتماعي.

“المضايقات كانت موجودة قبل احداث تشرين بسنوات والاتهامات والتسقيط كانت مقدمة للقتل” يقول احد ناشطي المحافظة ويواصل بالقول “كانت هناك منشورات تحريضية عديدة تستهدف الناشطين الفاعلين في محافظة ميسان”.

احداث تشرين وما بعدها كانت نقطة الانطلاق الفعلية لاستهداف ناشطي المحافظة بالقتل من قبل اصحاب الدراجات والسيارات التي لا تحمل لوحات تسجيل والاسلحة النارية المختلفة في كل مناطق المحافظة يقول الناشط الذي فضل عدم ذكر اسمه “بعد انطلاق ثورة تشرين بدأت مرحلة جديدة من الاستهداف المباشر للناشطين في المحافظة”.

خلفت احداث تشرين اخبار اغتيال العديد من الناشطين منهم من استشهد في عمليات نسبت الى مجهولين منها حادث اغتيال الناشطين أمجد الدهامات في السابع من تشرين الثاني لعام 2019 تلتها عملية اغتيال الناشطين عبد القدوس قاسم وكرار عادل في العاشر من شهر آذار لعام 2020. لم تكن عمليات قتل الناشطين في المحافظة كلها ناجحة بل سجلت العديد من محاولات الاغتيال الفاشلة قيدت ضد مجهولين هي الاخرى ولكنها تركت أثرا سلبيا على استقرار الشارع الميساني وزعزعت الوضع الأمني فيه.

يقول الناشط “عدد الشهداء من ناشطي المحافظة 3 جميعهم قتلوا بعمليات اغتيال اما المحاولات الفاشلة كانت أكثر من 6 محاولات طالت العديد من الناشطين من ابناء المحافظة باءت كلها بالفشل لكنها خلفت أضرارا جسدية كبيرة”.

القتل والاستهداف اجبر الكثير من ناشطي المحافظة على تركها سواء الى محافظات أخرى او الى خارج البلاد بعد ان تلقى العديد منهم رسائل بالتهديد خصوصا بعد ارتفاع وتيرة الاحتجاجات خلال احداث تشرين تاركين مدينتهم مجبرين من أجل الحفاظ على ارواحهم.

عن اعداد الناشطين الذين تركوا المدينة بحثا عن ملاذ آمن يقول “عدد الناشطين الذين غادروا المحافظة مايقارب 20 إلى 25 ناشطا بارزا وآخرين اكتفوا بالسكوت والالتزام بالبيوت وعددهم لايقل عن عدد الذين غادروا المحافظة”.

الانتقال إلى مكان آخر من أجل العيش بعيدا عن العنف والتهديد بالقتل حمل معه تبعات كثيرة منها التبعات المادية خصوصا وان بعض الناشطين خرج بمعية عائلته وبالتالي اشتداد الحاجة الى الدعم المادي من أجل الإنفاق دفعا للفاقة.

يوضح الناشط معاناة الكسب المادي للناشطين الذين تركوا مدينتهم بالقول “تباينت مصادر أرزاق العديد من الناشطين الذين تركوا المحافظة فهناك من نقل مجال عمله الى مستقره الجديد وغيرهم أخذوا إجازات طويلة الامد عن العمل وأما الآخرين الذين لا يملكون عمل فاتجهوا للعمل في القطاع الخاص”.

الناشط الحقوقي سعد عاتي يقول عن الموضوع “وجود الناشطين وتعدد منظمات المجتمع المدني حالة صحية في كل دول العالم وتقاس نسبة مرض المجتمعات بعدم وجودهما وهناك من يحاول إمراض المجتمع الميساني بإبعاد الناشطين عنه وبالتالي السيطرة الكلية على جسد تنهشه أمراض الجهل والتقاعس عن المطالبة بالحقوق”.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here