اللي سويتوا وراح اتسوا اتعس واقبح من هولاكو والتتر والفايكونغ…

 وزمرة صدام والانسانية براء من الخونة؟؟؟
د.كرار حيدر الموسوي
بدأ ” هولاكو ” سلسة الذبح والقتل عام 1258 ميلادية حين حاصر المدينة وضرب أسوارها بالمنجنيقات ثم ذبح جميع الذكور فيها واستباح المدينة التي سقط فيها مليون وثمانمائة الف قتيل لمدة أربعين يوما ولم يخرج هولاكو من بغداد إلا بعد أن ” ثقل الهواء فيها بما حمل من كريه رائحة الجيف المنتفخة وأشلاء القتلى المطروحة في شوارع المدينة
بعد خمسة وثلاثون سنة فقط عاد حفيد هولاكو ” تيمورلنك ” إلى بغداد فدخل المدينة وقتل عشرات الألوف من السكان وعذب الأحياء في شوارع المدينة لانتزاع الأموال منهم
بعد عام واحد من احتلال تيمورلنك لبغداد ضرب السلطان احمد حصارا حول المدينة ودخلها عنوة وارتكبت مجازر في شوارع بغداد راح ضحيتها هذه المرة جنود تيمورلنك
عاد تيمورلنك إلى بغداد فحاصرها أربعين يوما وبعد قصف شبه يومي بالمنجنيقات والنار دخلت قوات تيمورلنك المدينة وهذه المرة أمر تيمورلنك بإبادة سكان المدينة عن بكرة أبيها فأقيمت في بغداد عدة أبراج من رؤوس القتلى بعد هدم وتدمير منازل المدينة وجوامعها واضطر تيمورلنك إلى مغادرة بغداد بسبب رائحة الجيف وفساد الهواء من تفسخ جثث مئات الآلاف من القتلى
أعاد العراقيون بناء مدينتهم من جديد … ولكن بعد سبع عشرة سنة فقط سقطت بغداد للمرة الرابعة بعد ان حاصرتها جيوش ” قرة يوسف ” التي قادها ابنه ” محمد شاه ” الذي اسس في بغداد دولة ” الخروف الاسود التركمانية ” وقام التركمان بقتل جميع سكان بغداد من العرب
اندلعت أزمة بين أولاد ” قرة يوسف ” وهما محمد الذي احتل بغداد وحكمها ثلاثة وعشرين عاما وبين أخوه ” اسبان ” الذي حاصر المدينة عدة أسابيع تمكن بعدها من دخول بغداد فذبح جميع القوات الموالية لأخيه ونفذ حكم الإعدام به…
بعد اقل من تسع سنوات سقطت بغداد للمرة السادسة حين حاصرها السلطان ” جهان شاه ” مدة ستة اشهر كاملة أكل خلالها سكان بغداد القطط والكلاب والجيف وقام السلطان بتدمير المدينة وتخريبها وتحريقها قبل أن يعين ابنه ” بيربوداق ” واليا عليها
بعد اشهر قليلة أعلن ” بيربوداق ” الانفصال عن ابيه السطان ” جهان شاه ” حاكم تبريز فغضب الأب
وهدد بالانتقام من ابنه فتوجه بجيش جرار إلى بغداد وحاصرها لمدة سنة كاملة أكل خلالها الناس بعضهم بعضا من الجوع وقام السلطان بقطع رؤوس جميع الذكور في المدينة واعدم ابنه ” بيربوداق ” بعد تعذيبه وعين على المدينة الوالي ” محمد الطواشي “
بعد سنوات قليلة حوصرت بغداد من قبل جيوش تتبع مقصود بن حسن الطويل الذي كان يمثل قبائل تركمانية عرفت باسم ” دولة الخروف الأبيض … وقام كالعادة بذبح وقتل ما تيسر من سكان بغداد
السقوط التاسع لبغداد تم على يد إسماعيل ألصفوي الذي ذبح جميع سكان بغداد من السنة وهدم قبور أئمة السنة وذبح علماء المسلمين ولم يترك بغداد إلا بعد أن عين خادمه خليفة عليها وأطلق عليه لقب ” خليفة الخلفاء ” للسخرية من المسلمين
أما السقوط العاشر لبغداد فتم على يد ذو الفقار بن علي وهو كردي وقد تمكن هذا القائد بمعاونة اثنين من إخوته من تصفية النفوذ ألصفوي الشيعي في بغداد فقتل جميع الأسرى وبعث إلى العثمانيين يطلب منهم العون لتثبيت حكمه في بغداد خوفا من عودة النفوذ الشيعي إلى المدينة والذي كانت تدعمه الدولة الصفوية
غضب شاه إيران ” الشاه طهماسب ” من سقوط بغداد في يد الأكراد حلفاء خصومه العثمانيين فتوجه الشاه على راس جيش جرار إلى بغداد ورغم انه حاصرها عدة أسابيع إلا انه لم يتمكن من دخولها إلا بعد أن اتفق مع الأخ الأكبر للوالي الكردي ذو الفقار حيث قام الأخ بفتح أبواب بغداد ليلا للجيش الصفوي  الذي ارتكب مجازر في المدينة ولم يغادرها إلا بعد تعيين الأخ الذي غدر بأخيه واليا على بغداد وأطلق عليه لقب ” سلطان علي ذو الفقار كش ” أي ” قاتل ذو الفقار ” …. وكان هذا هو السقوط الحادي عشر لبغداد
في عام 1534م حاصر السلطان العثماني سليمان بغداد وتمكن بسهولة من اقتحامها وقتل بقايا وفلول الصفويين فيها وأمر بإعادة بناء الأماكن الإسلامية السنية التي هدمها الشيعة ومنها قبر أبو حنيفة وبنى على القبر قبة كبيرة لا تزال إلى اليوم مزارا مهما للمسلمين السنة
حوصرت بغداد بعد ذلك من قبل الانكشاريين وفي سنة 1831 م سقطت بغداد بأيدي الجيش العثماني بقيادة الوالي علي رضا باشا بعد ما يقارب 82 عاما من سلطة المماليك على المدينة حيث كانت بغداد مقرا لحكم المماليك وبعد سقوط بغداد بأيدي الجيش العثماني وكان داود باشا هو آخر من تولى من المماليك حكم المدينة وبعد احتلال المدينة من قبل الجيش العثماني بقيادة علي رضا باشا قام الأخير بعمل مذبحة لجميع المماليك المتبقين في المدينة على غرار مافعل والي مصر محمد علي باشا
حوصرت بغداد اخيرا من قبل الإنجليز ومع بدء الحرب العالمية الأولى في عام 1914 م أنزلت حكومةالهند البريطانية الشرقية جيشا مؤلفا من خليط من بريطانيين وهنود في عدة فيالق بما سموا بجيش الليفي، وحدثت معارك بين القوات البريطانية وقوات العشائر العراقية ولكن قوة اسلحة الجيش البريطاني حالت دون النصر
بعد حوالي شهرين تمكنت القوات البريطانية من سيطرتها على العراق الى أن سلمتها بيد الهاشميين وانتهت مرحلة الهاشميين بمجزرة قصر الرحاب ثم تتابعت سلسلة الانقلابات العسكرية الدموية التي انتهت بوصول صدام الغني عن التعريف إلى الحكم
في 2003 دخل جورج بوش الابن تاريخ بغداد الدموي بصفته صاحب الهجوم والحصار ربما العشرين لهذه المدينة المنكوبة والتي لن تجد مدينة أخرى في العالم تعادلها في نكباتها
والتأريخ لا زال يسجل ..
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here