كمائن أمريكية في طريق الحرير الأيراني

كمائن أمريكية في طريق الحرير الأيراني

المحاولات الأيرانية المستمرة و المستميتة في أخراج القوات الأمريكية المتواجدة في القواعد العسكرية العراقية من خلال القصف المستمر الذي طال تلك القواعد الذي قامت به الفصائل الولائية و بأوامر ايرانية مباشرة اما الأيحاء بأن تلك الفصائل ( قد شقت عصا الطاعة ) و تمردت على اوامر الحرس الثوري الأيراني فتلك مغالطات و خلط للأوراق في استبعاد ايران من أي ضربة انتقامية امريكية او حتى أسرائيلية و جعل الساحة العراقية ميدانآ تتقاتل فيها الفصائل الولائية مع القوات الأمريكية تحت شعار أخراج القوات الأمريكية ( المحتلة ) .

الهدف الحقيقي من التحركات الأيرانية في العراق و عبر الفصائل الولائية ( العميلة ) هو في تعبيد الطريق الواصل الى سواحل البحر المتوسط عبر سوريا و من ثم الى لبنان و ما يقال من ان التحالف الروسي – الصيني هو من يقف خلف هذا المخطط في تشكيل جدار يفصل و يعزل دول الخليج العربي ذات الميول الغربية عن التواصل مع بلاد الشام من خلال السيطرة على العراق و كذلك تعبيد طريق الحرير الجديد من الصين الى البحر المتوسط و الذي لابد له ان يمر عبر العراق عقدة الطرق و ملتقى البلدان و كذلك في وصول الأمدادت الأيرانية العسكرية و المدنية الى ( الحلفاء و الأصدقاء ) في سوريا و لبنان و هذه الأمدادات و المساعدات لا يمكن ان تصل الى هدفها دون المرور بالعراق .

وجود القوات الأمريكية على جانبي الحدود بين العراق و سوريا هو في قطع هذا الطريق امام الأطماع الأيرانية و من خلفها الروسية و الصينية و هو في مسلسل الصراع العالمي في الأستحواذ على مناطق النفوذ و الهيمنة على مناطق في العالم و من أهم تلك المناطق الأراضي المحاذية للدولة اليهودية ( أسرائيل ) و التي تعتبر ان وصول الأيرانيين المباشر الى المناطق المتاخمة في سوريا و لبنان تهديدآ خطيرآ و مباشرآ للأمن الأسرائيلي و لا يمكن السماح به و من هنا كان التفاهم و الأتفاق الأسرائيلي الأمريكي في منع ايران من الوصول الى تلك البلدان عبر العراق مهما كلف الثمن و ان كان بالمواجهة المسلحة مع الفصائل الأيرانية في العراق ( المقاومة ) و التي تكفلت بالقتال نيابة عن الأيرانيين.

ليس في وارد الحكومة الأمريكية التخلي عن الشريط الحدودي السوري العراقي و فسح المجال امام القوات الأيرانية في حرية التحرك و الوصول الى سوريا و لبنان و انسحاب القوات الأمريكية من الجانب العراقي يعني اضعاف قبضة القوات الأمريكية على قطع الأمدادت الأيرانية لذلك لا يمكن للقوات الأمريكية التنازل عن التواجد في هذه المنطقة المهمة في قطع الشريان الحيوي الذي تأمل أيران من خلاله الوصول الى الجانب الآخر من الحدود و التواجد الأمريكي ليس فقط داخل العراق انما هناك تواجد و قواعد عسكرية أمريكية في الداخل السوري و بالخصوص عند الحدود العراقية السورية و الهدف هو ذاته في قطع الأتصال و التواصل بين أيران و سوريا و لبنان .

الأنسحاب العسكري القتالي الأمريكي من العراق مع الأبقاء على المستشارين و الخبراء العسكريين و دعم القوات العراقية بالمعلومات و التدريب و التجهيز و ألأسناد الجوي يحظى بموافقة و قبول الحكومة العراقية و يضع الفصائل الولائية في موقف حرج و يجبرها على القبول بوجود تلك القوات غير القتالية مع التشكيك المطلوب في حفظ ( ماء الوجه ) اما التغلغل الأيراني المرتقب في حال انسحاب القوات الأمريكية و فراغ الساحة فهناك قوات عسكرية أمريكية ضاربة قريبة و متواجدة في القواعد العسكرية داخل الأراضي السورية و بأمكانها التدخل السريع و الصاعق في حال حدوث أي طارئ يستحق المعالجة المستعجلة و كذلك القوات الجوية المتواجدة في منطقة الخليج العربي و تلك المتواجدة في ( قطر ) .

من سؤ ( حظ ) العراق ان يكون في عقدة الطرق الدولية المهمة هذه و على مر الأزمان كان هذا البلد هو الممر و ليس المستقر للكثير من الحروب و الغزوات و التي كانت الجيوش الغازية القادمة من الشمال بأتجاه الشرق حيث الأمبراطورية الفارسية و كان لابد لها من المرور في اراضي هذه البلاد و من أشهر تلك الحملات تلك التي كانت بقيادة ( الأسكندرالمقدوني ) و حين انعكس الأتجاه و اصبح الغرب هو الهدف حيث طريق الحرير القادم من الصين و المار عبر ايران لابد له من أجتياز الأراضي العراقية للوصول الى غايته و مبتغاه حيث الحلفاء و الأصدقاء و مياه البحر المتوسط و هذا ما يتعارض مع المصالح الأمريكية و الغربية اما اين مصالح العراق الدولة و الأمة و الشعب في خضم هذا الصراع و التنازع فهذا البلد ليس هناك من يندبه و لا بواكي تنعيه .

حيدر الصراف

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here