فصائل مسلحة تستغل المنابر الدينية للترويج المبكر عن مرشحيها في النجف وكربلاء

بغداد/ تميم الحسن

في أكبر مركزين دينيين في البلاد حيث العتبات الشيعية في النجف وكربلاء يتنافس أكثـر من 600 مرشح لشغل 23 مقعدا، 6 منها مخصصة للنساء. وقرر 10 نواب فقط من المحافظتين اعادة ترشحهم بالانتخابات التشريعية المقبلة، في اقل عدد للنواب الحاليين الذين سيدخلون المنافسة بين المحافظات.

ويغيب بالمقابل المحافظون الحاليون عن السباق في النجف وكربلاء، بينما يعود المحافظون السابقون الى الترشح.

وتظهر في قوائم المرشحين اسماء اثارت الرأي العام بسبب قضية “رواتب رفحاء”، حيث يترشح احد تلك الاسماء مع ابنته في قائمة واحدة.

النجف التي تضم اكبر المراجع الدينية في العراق، قسمت الى ثلاث دوائر يتنافس فيها 103 مرشحين.

ويتحدث السكان عن “تلميحات” بدأت تظهر من على المنابر الدينية لـ”تلميع ” صور بعض المرشحين.

دوائر النجف

وخصص للدائرة الاولى والتي تضم مناطق مركز النجف، 5 مقاعد وتنافس فيها 512 مرشحاً، فيما الدائرة الثانية فيترشح عنها 31 مرشحاً ضمن 4 مقاعد.

والدائرة الثالثة والاخيرة التي تضم مناطق المناذرة والمشخاب، فخصصت لها 3 مقاعد، ويتنافس فيها 21 مرشحا.

هناك 3 مقاعد للنساء في البرلمان مخصصة للفائزين من النجف، ويتنافس حولها 30 مرشحا، بمعدل 10 نساء لكل مقعد.

من بين المتنافسات سعاد جبار، وهي نائبة كانت قد فازت عن تحالف النصر الذي يتزعمه رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي، قبل ان ينشق عنه رئيس هيئة الحشد فالح الفياض وينضم الى تحالف الفتح.

جبار التي حصلت على اقل من 4 آلاف صوتـ حصلت على المقعد عن طريق “كوتا النساء”، تترشح اليوم عن ائتلاف الفياض الذي اطلق عليه اسم “العمق الوطني”.

كما تعود الى التنافس النائبة السابقة لقاء آل ياسين، وهي تترشح عن الكتلة الصدرية التابعة لزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر رغم مقاطعته الانتخابات.

وكانت “سائرون” التابعة للصدر، قد حصلت على المركز الاول في النجف في الدورة البرلمانية السابقة، وشغلت 4 مقاعد، فيما يغيب كل نوابها عن التنافس.

وابرز نواب الكتلة الذين لم تظهر اسماؤهم في قوائم الترشح هو حسن العاقولي، رئيس حزب الاستقامة الذي كان النواة الاولى لتحالف سائرون الذي ضم حينها الحزب الشيوعي (اعلن مؤخرا مقاطعته الانتخابات)، وقوى مدنية اخرى.

وحصل العاقولي وقتها على المركز الاول بين مرشحي سائرون، بعدما جمع لوحده اكثر من 16 الف صوت.

وقرر 5 نواب من اصل 12 نائباً الترشيح في الانتخابات التشريعية المقبلة، من بينهم النائب والمحافظ السابق للنجف عدنان الزرفي. الزرفي كان قد حصل على المركز الاول في اعلى اصوات النجف ضمن ائتلاف النصر بزعامة العبادي، حيث جمع اكثر من 17 الف صوت. ويرأس الزرفي وهو مكلف سابق برئاسة الحكومة عقب استقالة عادل عبد المهدي، حركة الوفاء ويترشح عنها في النجف.

بالمقابل يغيب اسم محافظ النجف لؤي الياسري، بعد ان تعرض وضعه السياسي الى عدة هزات بسبب حبس ابنه بتهمة المتاجرة بالمخدرات، واصدار مذكرة اعتقال ابان احتجاجات تشرين في 2019 بتهمة استخدام العنف ضد المتظاهرين.

والى جانب الزرفي وسعاد جبار، يترشح النائب فاضل الفتلاوي عن تحالف الفتح الذي حصل في انتخابات 2018 على ثلاثة مقاعد.

وكذلك ينافس النائب احسان ثعبان على مقاعد النجف ضمن كتلة “قوى الدولة”، وهو الاسم البديل لتيار الحكمة بزعامة عمار الحكيم.

الترويج للمرشحين

والنجف في الانتخابات الماضية كانت واحدة من اكثر المحافظات التي سجلت اعلى نسبة مشاركة في الاقتراع، حيث وصلت نسبة المصوتين فيها الى نحو 43% وعددهم كان 895 الف مصوت.

ويعتقد علي النجفي، طالب جامعي في المدينة، ان النسبة العالية كانت بسبب حث رجال الدين الجمهور للذهاب الى صناديق الاقتراع.

النجفي، يقول في اتصال مع (المدى) ان “بعض رجال الدين في النجف يلعبون دورا بارزا في الانتخابات، فهم الآن يقومون خلال الخطب الدينية بالترويج لبعض الشخصيات”.

وفي الانتخابات الماضية، نشر مرشحون صورا قديمة كانت تجمعهم مع بعض الشخصيات الدينية، فيما اعلنت حينها مرجعية النجف بانها لاتدعم اي جهة.

واستخدم بعض المرشحين في الانتخابات السابقة صور المرجع الاعلى علي السيستاني في الحملات الدعائية، كما حذروا الناخبين من اختيار قوائم اخرى والا يكونوا قد خالفوا اوامر المرجعية.

ويضيف النجفي، وهو احد الناشطين في حركة الاحتجاجات في المحافظة، ان هناك “تلميعا يجري لبعض الشخصيات المرتبطة بالفصائل المسلحة والمعروف قربها الى طهران”. وكانت توترات شديدة جرت في النجف اواخر 2019، بعدما احرق متظاهرون غاضبون القنصلية الايرانية في المحافظة، ردا على تدخلات طهران ضد الاحتجاجات بحسب آراء ناشطين حينها.

اما في كربلاء فالامر لايختلف كثيرا نظرا الى تشابه الاوضاع الاجتماعية في المدينتين، وتعرضت القنصلية الايرانية هناك الى الحرق ومحاولة اقتحام مرتين في اعقاب الاحتجاجات.

عودة “الهر” والهنداوي

وتنافس في كربلاء 113 مرشحاً، بينهم 32 امرأة لشغل 11 مقعدا في مجلس النواب المقبل.

وخصصت لكربلاء 3 دوائر، تضم الاولى 4 مقاعد وفيها 28 مرشحاً، والثانية 3 مقاعد ويتنافس فيها 38 مرشحا، والاخيرة 4 مقاعد وترشح عنها 47 مرشحاُ. وقرر 5 نواب فقط العودة الى الترشح، وهم حسن الياسري وحامد الموسوي عن تحالف الفتح، وياسر صخيل عن دولة القانون، وليلى فالح “ترشيح فردي”، ومنال حميد عن النصر.

كما تظهر قوائم المرشحين عودة ابتسام الهلالي النائبة السابقة للتنافس ضمن قائمة جديدة تحمل اسم “المنتج الوطني”، ومحمد الهنداوي اكبر المدافعين على حصول لاجئي رفحاء على مخصصات استثنائية.

الهنداوي كان قد اثار الرأي العام بدفاعه عن ماوصف بـ”الرواتب الخيالية” لسكان مخيم رفحاء، بعد قيام حكومة مصطفى الكاظمي بتقليل مستوى الدعم لتلك الشريحة وتقليص رواتبهم.

ويترشح الهنداوي هذه المرة مع ابنته زهراء ضمن كتلة يتزعمها الاب وتحمل اسم “حركة النور”.

ايضا يعود محافظ كربلاء السابق امال الدين الهر الى التنافس مرشحا عن دولة القانون، وهو معروف بمهاجمته لكردستان والدول الخليجية، واتهامهم بالتآمر على العراق.

كذلك تظهر قوائم المتنافسين اسم القيادي في التيار الصدري طارق الخيكاني وهو وزير الاعمار السابق، فيما لم يصدر عن الاخير اي تعليق بعد قرار الصدر مقاطعة الانتخابات.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here