لماذا أرجى الأنسحاب الأمريكي من العراق حتى إجراء الانتخابات؟

 محمد وذاح

 لاقت نتائج الحوار الإستراتيجي الأخير بين الحكومة العراقية والإدارة الأمريكية، الذي اختتم بلقاء بين الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، أمس الاثنين، ترحيباً وسعاً من معظم القوى السياسية العراقية وتحديداً الشيعية، وهو ما لم يتحقّق في كل نتائج الجولات الثلاث السابقة.

 وتمحور اللقاء بين بايدن والكاظمي، الذي ترأس وفد رفيع المستوى من حكومته يضم وزراء كل من الخارجية والدفاع والنفط والتجارة والثقافة، بشكل أساسي حول وجود القوات الأمريكية في العراق، وعلى نطاق أوسع حول قدرة بغداد على التصدي لخلايا تنظيم داعش المتبقية.

 مصير الوجود الأمريكي بالعراق؟

  وبعد أكثر من 18 عاماً على دخول القوات الأميركية البلاد، وقع بايدن والكاظمي، أمس الإثنين، اتفاقاً ينهي رسمياً المهام القتالية الأمريكية في العراق بحلول نهاية العام الحالي 2021.  

 وأكدت الحكومتان الأمريكية والعراقية في البيان الختامي المشترك للجولة الرابعة من الحوار الاستراتيجي بين بغداد وواشنطن، على التزام العراق بحماية أفراد التحالف الدولي الذين يقدمون المشورة والتدريب للقوات العراقية، فيما أعربت الولايات المتحدة عن احترامها لسيادة العراق والقوانين العراقية.

  ترحيب مشروط!

  وعلى الرغم مما ناله الاتفاق بين الكاظمي والرئيس الأمريكي جو بايدن، على انسحاب القوات الأجنبية من العراق نهاية العام الحالي 2021، من جميع الفرقاء والزعامات السياسية العراقية الممسكة بزمام السلطة في العراق، أبرزها زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر والرئيس العراقي برهم صالح ورئيس البرلمان محمد الحلبوسي وتحالف النصر بقيادة رئيس الوزراء الاسبق حيدر العبادي وغيرها من القوى السياسية..، إلّا أن ترحيب بعض القوى الشيعية التي ترفع “لواء المقاومة” يرتبط بجدية الحكومة في متابعة تنفيذ قرار الانسحاب!

 فتحالف الفتح الذي يضم جميع القوى المعادية للتواجد الأمريكي في العراق، والذي طالما كان رافضاً لجميع نتائج الجولات السابقة للحوار الاستراتيجي بين المسؤولين العراقيين ومسؤولي الولايات المتحدة، رحب هذه المرة بما حققه المفاوض العراقي من إنجاز وطني بالاتفاق على خروج القوات القتالية بشكل كامل في نهاية هذا العام، عادها “خطوة إيجابية متقدمة باتجاه تحقيق السيادة الوطنية الكاملة”.

 لكن تحالف الفتح كان واضحاً من خلال بيانه أو من خلال الناطق بأسمهِ، النائب أحمد الأسدي، بأن الانسحاب يجب أن يكون فعلياً وحقيقياً عبر متابعة المسؤولين المعنيين في الدولة العراقية تنفيذ خروج تلك القوات من البلاد وفق الجدول الزمني المحدد لها.

 وحذر الأسدي في لقاء متلفز، ليلة أمس الاثنين، أن عدم تنفيذ الانسحاب الأجنبي وتحديداً القوات الأمريكية وإنهاء تواجدها في العراق بكل تفاصيله، ستكون نتائجه عكسية على العراق والمنطقة!

 توقيت الانسحاب

  ويرى مراقبون أن تحديد توقيت الانسحاب الامريكي من العراق نهاية العام الحالي 2021، يرتبط بما ستفرزه نتائج الانتخابات العراقية المقرر إجراؤها في تشرين الأول/ اكتوبر المقبل، وإذا ما كانت هذه النتائج تروق للولايات المتحدة ومن سيمسك بزمام السلطة خاصة وإن هناك تخوف أمريكي كبيرة من صعود خصومها من قوى “المقاومة” خاصة وإنها ستكون الاقوى والأكثر تنظيماً لجمهورها بعد سحب زعيم التيار الصدر مقتدى الصدر يده من دعم الانتخابات وعدم وضوح قوى “تشرين” من حسم موقفها من المشاركة بالانتخابات من عدمه.

  ويبقى السؤال الأهم والأكثر حيرة: هل سيجتمع القوى الشيعية وتحديداً من تمتلك السلاح على كلمة سواء، إذا ما صدقت نية الولايات المتحدة بسحب قواتها العسكرية من العراق بتتقدم الوطن على مصالحها؟ خاصة وإن النظام السياسي العراقي الحالي لا يملك اي فرصة أخرى للفشل لأن العراقيين خبرته منذ أكثر من 18 عاماً ضاقَ به ذَرْعاً بسبب ويلات سوء الإدارة والتردي على جميع الأصعدة؛ سياسية وأمنية وخدمية واقتصادية وموت بالجملة بنار الفساد ونار الإرهاب.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here