ذي قار!!

ذي قار!!
لذي قارٍ بما جادَتْ سَلامُ
أحيِّها وإنْ قَصُرَ الكلامُ

تأجّجَ شرُّها في بَيْتِ آهٍ
وما نَفَعَ التَحذّرُ والمَلامُ

كأنّ رؤوسَها صَرْعى لضَيْمٍ
يُدَثّرُ أمّةً وبها اضْطِرامُ

عَجائبُ نَكْبةٍ تُسْقى بنارٍ
تُأِّرِّثُها الحَرائِقُ والخِصامُ

لماذا كلُّ مُسْتشفى أحيْلتْ
إلى سُجُرٍ وقد حَقَّ اتْهامُ؟

وإنّ طبيبَها حَمّال خَوْفٍ
وموْجوعٌ يلازمُهُ اكْتِلامُ

فمِنْ جُرْحٍ إلى جُرْح توالتْ
ومِنْ ألمِ تَشاكى المُسْتَضامُ

أ كلُّ بَريئةٍ بينَ الضَحايا
وكلُّ أثيْمَةٍ فينا تُدامُ؟

وإنَّ فسادَها عنوانُ نَصْرٍ
وبُرْهانٌ يُعزِّزهُ النِظامُ

فلا تَعْتَبْ على وَجَعٍ شَديْدٍ
يُباغِتُنا ليأكُلنا انْتِقامُ

مَريْضٌ في مَشافينا تَشوّى
بنيرانٍ يُسَجّرُها السِقامُ

أيا أورٍ ومُنتَفكٍ وقارٍ
أ يُقتلُ أهْلُنا ظلماً وناموا ؟!

حَريقٌ مِنْ تَهاونِنا بقَصْدٍ
يُداهِمُنا فيلْعَنُنا ارْتِحامُ

قساةٌ مِنْ ضَلالتِها بأفْكٍ
تَبلدَ عَقلهُمْ , والبُلدُ ساموا

أ يُعْذَرُ قاتلٌ أشْقى البَرايا
وأرْداها إلى سَقَرٍ لِمامُ

وناصِرُها بلا نَصْرٍ وعَوْنٍ
ومَشْيَخةٌ تَولاها الحُطامُ

أ نورُ حَضارةٍ يُذكى بنارٍ
ويَطمرهُ التَحاقدُ والظلامُ؟

وهلْ نُصِبَتْ لناصِرَةٍ فِخاخٌ
وهلْ عَمَّ التباغُضُ والبَرامُ؟

بذي قارٍ فُجِعْنا حينَ بُغْتٍ
وأذْهَلنا لهيْبٌ وانْهدامُ

كأنَّ حشودَها ثارتْ فآذَتْ
لتجلدَها العواذلُ والجُهامُ

أ هذا ما نُكافِئُهمْ لحَقٍّ
وإنَّ الحَقَّ سُلطانٌ إمامُ؟

لماذا يا أباةَ الضَيمِ أضْحَتْ
تأرَّبَ في مَرابعها احْتِدامُ

تَحدَّتْ رُغمَ عُدوانٍ أثيمٍ
ويَبقى في مَواطِنها انْسِجامُ

وإنّ رثاءَها عيْبٌ كبيرٌ
لأنّ وجودَها حُبٌّ سلامُ

تُواجهُ نَكْبةً وَفَدتْ إليْها
تُعَضِّدُها المَطامعُ والعِظامُ

وما سَئِمَتْ مواكبُها وهانَتْ
وألهَمَها التواصلُ والدوامُ

حَضارتُنا بذي قارٍ خُطاها
أنارَتْ دَربَ أجْيالٍ فَراموا

هيَ الدنيا إذا جَلبتْ سَعيرا
تَهَشمَ سِفْرها فَنأى الكِرامُ

تألقتِ الخَطايا والمَنايا
وتآفلتِ الفَضائلُ والوئامُ

فقلْ ما شِئْتَ في زمَنٍ خَبيثٍ
تأسَّدَتِ المَساوئُ والعِقامُ

أ مِنْ حَنَقٍ على شَعْبٍ غَيورٍ
تَعاضَدَتِ النوازلُ واللِّئامُ؟!!

د-صادق السامرائي
20\7\2021

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here