بغداد/ تميم الحسن
اشقاء وابناء نواب وشيوخ عشائر يتنافسون على 17 مقعدا مخصصا لمحافظة بابل، جنوب بغداد، بينهم قائد عسكري متهم بضرب المحتجين. ووصل عدد المرشحين في المحافظة الى نحو 160 مرشحا، بينهم اكثر من 10 نواب حاليين، ونائب محافظ ورئيس مجلس. وشهدت خارطة التنافس في بابل تنقلات لنواب الى خارج المحافظة، فيما استبدل مرشحون احزابهم السابقة.
ولم تخل المحافظة من اسماء مرشحين مثيرة للجدل، مثل انتهاء القطيعة بين النائبة السابقة حنان الفتلاوي ورئيس الحكومة السابق نوري المالكي. احد المرشحين في بابل تملأ اخباره عن “السطو” و”الاعتداء” المواقع الاخبارية، حينما كان نائبا قبل دورتين والترشح للثالثة.
عشيرة تتبرأ من نائب
النائب احمد حبيب الخبط، توجد رسالة منسوبة لشيخ عشيرته حيدر نعمان العباسي، يتبرأ فيها من الاخير بسبب “الخيانة”. العباسي يقول في رسالة نشرت في 2014، ان النائب الخبط “خان الأمانة وانقلب ضد دولة القانون وانضم للمجلس الاعلى”.
ووفق ذلك يعلن شيخ العشيرة البراءة من النائب السابق “المتقلب” بحسب الوصف الذي جاء في الرسالة المنشورة. وفي العام نفسه نشرت وكالة “براثا” وهي معروفة بانها قريبة من المجلس الاعلى، الذي يفترض ان النائب الخبط انتقل اليها من “دولة القانون”، خبرا عن “اعتداء” الاخير على سيطرة امنية. الخبر اكد ان النائب السابق حين كان مرشحا في انتخابات 2014، “اعتدى على رجال الامن قرب مركز سبأ وبيروت بناحية بني مسلم/ الكفل بعد ان أوقفوا سيارته لاغراض التفتيش”. واشار الخبر الى ان الخبط “تلفظ بالفاظ جارحة ضد عناصر الامن وضرب أحدهم، كما هددهم بالانتقام”. وفي فترة الاستعدادات لانتخابات 2014 نشرت وكالات محلية، صورة من احدى بلدات بابل يمنع فيها السكان دخول مرشح آخر الى منطقتهم غير احمد حبيب الخبط.
وكتب على اللافتة التي وضعت عند مدخل ناحية الكفل التابعة لبابل “الى كافة المرشحين الى مجلس النواب يرجى عدم الدخول الى الناحية لأنها محجوزة للنائب احمد حبيب خبط”.
النائب الخبط هذه المرة تخلى عن دولة القانون والمجلس الاعلى معا، وجاء اسمه ضمن الترشيحات الفردية، كما رشح الى جانبه في نفس المحافظة شقيقه ابراهيم الخبط.
الابن بدل الأب!
اما اسكندر وتوت وهو اول محافظ لبابل بعد 2003 ونائب في الدورتين الثانية والثالثة في البرلمان، فقد غاب عن الانتخابات هذه المرة.
ورشح وتوت بدلا عنه ابنه ياسر اسكندر عن كتلة الوفاء التابعة للنائب والمكلف السابق بتشكيل الحكومة بعد استقالة عادل عبد المهدي، عدنان الزرفي.
ووتوت الذي كان نائبا عن دولة القانون، فشل في انتخابات 2018 بالحصول على مقعد بعد ترشحه عن تحالف الفتح بزعامة هادي العامري، رغم حصوله على اكثر من 8 آلاف صوت.
وقسمت بابل بحسب قانون الانتخابات الجديد القائم على تعدد الدوائر، الى 4 دوائر، خصصت 4 مقاعد للدوائر الثلاث الاولى، و5 مقاعد للاخيرة.
ووصل عدد المرشحين الكلي في المحافظة الى 157 مرشحاً، بينهم 39 امرأة، مقارنة بـ334 مرشحاً في الانتخابات الماضية.
وتنافس 40 مرشحا في كل من الدائرة الاولى والثانية، و39 مرشحاً في الثالثة، فيما رشح 38 في الرابعة وهي تضم مناطق شمالي بابل.
موسم الانتقالات
بحسب خارطة المرشحين، فان 12 نائباً من اصل 17 في البرلمان الحالي، عادوا الى التنافس، فيما نقل النائب هيثم الجبوري ترشيحه من بابل الى بغداد.
واستبدل تحالف سائرون الذي قرر مقاطعة الانتخابات، نوابه الاربعة في البرلمان باستثناء سلام الشمري الذي يترشح عن “الكتلة الصدرية”، وهو الاسم الجديد للتيار الصدري الذي يخوض فيه سباق انتخابات 2021.
وخرج من التنافس عن الصدريين رئيس لجنة الامن في البرلمان محمد رضا، اضافة الى النائب علي غاوي، والنائبة نورس كامل.
اما تحالف الفتح والذي لديه 4 نواب عن بابل، فقرر اعادة كل مرشحيه الى التنافس، على الرغم من النائبة منال المسلماوي ذهبت صوب الترشيحات الفردية، لكن حسب مراقبين ان هذه الانتقالات “تكتيك جديد” داخل الكتل ولايعني انشقاقاً.
وقرر كل من النواب ثامر ذيبان، وعدنان فيحان التابعين لعصائب اهل الحق، وحسن شاكر (قيادي سابق في احد الفصائل) الترشح عن “الفتح”.
اما تحالف النصر بزعامة رئيس الحكومة السابق حيدر العبادي، فان اثار انشقاق رئيس هيئة الحشد فالح الفياض في 2018 عن التحالف مازالت واضحة. فقد قرر مرشحو الحزب الاسلامي (اعلن عن مشاركته في انتخابات 2018 باسمه الصريح) ترك العبادي والذهاب مع الفياض في تحالف “العقد الوطني”.
لذلك غادر امين عام الحزب النائب رشيد العزاوي والنائبة مها الجنابي تحالف النصر الى “العقد”، وقرر النائب فلاح الراضي البقاء مع العبادي.
الكتلة البنفسجية تعود إلى المالكي
وفي موسم الانتقالات، خسر ائتلاف دولة القانون نائبين، حيث انتقل النائب ومحافظ بابل السابق صادق مدلول الى تحالف قوى الدولة الذي يقوده عمار الحكيم ويتحالف معه العبادي، ومنصور البعيجي الى الفتح.
بالمقابل حافظ النائبان سالم طحيمر وحسن فدعم على ولائهما لتيار الحكمة في انتخابات 2021، فيما لم ترشح النائبة عن الكتلة لبنى رحيم.
ايضا تظهر في قوائم المتنافسين النائبة السابقة حنان الفتلاوي و هي رئيسة حركة ارادة (المعروفة بشعارها البنفسجي). الفتلاوي غادرت هذه المرة تحالفها الحديث مع العبادي، وقررت خوض الانتخابات مع كتلتها السابقة والتي انشقت عنها قبل عدة سنوات دولة القانون. ويتنافس في بابل رعد الجبوري، وهو رئيس مجلس المحافظة السابق، عن كتلة هيثم الجبوري (كفاءات)، بالاضافة الى وسام اصلان وهو نائب المحافظ ضمن الترشيحات الفردية، الى جانب ثائر كتاب وهو ابرز شيوخ عشائر الجبور في بابل لكن عن دولة القانون.
كما قرر رئيس الشرطة السابق في بابل علي كوة الترشح ضمن القوائم الفردية، بعد اقالته العام الماضي بعد عمليات عنف حدثت ضد المحتجين في المحافظة.
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط