الجمعة ١٣ ٢٠٢١ –
بيروت – الوكالات: أغلق مواطنون غاضبون أمس طرقا عدة في لبنان واكتظت محطات الوقود بالسيارات غداة قرار المصرف المركزي فتح اعتمادات شراء المحروقات وفق سعر الصرف في السوق السوداء، ما يعني عملياً رفع الدعم عن هذه المواد الحيوية.
وأعلن البنك المركزي في ساعة متأخرة من مساء الأربعاء أنه سيوفر تأمين الاعتمادات اللازمة لواردات المحروقات على أساس سعر السوق لليرة اللبنانية مقابل الدولار الأمريكي وليس على أساس السعر المدعم وقال انه سيسري اعتبارا من الخميس.
وقالت مديرية النفط ان أسعار الوقود التي صدرت الأربعاء لا تزال سارية وملزمة للموزعين. ومن المتوقع أن يزيد سعر البنزين 95 من دون الدعم بأكثر من أربعة أمثال سعره السابق في جدول أوردته إحدى القنوات اللبنانية الأربعاء.
ورغم أن الارتفاع الحاد في الأسعار سيجعل الوقود أبعد من متناول الأعداد المتزايدة من فقراء لبنان يقول بعض الاقتصاديين انه ينبغي التخفيف من النقص الشديد في الوقود لأولئك الذين يستطيعون الدفع عن طريق إزالة الحافز على التهريب والتخزين.
وأفادت الوكالة الوطنية الرسمية للإعلام والإعلام المحلي عن إغلاق محتجين طرقا عدة في شمال وجنوب وشرق البلاد، بينها الطريق السريع الذي يربط بيروت بجنوب البلاد.
كما وقفت مئات السيارات منذ الصباح أمام محطات الوقود، ويأمل أصحابها بتعبئة خزانات سياراتهم قبل صدور لائحة الأسعار الجديدة التي من المتوقع أن ترتفع بنسبة تفوق 300 في المائة. وأقفلت العشرات من المحطات أبوابها في انتظار تحديد الأسعار الجديدة.
وهاجمت الحكومة حاكم مصرف لبنان رياض سلامة بشأن القرار الذي أعلن في وقت متأخر الأربعاء ووصفته بأنه تحرك أحادي ستكون له عواقب وخيمة في الوقت الذي يعاني فيه لبنان تحت وطأة انهيار اقتصادي طاحن.
وأكدت الحكومة عقب اجتماع طارئ لها أمس على ضرورة مواصلة الدعم وعلى أن إجراءات تقنينه يجب ألا تبدأ الا بعد طرح البطاقات التمويلية المسبوقة الدفع للفقراء والتي كان البرلمان أقرها في يونيو.
ووفقا لمصدر وزاري فقد استدعى الرئيس ميشال عون الحاكم سلامة إلى القصر الرئاسي لاجتماع رفض خلاله سلامة التراجع عن القرار قائلا ان استخدام الاحتياطي الالزامي يتطلب تشريعا.
وقال المصدر إن رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب يعارض رفع الدعم قبل طرح بديل وانه يجري تحقيق تقدم صوب طرح البطاقات التمويلية للفقراء وان القرار كان يمكن أن ينتظر لحين الطرح.
وقال على تويتر ان القرار «مخالف للقانون وكذلك لا يراعي واقع الأزمة المعيشية والاجتماعية العميقة وستكون تداعياته خطيرة جداً على البلد وأضراره أكبر بكثير من منافع حماية التوظيفات الالزامية في مصرف لبنان لانه يدخل البلد في المجهول الاجتماعي والمعيشي».
ورفض نواب من الكتلة البرلمانية لجماعة حزب الله تحرك سلامة قائلين انه يتعين طرح البطاقات التمويلية قبل اتخاذ أي قرار اخر أو إنهاء الدعم أو خفضه.
وصف جبران باسيل زعيم حزب التيار الوطني الحر الذي أسسه عون وصهره التحرك بأنه مفاجئ و«أحادي» وحث أنصاره على الاستعداد للحشد.
لكن الزعيم الدرزي وليد جنبلاط قال انه ينبغي رفع الدعم لان السلع المدعمة تهرب إلى سوريا وحذر من أن الاحتياطي سينفد في نهاية المطاف.