“ولا تهنوا ولا تحزنوا وانتم الاعلون ان كنتم مؤمنين”

ما احلى واطيب وافضل هذه البشرى للمؤمنين عندما يؤكد الله تعالى لهم بمضمون الاية بانهم الاعلون. لقد سبق ان ذكر القران الكريم قبل وبعد هذه الاية القيم الاخلاقية التي ينبغي ان يتحلى بها المؤمنون. ان مثل هؤلاء هم الذين يبشرهم الله بالنصر والفتح “نصر من الله وفتح قريب وبشر المؤمنين”. انهم هم المؤمنون الذين سيكون النصر على ايديهم لنيل الاستقلال الحقيقي وبناء الوطن وتقدم وازدهار الشعب. ولعل اهم صفاتهم:
يؤمنون بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر. انهم الامرون بالمعروف والناهون عن المنكر والحافظون لحدود الله. المحافظون على الوعود والعهود والمؤدين الامانات الى اصحابها. الصادقين العدول المتسامحين العافين عن الناس الكاظمين الغيظ المحسنين. انهم المتواضعون والذين لا تهمهم الدنيا وبريقها ويرجون رحمة الله.
انهم الذين اذا اخطأوا يستغفرون وهم الذين يصومون ويصلون ويحجون ويتصدقون. شجعان في ساحات الوغى. يخافون الله في كل وقت وحين. يراقبون انفسهم من الزلل ولا يفضحون الغير ويكتمون السر ولا يعيّرون او يستهزؤون باحد. يعينون ويساعدون الناس في السراء والضراء وحين الباس. يطيعون الوالدين ويحترمون اهلهم ويقوموا بمسؤلياتهم مع زوجاتهم وابنائهم. لا يخافون من احد سوى الله. يفرجون كرب المكروبين ويعينون المحتاجين. يحترمون حق الجار والصديق. ياخدوا بيد المخطأ. يحاربون الظلم ولا يسمحون بانتشاره سواء صدر من مسلم او غير مسلم. ينصرون المظلوم مهما كان دينه او قوميته او لونه. يقدسون العمل ولا يضيًعون الوقت ويشغلون انفسهم بالبحث عن العلم والتعلم من المهد الى الاحد. لا يخافون اذا خاف الناس ويتوكلون على الله في كل شيء. يجاهدون في سبيل الله ويضحون بالنفس والمال والغالي والنفيس لاعلاء كلمة الله.
ان مثل هؤلاء الافراد الذين يتمتعون بهذه الاخلاق النبيلة سيكونون الامة العادلة القوية التي لا يظلم احد في كنفها. ان اية امة يكون مواطنوها على هذا النمط من المواصفات لا يمكن ان تهزم وسترث الارض ومن عليها. سوف تنشر العدل والمساواة والرحمة بين الشعوب. ان الالتزام بالصفات السابقة الذكر. لن تكون نتائجها سوى النصر المبين على القوى الكبرى الظالمة. عندها وبسرعة ستلتحق البلدان العربية الواحدة تلو الاخرى وتفتح ابوابها لاستعادة هويتها. ستبعث الامة العادلة الوسط من جديد. تلك التي تسير على خطى رسول الله صلى الله عليه وسلم.

د. نصيف الجبوري

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here