بوصلة حركة الطالبان المتأرجحة بين الإدارة الأمريكية و آل حمد القطرية

بقلم مهدي قاسم

صُنفت حركة الطالبان بعد إسقاط نظامهم الإسلامي الهمجي في كابول ، على كونها منظمة إرهابية ( وهي ليست فقط إرهابية فعلا ، أنما تُعد من من أسوأ و أخطر التنظيمات الإرهابية همجية وبربرية على الإطلاق بعد التنظيمين الإرهابيين داعش و القاعدة ، وهم ــ أي الطالبان ــ الذين ساعدتهم الإدارة الأمريكية وبعض أنظمة الخليج في الوصول إلى السلطة أثناء قتالهم ضد حكومة نجيب الله اليسارية ) وكان من المفترض بعد هذا التصنيف الإرهابي لحركة الطالبان أن تُنبذ نهائيا وأن تقطع جميع الحكومات والدول والمنظمات والمؤسسات الرسمية علاقاتها معها سواء بشكل مباشر اوغير مباشر وعدم التعامل معها إطلاقا ، غير أن حكومة آل حمد القطرية ليس فقط لم تقطع العلاقة مع حركة الطالبان إنما ( إذ ثمة احتمال قوي جدا أنها كانت تدعمها ــ أثناء تمردها ــ بالمال والسلاح ، طبعا ، إضافة إلى الدعم الإعلامي من خلال فضائية ” الجزيرة ” ذات الشهرة العالمية الواسعة ببثها بنسختها الإنكليزية ) إنما كان لحركة الطالبان بعثتها في قطر التي توجد على أراضيها أيضا قاعدة ” عديد ” الجوية العسكرية الأمريكية !! ..
ولكن الأنكى من كل ذلك وإثارة للدهشة والاستغراب ، أن الإدارة الأمريكية نفسها التي صنفّت حركة الطالبان كمنظمة إرهابية وطالبت على اساس من ذلك نقول طالبت من حكومات وتنظيمات مؤسسات عالمية اعتبار حركة الطالبان كمنظمة إرهابية ومقاطعتها مقاطعة كاملة مهددة أن من يتعامل معها سيُخضع لعقوبات اقتصادية أمريكية ، نقول على الرغم من كل هذا فلم تجد الإدارة الأمريكية حرجا في فقدان المصداقية على هذا الصعيد ، سواء في الجلوس وجها لوجه أو في إجراء مفاوضات مباشرة مع ممثلي حركة الطالبان في العاصمة القطرية الدوحة في السنوات و الشهور الأخيرة !!؟ ، قبل أن تضطر لإعلان هزيمتها المخزية والمهينة أمام عصابات الطالبان التي أوشكت على انتزاع السلطة مجددا بعد عشرين عاما من حروب كر وفر أمريكية فاشلة .
وأندل هذا التعامل الأمريكي المستخف مع مصائر شعوب على شيء ، إنما يدل على إنه كم أن ” اليانكي الوغد ” مستهتر بهذه المصائر ويتصرف معها على طريقة لاعب قمار طائش دون أن يهمها حجم الخسارة الفادحة ..
حتى لو كانت خسائر بشرية فادحة و خرائب دولة هائلة ..
فأليس هي الإدارة الأمريكية نفسها التي أسقطت النظام الديكتاتوري السابق لتُسلّم السلطة لعملاء وولائيي النظام الإيراني في العراق ، لعلمها الجيد بأن هؤلاء وحدهم قادرون فقط على تدمير العراق بهذه الصورة المزرية والبائسة والمريعة الراهنة ؟ .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here