التواطؤ الدولي مع حكومة بغداد بحق الالف المؤلفة من المغيبين الاحرار

التواطؤ الدولي مع حكومة بغداد بحق الالف المؤلفة من المغيبين الاحرار

منذ بداية الاحتلال كان الطائفيون التكفيريون الذي سلمهم جيش الغزو السلطة في بغداد قد جهزوا انفسهم وساروا وفق منهج سبق ان درسوه واعدوا حيثياته منذ ثمانينات القرن الماضي. بالتعاون الوثيق مع كل من امريكا وإسرائيل وإيران. فقد باشروا عندما سلمتهم امريكا السلطة باغتيالات العلماء وكبار الضباط والمثقفين والاساتذة على طول العراق وعرضه. ضمن قوائم سبق ان اعدتها الدول الثلاثة السابقة الذكر.
لقد مر العراق منذ نيسان 2003 تاريخ الغزو البربري الذي سلط شذاذ الارض الطائفيين الشعوبيين عليه. بدأت مراحل الاغتيالات والاعتقالات والتعذيب للقوى الوطنية وفق اجندات خارجية. نفذها عملاء المنافي الاغراب المتسلطين على البلاد. فإسرائيل اطلقت امريكا وحكومتها ببغداد يدها لتصفية العلماء. الذين كانوا يعملون للدفاع عن وطنهم في مجالات الابحاث النووية والبايولوجية والكيمياوية في المجالات العسكرية والمدنية. عاث الكيان الصهيونى فسادا بالعراق بمساعدة فعالة ايضا من قادة الحزبين الكرديين ومن المليشيات الطائفية. كان جيش الاحتلال يوفر لإسرائيل الحركة اللوجستية لاتمام مهمات التصفية والاغتيال.
اما ايران فلها قوائم طويلة اخرى انتقاما من القادة العسكريين الذين دافعوا ببسالة عن وطنهم. لقد وفرت لهم مليشيات الحكومة التكفيرية الجهد والوقت بعد ان تبرعت بتصفياتهم كادلاء وماجورين لتنفيذ رغبات دولة الولي الفقيه. لقد اغتالوا خيرة الضباط والقادة الوطنيين في بغداد والموصل وغيرهما من المدن العراقية.
اما الحكومة المليشياوية الطائفية فقد تكفلت بحماية جيش الغزو من المقاومة العراقية التي كادت ان تهزمه. فاستغلت هذه الفرصة للقيام بتغيرات سكانية على اسس طائفية واسعة النطاق لفرض مبدأ المذهب الواحد في العراق بدل الحزب الواحد سابقا. تشهد سجون ابو غريب وبوكا على الظلم والتعذيب الذي مارسه الامريكان. لكن ظلم مرتزقة امريكا من المليشيات الطائفية كان اكثر ظلما ضد الوطنيين الاحرار من المحتل نفسه.
بعد ان صنعت امريكا وإسرائيل عصابات القاعدة وداعش خطط الامريكان التعاون السري بين تلك العصابات والمليشيات الحكومية. فتم تبادل الادوار بينهم ليكون الضحية الكبرى الشعب العراقي خصوصا اهل السنة. حيث تاتي القاعدة او داعش فتطمئن الاهالي دجلا ونفاقا بانهم جاءوا لانقاذهم من الحكومة. فتعيث فسادا باسم الدين وتجبر حتى الصغار من البنات ارتداء النقاب. ثم يتبين فيما بعد بان تلك العصابات التي تدعي الدفاع عن السنة تنسحب من بسلام. لتفسح المجال لاقتحام المليشيات تلك المناطق وتمنحهم الحجة القيام بتغيير ديمغرافي. فتقوم بقتل وتعذيب الوطنيين بحجة تعاونهم مع القاعدة وداعش. هذه المسرحيات المرتبة مسبقا لقهر وظلم اهل السنة تكررت في ديالى وجرف الصخر والصقلاوية والموصل.
لقد اعتقل ونكل بمئات الالف من المقاومة الوطنية في المحمودية وبابل وام قصر والناصرية وديالى وبغداد والموصل ووضعوا في سجون مجهولة لا سلطة لاحد عليها سوى المليشيات وايران. فتعيث تلك المليشيات فسادا وقتلا وتعذيبا بالاهالي وتسرق اموالهم وتحرق بيوتهم ومساجدهم وتنكل باشرافهم.
اي ظلم وارهاب مورس ويمارس ضد شعبنا العراقي فحتى حق الشكوى للمظلوم الذي كفله القران الكريم “لا يحب الله الجهر بالسوء من القول الا من ظلم” لا يمكن فعله اليوم في العراق. ان مافيات الفساد والظلم اتفقت على تغييب واجبار الناس على نسيان هذا الملف. فهناك الكثير ممن لا يعرف مصيرهم فهل هم احياء او موتى.
لكن الاغرب من ذلك ان منظمات حقوق الانسان والامم المتحدة وامريكا والدول الكبرى والمحيط الاقليمي كايران وتركيا والسعودية ومصر لا يستطيعون فتح هذا الملف ومسائلة ما يسمى بالحكومة. لمريسمع البارحة واليوم احد انين الثكالى. فهم قد صدقوا رواية الحكومة بانهم بعثيين ارهابيين نواصب. الم تعلم الحكومة المليشياوية بان جيش الغزو في تقهقر فمثلما انهزم بالامس في فيتنام نراه اليوم ينهزم من افغانستان وسوف لن يتاخر العراق من هزيمته ان شاء الله.
د. نصيف الجبوري

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here