هيهات منا الذلة

هيهات منا الذلة

بمناسبة استشهاد الامام الحسين رضي الله عنه. الذي ثار ضد حكم يزيد الذي جاءه بالوراثة. فلم تكن للشورى والكفاءة والتقوى والالتزام باسس الاسلام اي حظ في اختياره. فمن المعروف لاي حاكم مسلم ان يتمتع بصفات اهمها العدالة والامانة والوفاء والقوة والاخلاص للاوطان والاستقلال عن الارادة الاجنبية. ان الذي حفز الامام الحسين للثورة ضد الطغاة واجبه الشرعي كمسلم يجب ان يقول الحق عند سلطان جائر.
كما ان الاية القرانية “قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله…”. تنادي اي مسلم باتباع سنة المصطفى لان الله تعالى يربط حب الله باتباع سنة رسوله. لهذا اتبع الامام الحسين سنة رسول الله عندما راى انحراف يزيد عن تطبيق اسس الاسلام. لقد اراد الحاكم الظالم ان يساومه ويجبره على البيعة بعد ان خانه الاتباع في كربلاء. فقال كلمته المشهورة هيهات منا الذلة.
اما اليوم فان المدعين لاتباع الامام الحسين في بغداد. انهم بالحقيقة اشد عداءا لمنهج الحسين الاسلامي. لعل اكبر جريمة ارتكبوها بحق الاسلام والوطن والشعب ان وضعوا ايديهم بيد الصليبيين والصهاينة في حين لم يستعن الامام الحسين بالروم لقتال يزيد الظالم. ان نفاقهم عظيم اذ غفلوا العامة من الشعب. فرفعوا شعار هيهات منا الذلة ليس ضد الظالمين من المنافقين المسلمين اعداء الاسلام والعراق. انما ترجموه الى انتقام ضد اخوانهم العراقيين المسلمين من اهل السنة. كذبهم ودجلهم كان من اجل شراء مشاعر بعض الجهلة المتعصبين لتاجيج الفتن الطائفية. انهم يضعون هذا الشعار في غير موضعه عامدين متعمدين. علما بان الله يمقت الذين يقولون ولا يفعلون “يا ايها الذين امنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتا عند الله ان تقولوا ما لا تفعلون”. ان كرههم للعرب المسلمين يجعلهم يصورون للجهلة من الشيعة بان عدوهم الحقيقي هم اهل السنة والجماعة العراقيين. أولئك الذين ليس لهم اية علاقة مع جيش يزيد قبل اقل من 14 قرنا. كما ان يزيد نفسه لم يكن سنيا او شيعيا آنذاك لان المدارس الفقهية الاسلامية تاسست في العهد العباسي.
في حقيقة الامر ليس هناك ذل وخيانة وعبودية اسوء واكبر من تعامل حكام بغداد الطائفيين الذين دخلوا بغداد وراء الغزاة الصليبيين والصهاينة منذ عام 2003 حتى هذا اليوم. ان القران الكريم يخرج هولاء الخونة ببغداد من الاسلام لان ولاءهم لامريكا وإسرائيل. “يا ايها الذين امنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى اولياء بعضهم اولياء بعض ومن يتولهم منكم فانه منهم ان الله لا يهدي القوم الظالمين”.
لقد ثار الامام الحسين ضد حكم يزيد لانه راى انحراف خطير في تطبيق منهجية الاسلام. لكن من جهة اخرى ان ذلك الحكم لم يكن عميلا للرومان او غيرهم. لذلك فالثورة اليوم ضد حكام بغداد اولى واهم من اي عمل اخر. لانهم ليسوا فقط بفاسدين مفسدين طائفيين ظلمة. انما ايضا لانهم موالين وعملاء لامريكا وإسرائيل. بل مرتزقة باعوا انفسهم بثمن بخس للمستكبرين الظلمة. لقد تحولوا الى دمى وجنود للدفاع عن الجيش الصليبي المحتل. لقد دفعوا وضحوا بمكونات الشعب العراقي للاقتتال فيما بينهم لنصرة الكفار الظالمين الغزاة. لقد مزقوا النسيج الاجتماعي المتآلف بين العراقيين. حيث ورطوا الجهلة الوقوع في الحرب الطائفية بين اهل البلد الواحد عام 2006.
لم يبقي هؤلاء العملاء الخونة اي ارث لسيد الشهداء الامام الحسين الذي يتكلمون باسمه. لقد خانوا الوطن واعطوا مفاتيح بغداد لامريكا اعطاء الذليل البائس المرتد عن دينه الخائن لوطنه. فهيهات ان نرى منهم العزة والتقدم والسلام والاستقلال. انهم عار العراق وشناره ولا نتوقع منهم الا مزيدا من الشرور والحروب والكوارث. ولا يصلح الحال الا بزوالهم تماما عن المشهد العراقي.
د. نصيف الجبوري

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here