ماهي اهمية وضروريات ولزوم استمرار القيمة والهريسة والحلاوة الطحينية

          د.جعفر القزويني
         

 عام ٦٣٦ م اشتبك الايرانيون مع العراقيون بمعركة ،

و ذلك بسبب أطماع الامبراطورية الفارسية ،

ومحاولتها الاولى لبسط نفوذها علينا ..

اليوم الفرس ليسوا بحاجة للدخول معنا ،

 بقادسية جديدة ، لأن نفوذهم تحقق ،

و بات مفتوح و مبسوط على العراق ،

آخر انفتاح و اخر انبساط ..

 

المغول في عام ١٢٥٨ م ،

حاصروا بغداد و اسقطوها ..

اضرموا النار في بيت الحكمة ،

إحدى أعظم مكتبات العالم القديم ..

و حطموا الكثير من المعالم العمرانية الفريدة ..

 

لو كان هولاكو على قيد الحياة الان ..

لما فكر بحصار بغداد و الهجوم عليها ..

فليس هنالك اليوم لا كتب يرميها و لا مكتبة يحرقها ،

و لا ثقافة او حضارة  او معالم يدمرها ..

 

الاوزبكي الاعرج تيمورلنك ،

الذي طمع بثروات البصرة و الكوفة ،

لو كان هو الاخر موجود الان ،

لتخلى ايضا عن اطماعه ..

فلا توجد اليوم أفقر  من مدننا .. 

بعد ان قاموا الجماعة و الشلة ..

باكل العنب و اخذوا معهم السلة ..

 

اليوم.. لا مزيدا من الحروب مع الجارة ..

التي دخلت معنا بحرب طاحنة ،

نتيجة نزاعها مع القيادة ،

على الحدود و شط العرب و الموارد المائية ..

فايران الأمس اخذت الشط و البط ،

و استولت اليوم على المياه ،

و اخترقت الحدود و السيادة ..

 

الجيش العراقي الذي احتل في يوم من الايام ،

المركز الرابع عالميا من حيث الحجم والعتاد ،

و المركز الخامس من ناحية القوة و التنظيم العسكري ..

و الهم هوليود بإنتاج سلسلة افلام أكشن عنه .. 

لم يكن من السهل مواجهته دون

قوات تحالف دولية مكونة من ٣٤ دولة ..

بحرب كونية من شدة وقعها و رهبتها ،

سميت آنذاك ” بعاصفة الصحراء “..

نفس هذا الجيش اليوم فر هاربا ،

امام مجموعة من بدو معتوهين ،

حملوا سيوفا و رايات سوداء ..

 

اول مفاعل ذري في الشرق الاوسط ،

مخصص للبحث العلمي و الأغراض السلمية ،

انشا في العراق عام ١٩٧٦ ،

هذا الصرح العظيم الذي اطلق عليه مفاعل تموز ،

وضع إسرائيل آنذاك  بحالة من الاستنفار و الرعب الشديد ..

 

الصهاينة لم يغمض لهم جفن من شدة الريبة و الخوف ..

حتى رسموا خطة اسموها اوبرا او بابل ..

نفذت في اليوم السابع من يونيو عام ١٩٨١ ،

بغارة جوية بواسطة اف ١٥ و اف ١٦ الصقر المقاتل ..

 

بعد تنفيذ مهمة تدمير المفاعل العراقي ..

صرحت اسرائيل ،

بان تلك الغارة كانت دفاعا عن النفس ..

و الإسرائيليين أصبحوا  يشعرون بأمان اكثر ..

و يستطيعون النوم مجددا بعمق اكبر ..

 

إسرائيل صاحبة اكبر ترسانة نووية بالعالم ،

و التي كانت تهابنا ، و تحسب لنا مليون حساب ،

اصبحت اليوم تشعر بالشفقة علينا ..

لأننا لا نمتلك حتى مصنع علچ بوبي ..

 

في الحرب الاخيرة لغزو العراق ..

استهدفت امريكا ..

محطات الكهرباء و البنية التحتية ،

الجسور و المدارس و المصانع و حتى المستشفيات ،

سعيا وراء سبائك الذهب و المخطوطات و الاثار ..

 

اليوم لا امريكا و لا غيرها من الدول العظمى او الصغرى ،

يمكن لها ان تفكر ولو للحظة بالدخول بحرب مع العراق ..

فهي حتى ان دخلت ستفشل بتدمير اي شيء ،

فلا محطات طاقة موجودة و لا بنية تحتيه متوفره ،

لا جسور و لا انفاق و لا طائرات  ..

لا بواخر و لا اساطيل ..

لا ابراج و لا حتى ناطحة سحاب واحدة ..

ماذا ستضرب ؟ و ماذا ستقصف ؟ و ماذا ستدمر ؟ ..

 

ربما من حسنات النظام السياسي الديمقراطي الجديد ..

انه لم يترك للعراق و العراقيين  و لو انجاز واحد ،

يمكن ان يدفع اي قوى بالعالم ،

من الدخول بمنافسة او مواجهة معنا ..

 

سيقولون عنا نياما و حاكمنا كلب ،

او خامسنا او سادسنا او سابعنا كلب ،

اما ثامننا فربما هو  كلب ابن كلب ..

وقل ربي اعلم بعدتنا ..

 

 صرنا اشبه باهل الكهف ،

 لم يعد لنا شيء نخاف عليه ،

و لا شيء يخاف منه احد ، او يطمع به احد ..

عدا ثلاث ..

وطن بلا قيمة ،

مواطن بلا قيمة ،

و جدر كانت فيه قيمه ،

لكنها انسكبت قبل ان يبتلعونها الجياع ،

فاصبح فارغا من غير قيمة ..

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here

By continuing to use the site, you agree to the use of cookies. more information

The cookie settings on this website are set to "allow cookies" to give you the best browsing experience possible. If you continue to use this website without changing your cookie settings or you click "Accept" below then you are consenting to this.

Close