السيدة الأولى التي كرست حياتها لأذربيجان

النائب الأول لرئيس جمهورية أذربيجان، سفيرة النوايا الحسنة لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) ومنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو)…

الإنسان الذي يقوم بعمل خيري قياسي والذي يبادر الى حملات وخطوات خيرية متباينة ترمي الى مساعدة ودعم البشر…

السيدة الأولى ورئيسة مؤسسة حيدر علييف ورئيسة المؤسسة الثقافية الأذربيجانية ورئيسة إتحاد الجمباز الأذربيجاني…المرأة التي كرست حياتها بأكملها لخدمة أذربيجان والشعب الأذربيجاني وتنمية جمهوريتنا وترويجها عالميا وحماية مصالح البلاد…

النائب الأول لرئيس جمهورية أذربيجان

قبل أكثر من عامين ونصف عام وبالتحديد في فبراير عام 2017، باتت مهربان علييفا النائب الأول لرئيس جمهورية أذربيجان. ولا غرو أن السيدة مهربان علييفا بالذات تبوأت هذا المنصب الرفيع بحكم إمتلاكها للخبرة الكبيرة والمعارف وسعة الإطلاع وحب للعمل وأنها تقدم أفكارا جديدة وتساهم بفاعلية في تنفيذها.

حينما قدم فخامة الرئيس/إلهام علييف مهربان علييفا لمنصب النائب الأول له، أشار الى خدمات مهربان علييفا في الحياة الإجتماعية السياسية للبلاد، مؤكدا على أن الشعب الأذربيجاني يثمن عاليا ما تقوم به مؤسسة حيدر علييف وتابع قائلا أن “مهربان علييفا تتمتع بالمهنية الضخمة وتُعد شخصية مثقفة ذات خبرة ومبادئ ولطيفة للغاية. ولا صدفة أن الشعب الأذربيجاني يتعامل معها بكل مودة ومعزة ومحبة. كما تحظى مهربان علييفا بالسمعة الواسعة في الساحة الدولية وقد حصلت على أسمى المكافآت الحكومية في العديد من الدول بفضل أنشطتها المتعددة”.

لقد نعمت مهربان علييفا بمعرفة القمة السياسية للعهد ألا وهو حيدر علييف الزعيم الوطني للشعب الأذربيجاني. وإستلهمت من التقاليد الإدارية للزعيم الوطني وتمازج بصورة ناجحة بينها وبين موهبتها الإدارية الهائلة بصفتها نائبا أول لرئيس الجمهورية من أجل تطوير أذربيجان ومعالجة المشاكل الإجتماعية للناس. وبإعتبارها حليفا مخلصا لرئيس الجمهورية إلهام علييف، تحل مهربان علييفا بنجاح الوظائف الهامة بناءً على مصالح البلد والشعب الأذربيجاني. وعيا بالمسؤولية الجسيمة ودون خوف منها، تعمل السيدة مهربان علييفا جاهدة على تحقيق ثقة الناس وآمالهم. وتخصص بالغ الإهتمام للفئات الإجتماعية الضعيفة مثل اللاجئين والمشردين وذوي الإعاقة وأسر الشهداء وقدامى الحرب وسائرهم. وتشارك مع فخامة الرئيس في زيارة وإفتتاح المنشآت والمرافق المختلفة والتجمعات السكنية للمشردين والعسكريين ومشاريع بنى تحتية سواء في باكو أو المحافظات. وآخر مراسم الإفتتاح حدثت في 21 يوليو عام 2020 أثناء زيارة تجمع سكني مخصص لأسر الشهداء في حرب قره باغ ومعاقيها.

وليس من باب الصدفة أن الإنسانية ورحابة الصدر الخاصة بالسيدة/ مهربان علييفا تساعدها في تحقيق عمل هائل في دعم ذوي الحاجة وتنفيذ المشاريع الخيرية ورعاية البشر والآثار المادية والتاريخية والثقافية في أذربيجان. وتلتقي مع نزلاء دور الأيتام والمدارس الداخلية وذوي الإعاقة وتساعدهم على وجه الدوام.

لقد كانت السيدة مهربان علييفا مرارا وتكرارا تقدمت بالمبادرات الرامية الى توفير السكن لخريجي دور الأيتام والمدارس الداخلية وذلك الى جانب بناء وإعادة ترميم مئات رياض الأطفال ودور الأيتام والحدائق والمدارس والمجمعات الرياضية والآثار الدينية بدعم مالي من مؤسسة حيدر علييف التي ترأسها. كما تهتم بتلبية إحتياجات قدامى حرب قره باغ. وهنا لا بد أن نشدد على الدعم المعنوي المطرد الذي كانت تخص به لا سيما أمهات وزوجات وأطفال العسكريين وكبار الضباط أثناء العدوان المسلح المباغت فيما بين 12-16 يوليو عام 2020 من قبل أرمينيا المعتدية في إتجاه محافظة توفوز على الحدود الدولية مع أذربيجان خارج منطقة قره باغ التي تستمر أرمينيا المعتدية في إحتلالها على مدى 30 عاما منقضيا بالكاد.

كما نظل نشهد نفس القدر من الدعم المعنوي والإهتمام البالغ تجاه الشعب برمته في ضوء وباء فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، حيث تدعو السيدة/ النائب الأول دون ملل وكلل جميع طبقات المجتمع دون إستثناء لتوخي الحيطة والحظر ومراعاة وإتباع جميع الإجراءات والخطوات التي من شأنها أن تصون سلامة المجتمع. كما تشارك مع فخامة الرئيس في مراسم الإفتتاح للمستشفيات الميدانية وآخرها كانت في 6 يوليو من العام الجاري في مدينة باكو، حيث تم إفتتاح المستشفى الميداني الجديد التابع للمركز الطبي لوزارة الطوارئ الذي يحتوي على 800 سرير. بعبارة أخرى، السيدة مهربان علييفا، تساعد الشعب دوما بأعمالها وتشاطره سراءه وضراءه وتتحمل على عاتقها حمل المسؤولية التي تدركها.

في المجال الرياضي والتراث الوطني

ولا يقل شأنا عمل هائل الذي تنفذه السيدة مهربان علييفا في المجال الرياضي. لقد إستضافت أذربيجان فعاليات الألعاب الأوروبية الأولى وألعاب التضامن الإسلامي التي تم تنظيمهما على مستوى متميز، ما أبرز مجددا النجاحات الرياضية لبلادنا في الساحة الدولية وكذلك قدرتها على إستضافة الفعاليات الرياضية المرموقة ذات الطابع الدولي بكل جدارة. وكل تلك المؤشرات، قد زادت من سمعة أذربيجان بكونها بلدا رياضيا.

أما إن نظرنا الى مقياس النجاحات التي حققها إتحاد الجمباز برئاسة مهربان علييفا في غضون فترة وجيزة، فنتأكد من جديد أن كل ما تعكف عليه ينمو ويتحول الى حقيقة. وكان آخر توفيق للجمباز الأذربيجاني قبل جائحة كورونا في فبراير عام 2020 بمدينة بودابست، حيث إحتلت لاعبة الجمباز من أذربيجان مرتبة ثالثة في البطولة الدولية للجمباز الإيقاعي وسط المنافسة الشديدة.

تتسم مهربان علييفا بكونها شخصية سياسية بالحساسية والإستجابة السريعة للقضايا ذات البعد الإجتماعي السياسي والإجتماعي الإقتصادي، حيث ترعى دوما عملية الترميم أو إعادة البناء لمواقع التراث التاريخي والثقافي ذات القيمة المميزة لدى المواطنين مثل المحمية التاريخية المعمارية الدولية “إيتشاري شاهار” (يعني، المدينة الداخلية). لقد قالت السيدة مهربان علييفا أن “حتى حجر ينبغي أن يظل سالما. محميتنا “إيتشاري شاهار” تتمتع بالجمال ونعتبرها من مقدراتنا. وسنستمر في حمايتها وسوف ننقلها كما هي عليه اليوم لجيل صاعد. حماية التراث المعماري والتاريخي لأذربيجان وعاصمتها باكو تأتي من ضمن أولوياتنا جميعا”. ونرى بهذا المثال جيدا أن شخصية عامة وسياسية مهربان علييفا تساهم في منصبها الحالي إسهاما جسيما في تنمية أذربيجان والترويج لها عالميا.

على صعيد دولي

الملحوظ ولا يدحض أن خدمات السيدة مهربان علييفا فيما يتعلق بصياغة صورة إيجابية عن بلدنا على نطاق عالمي لا تُقدر. إذ أنها إستطاعت أن تظهر للعالم أذربيجان المتقدمة التي تتطور بشكل متواصل وممنهج، في حين تنضوي منطقة القوقاز من ضمن المناطق الجيوستراتيجية المعقدة، بحيث تلعب العوامل كالسمعة والإستقرار السياسي والإجتماعي والمستوى العالي من الأمن دورا حاسما وتكون بمثابة كلمة فاصلة في جذب الإستثمارات الخارجية والسياح وما الى ذلك في أي بلد.

بالتوازي، يصعب عد عدد الدول التي عرفت بفضل السيدة مهربان علييفا جديدا عن تاريخ أذربيحان وثقافتها وإنجازاتها وتنميتها الحديثة. ومما يؤبه له هنا أن زيارة السيدة مهربان علييفا الى فرنسا في شهر مارس عام 2019، قد أسهمت بالذات بدرجة كبيرة في تكوين سمعة إيجابية عن أذربيجان لدى المجتمع الأوروبي والفرنسي بشكل خاص. وأسفرت جهودها الكريمة عن أن فرنسا الذي تعد بلدا من البلدين الرائدين في منطقة الإتحاد الأوروبي ورئيسا مشاركا في مجموعة مينسك المنبثقة عن منظمة الأمن والتعاون في أوروبا و بلدا ذا نشاط في منطقة القوقاز والعلاقات مع أذربيجان في مجال الطاقة والإقتصاد والفضاء، فرنسا تسعى اليوم الى توسيع رقعة العلاقات مع بلادنا. وذلك ليس بمعزل عن الدور الضخم الذي تضطلع به مؤسسة حيدر علييف التي ترأسها في الحياة الثقافية لفرنسا. وإذا ضربنا الأمثلة المحددة، فنرى حجم أنشطة المؤسسة على الأرض الفرنسية.إذ أنها نفذت ترميم 20 كنيسة في شتى المحافظات الفرنسية وترميم النوافذ الزجاجية الملونة الخمس لكاتدرائية ستراسبورغ العائد تاريخها الى القرن الرابع عشر والآثار في حديقة قصر فرساي، بالإضافة الى إنشاء قسم الفن الإسلامي في متحف اللوفر وإقامة أيام الثقافة الأذربيجانية في مدينة كان وإنشاء مركز الثقافة الأذربيجانية في باريس وإفتتاح كلية اللغة الأذربيجانية في المعهد الحكومي الفرنسي للغات والثقافات الشرقية وغيرها.

كافة تلك الفعاليات، قد زرعت خيرة في فرنسا وتؤتي ثمارها ولا تزال. وبملخص القول ودون مبالغة، فإن زيارة السيدة مهربان علييفا الى فرنسا، أصبحت إختراقا في العلاقات بين البلدين.

والتثمين العالي من السيدة الأولى الفرنسية بريجيت ماكرون خلال لقاء ثنائي للدور الفريد الذي تؤديه مهربان علييفا في نشر الثقافة الأذربيجانية خير دليل على ذلك.

هذه الزيارة والزيارات الأخرى الى العواصم الأوربية، قد بينت أن النخبة السياسية العالمية تنظر الى السيدة مهربان علييفا على أنها شخصية سياسية بارزة في الزمن الحديث ومرأة سياسية من البلد المسلم في أوروبا الذي يسير على طريق التقدم والتطور والذي يقاسم القيم الأوروبية. كذلك هذه المقاربة من الشخصية السياسية للدولة المسلمة في حماية المقدسات المسيحية البشرية، تبرز للعالم أجمع تفرد أذربيجان والنموذج الأذربيجاني للتعددية الثقافية وتلقى بصورة تقليدية تقديرا عاليا من قبل المجتمع الدولي ووسائل الإعلام العالمية.

الى جانب المشاريع الخيرية في القارة الأوروبية، يتعين الإشارة الى نظيرتها الآسيوية. إذ أن مؤسسة حييدر علييف، قد شاركت بفعالية عام 2007 في بناء المدرسة للبنات في بلدة “رارا” بمدينة مظفر آباد الباكستانية التي إنهدمت جراء الزلزال القوي، حيث تم إعادة بناءها وتجهيزها بالكامل، بالإضافة الى تأسيس المنح للبنات المتميزات.

لقد أدى التقدير الدولي لما تقوم به السيدة مهربان علييفا الى منح لها العديد من الأوسمة والتكريمات من دول مختلفة ومنظمات عالمية ومن بينها وسام الشرف الفرنسي وفرسان الصليب الأكبر لوسام إستحقاق الجمهورية الإيطالية ووسام الهلال الباكستاني، وسام الصداقة الروسي وجائزة منظمة الصحة العالمية، وسام الاستحقاق من اللجنة الاولومبية الاوروبية، جائزة القلب الذهبي الدولية وغيرها.

الحياة الأسرية

رغم حجم إنشغالها بعمل دُولي وإجتماعي سياسي، تبقى مهربان علييفا مجسدة القيم الأسرية وربة بيت حقيقية. زواجها من إلهام علييف هو ليس إقترانا سعيدا للقلبين والروحين، بل والشخصين اللذين يجتمعان على المصالح المشتركة وغايتهما الرئيسية هي خدمة لأذربيجان والشعب الأذربيجاني. وبنفس الروح، قامت مهربان علييفا بتربية أطفالها – ليلى، أرزو وإبنهما حيدر الذين في دورهم يخدمون بلدهم بكل جدارة ويؤدون رسالتهم بشرف. إن مهربان علييفا هي أم رائعة وإبنة جديرة لوالديها – عائدة إيمان قولييفا وعارف باشاييف.

اللافت للغاية أن مهربان علييفا ظلت شخصا بسيطا في التواصل مع الناس حتى بعد صعودها الى قمة حب شعبها وأوليمبوس السياسي، ما تؤكده بإستمرار.

السيدة مهربان علييفا تطهو بشكل متميز وتستطيع أن تسعد أهلها بأطباقها وتحتفل بأعياد ملادها في إحاطة الأسرة ومع الفئة البسيطة من الشعب.

الخاتمة

لقد قامت السيدة مهربان علييفا خلال السنوات الأخيرة بكثير لأجل أذربيجان والشعب الأذربيجاني، مما أكسبها إحتراما شعبيا وحب الناس. ظاهرة مهربان علييفا أيضا تنحصر في أنها باتت تجسيدا لأطيب وأحسن ما في النسوة الأذربيجانيات على نطاق دولي. ويعطي كل ذلك أرضية لثقة بأن السيدة مهربان علييفا لن تألو لمزيد من الإرتقاء بالبلد وتمتين موقعها في العالم وزيادة رفاهية ورقي الشعب. وإنما أذربيجان يمكنها أن تفخر عن حق بنائبها الأول.

نهنئ من صميم قلبنا السيدة مهربان علييفا بعيد ميلادها، ونتمنى لها موفور الصحة والعافية والسعادة وزيادة القوة والإزدهار ورفاهية الأسرة بما في ذلك التوفيق في جهودها الدؤوبة لصالح أذربيجان.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
, ,
Read our Privacy Policy by clicking here