الطريق لبناء الوطن

الطريق لبناء الوطن

بقلم الكاتب صبيح الكعبي

جئت حاملاً غصنَ الزيتونِ في يدٍ واحدةٍ، وبندقيةُ المقاتلِ من أجلِ الحريةِ في الأخرى، لا تسقطوا غصن الزيتون من يدي .

زعماء الكتل المتنافسة على الانتخابات المبكره خلال لقاءات متعددة مع البعض منهم , لم نتلمس جديدا في برامجهم يبشر بخير العراق القادم , فقد وضعوا كل المعوقات داخليا وخارجيا امام الجميع من حيث :-

01أزمة اقتصادية ..

02خروقات أمنية .

03اجندات أجنبية .

04تناحرات وتقاطعات سياسية داخلية .

05 جماعات مسلحة وسلاح منفلت .

06تداخل الصلاحيات .

يائس من اين يبدأ وأين ينتهي (فالعظة بالجلال) كما يقول المثل الشعبي وحاله كمن ينفخ في قربة مثقوبة .

القيادة فن الممكن تولد مع الشخص تشذبها المحن وتصقلها التجارب وتحصنها المعرفة والاطلاع , يبرز دوره وتختبر قدراته عند المحن والكوارث التي يمر بها البلد , في ايجاد طرق ومعالجات لعبورها ,خلاصة طروحاتهم ان المنصب غنيمة لتحقيق غايات :-

01شخصية .

02حزبية .

03 وثأر من الخصوم .

بالتأكيد هذا المنهج سيعقد المشهد العراقي ويأخذه بعيدا في متاهات الغياب والسوداوية نحو منحدر آسن يزكم الانوف , مشهدنا العراقي بحاجة الى مكاشفة ومواجهة جدية بين جميع الاطراف بعيدا عن القوة واستعراض العضلات ,واجتراح طرق للبدء بالعمل , الطريق الأسلم لحل المشهد المعقد وفك طلاسمه السلام وبسط اليد كونه من اسماء الله الحسنى( الَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ…)،أمان واستقرار وانسجام ، حالةً إيجابيّةً مرغوبةً، تسعى إليه الجماعات البشرية أو الدول، هو حمامةٍ بيضاء تحلق في فضاءِ سبعِ سماوات . مجموعة من الأركان التي لها صلة وثيقة بالإدارة السياسية للمجتمع تساهم بتحقيقه:-

01الإدارة السليمة للتعددية: فالمجتمع العراقي قائم على أساس التعددية الدينية والثقافية والسياسية والعرقية .

2- الاحتكام إلى القانون :من خلال تأكيد مجموعة من الأساسيات التي تحقق المساواة والعدالة بين الأفراد، باعتبارهم متساوون أمام القانون دون تمييز بينهم في اللون أو الجنس أو الدين أو العرق، كما يتم تطبيق الأحكام الصادرة عن المحاكم بحزم ودون استثناءات.

03- . الحكم الرشيد: يعني وجود نظام حكم يقوم على المحاسبة ومكافحة الفساد من خلال مؤسسات الدولة كالبرلمان ومنظمات المجتمع المدني والصحافة .

خطوات لتحقيق السلام :-

01منح حريات أساسية .

02، التحرر من الخوف .

03حرية التعبير وقبول الرأي الآخر.

04 القضاء على العوز والفقر .

05حرية الدين .

06الحرية للبيئة .

كيف يتحقق السلام؟

01العدالة الاجتماعية وتقليل الفوارق بين طبقات المجتمع الواحد فلا طغمه فاسده مترفه مستحوذة على مقدرات الامة ولافقير مدقع يسكن العشوائيات وسط النفايات ويعتبر مبدأ أساسي للتعايش السلمي داخل المجتمع الواحد .

02 الوعي أساس التغيير في كل إنسان هو قناعته التي يغذيها فكرُه، ولذلك عمل القادةُ خلال التاريخ على العمل بالفكر والعلم قبل الجيش والقتال، لأن الجيش الذي يعلم أبعادَ حربهِ ليس كمن يقاتل في سبيلِ النصرةِ وحسب، فلا يُمكن تحقق السلام” دون العمل على النهوض بالوعي الفكري والعلمي .

03. الحب هو الشعورُ الأسمى الذي يجعلُ الصعبَ سهلًا، ويبني علاقاتٍ لا يمكن أن تهدمها المصالح، فيشدّ المرء على يد الآخر ويسعى في سبيل مصلحته .

وللسلام نوعان :-

اولا – سلام عام بصفته المجتمعية، والتي تتحقق من خلال الحفاظ على حقوق الغير واحترامها بواسطة التفكير الإيجابي تجاه الأفراد الآخرين، والابتعاد عن العُنف في تحقيق أي مَطلب.

ثانيا – سلام خاص للفرد، والذي بدونه لا يمكن للسلام العام أن يتحقق، وهو قدرة الإنسان على العيش بانسجام مع ذاته دون قلق أو اضطهاد. وقد عملتْ كثيرٌ من الدول لتحقيق هذا المطلب في حياة الشعوب، فأقامت مؤتمرات السلام العالمية، وأنشأت جائزة لمن يُساهم بنشره على نطاق واسع وهي جائزة نوبل للسلام.

حاجتنا للسلام نابعة من ذات تنبض بالحب والود والتضحية كوننا مجتمع متماسك أصيل الاف السنين متعايشين متحابين على هذه الارض الطيبة , فالنزاعات والاحقاد أثبتت فشلها في تفتيت لحمته واقتلاع جذوره وهدم شواخصه , وفشلنا باستثمار الحرية والديمقراطية بعد عام 2003 بشكلها المدني الناصع , نقف مرغمين الآن ان نقيُم تجربتنا بنظرة علمية مجرده مستخلصين عصارة دروسها حلوها ومرها قبل فوات الاوان , نحن مقبلون على انتخابات تشريعية يوم 1/10 ان تحققت علينا ان ننظر بعين العقل لمستقبل البلد واستقراره بنقاوة ضمير وأراده لا تلين ورغبة جامحة بتوحيد الرؤى والتخطيط السليم وتنظيم الاوليات وهذا لا يتحقق إلا بتظافر جهود الجميع بدون استثناء بعيدا عن التهميش , لنعبر ضفة محفوفة بالمخاطر لأخرى آمنة مستقرة .

متأتية من الظروف المعقده والنزاعات الأقليمية التي نمر بها ومطامع اجنبية توازي أهمية الوجود الإنساني، وهي أشد وأقوى من أي زمنٍ مضى ، لا سيما أن الدمار والتشريد وسفك الدماء يزيدُ يومًا بعد يوم , أن انعدام الأمان في أي مكان سيهدمُ الاستقرار عند الفرد، ويقضي على مستقبل الطفولة، ويقيّض آمال اليافعين، ويحرقُ طموحات الشباب، فتغدو الحياةُ أشبه بعملية ميكانيكية لا طائل منها ولا ثمرة. ومن أحد الأسباب التي تجعل السلام في مكانة عالية من الأهمية هو حفاظه على أموال الدّول، حيث تستغل الحكومات طاقتها الاقتصادية في نهضة الشعب وتحسين مصيره، بينما في ظل الحرب يُسخَّر الاقتصادُ لإيواء المهجّرين، وتأمين الاحتياجات الأساسية للمشردين وذوي القتلى، وإعادة إعمار ما تهدّم من أبنية ومنازل وبلدات، ويقلل من نسبة الأمراض النفسية التي تجتاحُ الأفراد التي عاصرت الحروب، مثل الفوبيا والهستيريا والقلق والفصم. وهو محورٌ تدور قادات الشعوب حوله، لأنه يكسب المجتمعات الذي يوجد فيها عنوان تحقيق القيم فيما بينها، والالتزام بالقوانين الإنسانية التي من ضمنها الحفاظ على الحقوق والابتعاد عن التعدّي، والإخاء، واحترام الغير، والحرية. ومما يدلّ على هذه الأهمية ويثبت جدارتها في تحقيق المكوّن الأساسي لبناء الأوطان جاءت الديانات السماوية كلها بالحث على السلام، فكانت نشرًا للتوحيد بالكلمة الحسنة والنصح والإرشاد، والتحذير من الشرك بالله تعالى، مثل قوله تعالى في القرآن الكريم: {وَإِن جَنَحُواْ لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيم} .

ورحم الشاعر زهير حيث قال :

وما الحربُ إلا ما علمتم وذُقتُمُ وما هو عنها بالحديث المُرَجَّمِ

متى تبعثوها تبعثوها ذميمةً وتضرَ إذا ضرَّيتُموها فتُضرَمِ

فتعرِكُكُم عركَ الرِّحى بثِقالِها وتلقحُ كِشافًا ثم تنتجُ فتُتئِمِ

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here