قصيدة: سلاماً … أبا الطفوف

قصيدة: سلاماً … أبا الطفوف

د. رمضان مهلهل سدخان

يا إماماً والمدى يَستَبشِرُ

أنتَ بدرٌ في دُجانا مُقْمِرُ

منذ أعوامٍ عديداتٍ مضتْ

يومَ فاضتْ من نحورٍ أبحرُ

والحسينُ الطّهرُ باقٍ ضيغماً

ما انثنى في الصَّعبِ، قلبٌ يَعمرُ

في هجيرِ الحرِّ عَشْراً باقياً

لا ظلالاً والفضاءُ مُصحِرُ

تحتَ أقدامٍ لهيبٌ مُحرِقٌ

لا نسيماً بارداً بل يَصهرُ

يا سليلَ دوحةٍ من هاشمٍ

يا أبيَّ الضيمِ دوماً يثأرُ

يا ابنَ داحي خيبرٍ يا حيدراً

يا حفيداً في العلا مستبصرُ

قلةُ الأنصارِ كانت دافعاً

في سبيلِ الله لم يستكبروا

شَيبةٌ، فِتيانُ حربٍ، أنجمٌ

سجّلوا في الطفِّ فعلاً يُؤجَرُ

دونَ ماءٍ أو طعامٍ كابدوا

كلَّ ضيقٍ والعِدا تكتَثِروا

رخّصوا الأرواحَ في يومِ الوَغى

رابَطوا واستَيقَنوا وافتَخَروا

واحداً فواحداً قد سقطوا

دونَ حامي الدينِ لا لم يخسروا

حازمونَ الأمرَ للبذلِ معاً

قاتَلوا دونَ الحسينِ وانْبَروا

من صديقٍ، من عدوٍّ، أُعجِبوا

غالَبوا أهواءَهم وانتَصَروا

يرمقُ الأصحابَ والليلُ جثا

إركبوه الآن، فيه استَتِروا

في سمومِ الصيفِ والشمسُ لظىً

ذابتِ الأكبادُ جمراً تقطرُ

جاءَ بالطفلِ الرضيعِ ضامئاً

ماؤهم سهمٌ تلقَّى المنحرُ

أيّ شرٍّ، قسوةٍ، قد حَمَلوا

دِيسَ تحتَ الخيلِ جسمٌ أطهرُ

كم يتيمٍ، ثاكلٍ، طالَ السَبيّ

والخِيامُ أُضْرِمتْ، تستعرُ

عترةٌ صاروا أُسارى مارقٍ

والرؤوسُ الطُّهرُ صارت تُنظَرُ

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here