البيت الشيعي

*البيت الشيعي*

كم هو أمرٌ يبعث على المرارة والأسى في أن يصلَ المآل بالبيت الشيعي إلى هذه الدرجة المُريبة من التقاطعات التي أخذت تفعل فعلها السيء على جمهور التيّارات والأحزاب الشيعية، إذ وصلت درجة التناحرات إلى تسابق تلك الاحزاب والتيّارات لمجاملة البعثيين على حساب الجمهور الشيعي !!! فالجميع يعلم بأن الشيعة وطيلة المئة عام المنصرمة عاشوا الويلات من جراء السياسات الطائفية المقيتة طيلة حكم ( *الأعراب الخونة* ) للبلد بالحديد والنار والعمالة للأجنبي وتبديد ثروات الشعب العراقي، تارةً باسم الوحدة العربية والقومية وتارة تحت ذريعة العمق العربي والحضن العربي والإسلامي والذي لم يجنِ منها العراق غير الخراب وتصعيد نسبة الفقر وإشاعة البطالة والإجهاز على مستقبل الأجيال اللاحقة وخوض الحروب المشبوهة وادّعائها المريب والممجوج بالنيابة عن الأمة العربية الذليلة ،

وبعد عام التغيير الذي تخلصنا بانعطافته التاريخية من الحكم الطائفي المقبور تأمّلنا خيراً بأن تتوحد المواقف السياسية للتيارات الشيعية لكي يتم من خلالها بناء الوطن والالتفات لمعاناة المواطن، لنتفاجأ بقيادات مبعثرة همّها الوحيد الاستحواذ على ثروات العراق وتشويه سمعة الشيعة ومحافظاتهم والتفريط بتأريخهم الجهادي وبدماء شهدائهم الذين قتلوا على يد ( *الأعراب الخونة* )، لذلك وبما أننا مقبلون على أبواب انتخابات مصيرية نأمل من قادة الشيعة اليوم أن يعتبروا من دروس الماضي وأن يتوحدوا وأخذ زمام المبادرة إلى الدعوة الفورية لعقد مؤتمر كبير يشمل جميع القوى السياسية الشيعية لتوحيد الصف والنزول بقائمة واحدة لكي نستطيع تغيير الوضع المتأزم وتصحيح مسار العملية السياسية وتشكيل الكتلة البرلمانية الأكبر التي تتمخض عنها الرئاسات الاربعة تحت قبّة البرلمان ضمن الأطر الديمقراطية المعمول بها في دول العالم المتقدمة، وإلغاء النظام التوافقي الهجين، وعند ذلك لايحتاج الشيعة إلى مجاملة بعض ممثلي المكونات الأخرى التي تعمل بكل قوة للهيمنة على مقاليد الحكم في العراق بكل الوسائل الشيطانية البعيدة كل البعد عن ألسياسة ،

إن التأريخ كما فهمنا من قراءاته، لايرحم، والفرصة سانحةٌ اليوم أمام القوى السياسية الشيعية لتعيد العراق إلى السير نحو طريق الديمقراطية الحقيقي الذي يعبّر عن الإرادة الشعبية من خلال فوز الأغلبية عبر صناديق الاقتراع والتي تتم من خلالها إدارة البلاد نحو الغد المشرق والآمن والضامن للرفاه والقضاء على الفقر والبطالة والتخطيط السليم لإنهاء أزمة السكن والتأمين الصحيّ العام الذي هو من حق كل مواطن عراقي ،

إنّ على قادة الشيعة التفكير جيدا قبل الخوض بمفاوضات غير مجدية مع الإخوة الأعداء الذين أثبتوا بأنهم يعملون ضدّ مصلحة العراق والعراقيين ولايهمهم شيْ سوى العمالة للاجنبي ومصالحهم الشخصية الضيقة والهيمنة المطلقة على السلطة بشتى الطرق الغريبة ، فمن أراد السير بهذا الطريق من قبل باقي أبناء القوميات والاثنيات الأخرى فإن المصلحة الجماعية تتحقق لهم من خلاله، ومن يريد أن يبقى في المعارضة فذلك هو جوهر الديمقراطية.

وبناءً على هذه الحقائق، نأمل ويأمل معنا ملايين العراقيين، العمل على تصفير الخلافات الشيعية والتفكير بمستقبل الأجيال القادمة التي تنتظر من الجميع اتّخاذ الخطوات الجادّة لإنقاذ العراق من المِحن المحيقة به، حيث تقع على عاتق القادة كامل المسؤولية لبناء البلد وضمان مستقبله ……

جبر شلال الجبوري

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here