الإعلامي أحمد ملا طلال..مرة أخرى..!!

الإعلامي أحمد ملا طلال..مرة أخرى..!!

حامد شهاب

للمرة الثالثة أو الرابعة ربما، أكتب عن الإعلامي المحترف في الحوارات التلفزيونية أحمد ملا طلال، وكانت كتاباتي تصب في ميدان الإشادة بحرفية هذا الصحفي الناجح، وقد عمل في قنوات فضائية كثيرة، وأبدع في حواراته أيما إبداع !!

واجه الرجل في سنوات سابقة إتهامات كثيرة من زملاء ومغرضين وأناس من خارج المهنة ، وكانت تطلق عليه مختلف الأحكام ، في جوانب كثيرة تتعلق بولاءاته السابقة (قبل سقوط النظام) وولاءاته الحالية!!

وما زلت أتابع عودته الأخيرة الى الحوارات التلفزيونية في قناة utv بعد فترة إنقطاع لعدة أشهر، عقب إنهاء خدماته من مهمة الناطق الإعلامي لرئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، وواجه هو الآخر إنتقادات كثيرة من جهات متعددة ، وبخاصة من التشرينيين، على أساس أنه خرج منهم ، وكان يعد نفسه من بين قياداتهم أو أنصارهم على الأقل، وآخرون إتهموه بأنه أصبح “بوقا” للسلطة!!

ومن خلال متابعتي لحوارات عودته الأخيرة أجد ان هناك جملة ملاحظات على المهمة الملقاة على عاتقه ، كصحفي متخصص في الحوارات التلفزيونية، وأرى أنه من الأفضل أن لايحيد عنها، ولست معنيا عما وجه له من “إتهامات” ، مثلما تم ذكرها أعلاه!!

ومن تلك الملاحظات التي أود عرضها في هذا الشأن كباحث إعلامي ، أن الإعلامي أحمد ملا طلال بدأ يتغير كثيرا عن مضمون حرفته كمحاور ناجح، ومن أهم مايمكن تأشيره في هذا الصدر إبتعاده عن مبدأ ” الحيادية ” في الحوارات التي يفترض أن يبقى كإعلامي يلتزم بها أو يحافظ على حدودها الدنيا على الأقل، كونها تشكل مصدرا مستمرا لنجاحه!!

تمعنت مؤخرا في حوارته الأخيرة في الـ / utv / وبخاصة مع القيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني السيد فاضل ميراني ، وهو شخصية قيادية مرموقة ، وأظهر الرجل مقدرة فائقة على تشخيص علل الواقع العراقي منذ عام 2003 وما قبلها وحتى الآن، لكن الإعلامي أحمد ملا طلال بدا لي يتحدث هو الآخر وكأنه سياسي أو ناطق حزبي .. وليس محاورا إعلاميا.. فمرة يظهر نفسه وكأنه المتحدث بإسم دولة القانون ، وفي أخرى بإسم جهات أخرى ، كانت هي نفسها من ناصبته العداء قبل عشر سنوات، وكالت له مختلف التهم، وعاد ليكون وكأنه الناطق بإسمها ، أو المدافع عن توجهاتها ومبرراتها عن قصد أو بدونه!!

وواحدة من سقطات الإعلامي المحترم أو خروجه عن سياقات العمل الصحفي والإعلامي عموما، وبخاصة في الحوارات التلفزيونية ، هو أن يظهر نفسه أمام الجمهور ، وكأنه الناطق بإسم هذه الجهة أو تلك، لأن هذا يتعارض مع مبدأ ” الحيادية ” لأي إعلامي، بإعتباره الجهة التي تقف على مسافة واحدة من الجميع، دون أن يضطر أن يكون “بوقا” لأي منها أو مروجا لتوجهاتها وأهدافها وتبريراتها ، كونها ستسقطه أمام الجمهور ، وهو كان قد تعرض لسقطة وظيفية في مهمة الناطق الإعلامي وخرج منها سالما، بعض الشيء، ويفترض عندما يعود الى الواجهة الاعلامية، يحافظ على سياقاته السابقة، لا أن يظهر وكأنه يدافع وبحماس عن جهات معينة، هو ليس معنيا كإعلامي بالدفاع عنها أو تبرير مواقفها!!

ومن الملاحظات التي نسوقها لعموم القائمين على الحوارات التلفزيونية ، أن من الخطأ أيضا أن يظهر المحاور ، في أي برنامج أو حوار تلفزيوني ، وكأنه يريد أن يكون طرفا سياسيا، في هذا الحوار، وينبغي أن يحافظ على مهنيته في إدارة الحوارات، وكيف يوجه الأسئلة ، ويختار مايتلائم وطبيعة موضوعة الحوار، ومتى يقاطع الضيف ، أو ينظم أسئلته مع الضيوف، لكي لايتجاوز عليه الآخرون من الضيوف في فرض شخصياتهم عليه، وبعض المحاورين يتركون ضيوفهم يوجهون الشتائم والسباب على راحتهم، وقد يختل رأي الجمهور بهم عندما يكون الضيوف على هذه الشاكلة ، ومتى يكون بمقدور المحاور إيقافهم عن “المهاترات” ومن ثم يكون هدفه الحصول على معلومات مهمة تخدم برنامجه، لأن المهمة الأساسية له هي توجيه الأسئلة ، وليس أن يكون” بديلا” أو ندا” للضيف أو للضيوف الذين يحاورهم!!

وأود أن أعيد التذكير لكل من يخوض غمار مهنة الحوارات التلفزيونية التي كتبت الكثير عن أسسها وسياقاتها ، وهي منشورة في كثير من المواقع الاعلامية تحت عنوان: ( سمات وخصائص القائمين على الحوارات التلفزيونية) أو (الحوارات التلفزيونية ..وظائف ومهام )، أشرت فيها بأنه يجب أن يحافظ المحاور على مبدا ” الحيادية” وأن لايظهر المحاور إنحيازه لأية جهة حزبية أو سياسية، إن أراد النجاح لمهمته، حتى يحافظ في الأخير على مبدأ “المصداقية” ، التي هي سمة أساسية لسمات العمل الصحفي الناجح وكذلك ” الحيادية, “الحرفية” ، وأن يستمر في حصد رضا الجمهور عنه ، ومتابعة مايقول..!!

وعندما يكتشف الجمهور أن المحاور التلفزيوني بدأ ينحاز او لايلتزم بمعايير المهنة والحيادية في الحوارات، فسوف يواجه إنتقادات من جمهوره ويخسر الكثير من متابعيه، وتبدأ ” نجوميته” تتعرض للإهتزاز.

هذه ملاحظات مهمة وعاجلة ،وددنا تسجيلها على توجهات الإعلامي أحمد ملا طلال، ولمحاورين آخرين على هامش الملاحظات ، لتكون له وللآخرين من المحاورين الجيدين، معيارا لنجاح مهمتهم الصعبة ، وقد أجاد ” البعض” من المتألقين، فنونها، وتحتاج منهم فقط الى المحافظة على الحيادية والحرفية والمصداقية، إن أرادوا الإستمرار في حصد النجاحات، ولهم من تجارب من سبقوهم في ميدان الحوارات التلفزيونية في فضائيات عربية ما يؤكد لهم تلك النجاحات..آملين للجميع التوفيق في مهمتهم هذه، وهي مهمة ليست سهلة بكل تأكيد!!

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here