باحثون: النساء يشكلن 13.4% من القوى العاملة فـي العراق

ذي قار/ حسين العامل

أعرب مشاركون في ورشة دعم للمرأة في الأعمال غير التقليدية عن قلقهم من تراجع معدلات تواجد المرأة في سوق العمل، فيما بينوا أن نسبة مشاركتها لا تزيد على 13.4 بالمئة من القوى العاملة.

وأكد المشاركون أن المرأة العاطلة عن العمل باتت تبحث عن مهن غير تقليدية لمواصلة الحياة في ظل قلة الفرص المتاحة لها.

ويعود ارتفاع معدلات البطالة بين صفوف النساء في المجتمع العراقي لعدة أسباب من بينها قلة فرص العمل ومحدودية المجالات التي تستطيع المرأة مزاولتها، إضافة إلى تفضل تشغيل الذكور على النساء في معظم مؤسسات القطاع الخاص وذلك لتجنب الانقطاع أثناء مدة الحمل والولادة يضاف إلى ذلك رغبة بعض الأسر بتوظيف الذكور من أفراد العائلة على حساب توظيف الإناث واستثمار بطالتهن للمساعدة في الأعمال المنزلية.

وقال الباحث في مركز تمكين للمشاركة والمساواة فلاح نوري خلال ورشة حوارية أقامها المركز على قاعة سومريون بالناصرية وحضرتها (المدى)، إن “نسبة النساء من إجمالي القوى العاملة العراقية تشكل 13.4 بالمئة بحسب إحصائيات البنك الدولي لعام 2019”.

وتابع نوري، أن “هذه الأرقام أقل بكثير من نسبتها على مستوى العالم والبالغة 18.9 بالمئة”.

وطالب بـ “تضافر الجهود الحكومية والمجتمعية والإعلام لخلق بيئة عمل قانونية ومستقرة وآمنة لتعزيز ثقة المرأة بنفسها وتفجير طاقاتها للمساهمة في تحقيق ازدهار البلد وتقدمه”.

وعن إقدام النساء على العمل في مهن غير تقليدية، يقول نوري “لا توجد أي مهنة لا تصلح للمرأة على أساس جنسها، فضلاً عن أن جنس الفرد ليس معياراً للكفاءة”.

ودعا، إلى “تشخيص المحددات الاجتماعية والسياسية والقانونية والثقافية التي تعيق ممارسة المرأة لدورها في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية”.

وشدد نوري، على “ضرورة العمل على تقليص الفجوات بين الجنسين، ليس باتجاه زيادة الوظائف للنساء فقط، وإنما أيضاً تحسين نوعيتها لتمكينها من الدخول إلى المهن غير التقليدية للمرأة، وتبوؤ المناصب العليا في الدولة”.

وكشفت بيانات مركز التدريب المهني في ذي قار عن “توجه الشابات العاطلات عن العمل نحو تعلم مهن غير تقليدية لمساعدتهن في إيجاد فرص عمل تنقذهن من البطالة”.

وذكرت البيانات، أن “من بين تلك المهن صيانة الهواتف النقالة والحاسبات والأجهزة الالكترونية والتصوير النسائي وتعلم فن الطبخ الحديث وغيرها من المهن”.

وتحدثت البيانات، عن “ظهور بعض المبادرات الفردية المحدود لاقتحام النساء مجالات عمل لم تعهدها من قبل كعمل بعضهن في أعمال صيانة وتصليح السيارات وأعمال البناء”.

يأتي ذلك في وقت، قامت غرفة تجارة الناصرية مؤخرا بإعادة الحياة لمركز سيدات الأعمال في مبادرة منها لدعم النساء في مجال العمل بالقطاع الخاص وبمشاريع تكون المرأة على رأس فريق إدارتها.

وذكرت معاونة مدير مركز التدريب المهني في ذي قار فضيلة حسين عناية في حديث إلى (المدى) “ارتفاع مشاركة المرأة في الدورات التدريبية التي يقيمها المركز”.

وتابعت عناية، أن “النساء تشكلن نحو ثلثي الراغبين بالتدريب على المهن التي تدخل ضمن البرامج التدريبية للمركز”.

ولفتت، إلى أن “المرأة أخذت تبادر لتعلم مهن أخرى لم تكن مطروقة من قبل لغرض تطوير مهاراتها وتحسين فرصها بالحصول على العمل”.

وأوضحت عناية، أن “مركز التدريب المهني يقدم دورات تدريبية للرجال والنساء في 21 مهنة رائجة في سوق العمل”، كاشفة عن “استحدث برامج تدريبية جديدة بناء على المتطلبات الجديدة”.

يشار إلى أن الورشة نظمها مركز تمكين للمشاركة والمساواة بالتعاون مع غرفة تجارة الناصرية ومركز سيدات الأعمال لدعم المرأة في الأعمال غير التقليدية.

وقد حضر الورشة عدد من ممثلي الدوائر المعنية وغرفة تجارة الناصرية ومركز سيدات الاعمال وعدد من المنظمات المجتمعية.

وقالت منسقة البرنامج سؤدد الرماحي، إن “الهدف من الورشة هو البحث عن بدائل غير مطروقة في مجال عمل المرأة وتشجيعها أكثر على خوض غمار العمل في المهن غير التقليدية”.

وتابعت الرماحي أن “معظم النساء اعتدن العمل في مهن الخياطة والطبخ وتجميل النساء وغيرها من المهن البسيطة وهذا ما جعل نسبة مشاركتها في سوق العمل بالقطاع الخاص محدودة مقارنة بالرجل”.

ونوّهت، إلى أن “النساء في الغالب يعملن في مواقع عمل يديرها الرجال في القطاع الخاص”، وترى أن “من النادر وجود امرأة تدير مشروعاً خاصاً بها رغم توفر القدرة على ذلك”.

وكشفت الرماحي، عن “تبني بعض المبادرات الخاصة للمساعدة بتوسيع نطاق عمل المرأة والانفتاح على الأعمال غير التقليدية”.

وذكرت، أن “من بين هذه المبادرات تقديم المساعدة للنساء في مجال الحصول على التمويل للمشروع أو دراسة الجدوى الاقتصادية له والأمور الأخرى التي من شأنها أن تدعم عمل المرأة في هذا المجال”.

وفيما أعربت الرماحي عن “قلقها من ارتفاع معدلات البطالة بين النساء”، دعت إلى “تمكين المرأة من إيجاد فرص عمل في جميع المجالات وعدم اقتصار عملها على المهن التقليدية ولاسيما أنها تمتلك كل مقومات العمل وما يؤهلها للنجاح فيه”.

وشددت الرماحي، على أن “المرأة أخذت تبادر بالبحث عن فرص عمل غير تقليدية لمواجهة البطالة وقلة فرص التعيين في المؤسسات الحكومية”.

وقد حاضر في الورشة الباحث فلاح نوري والأكاديمي ياسر البراك ومسؤولة مركز سيدات الأعمال أحلام عبد الله، وممثل غرفة تجارة الناصرية ماهر طوبيا.

وناقشت الورشة سبل الوصول لتمكين المرأة عبر تحديد خياراتها بنفسها، والسيطرة على حياتها سواء داخل المنزل أو خارجه، والوصول إلى الموارد، وإتاحة الفرص لها للاستفادة، وإمكانية التأثير على توجهات النظام الاجتماعي والاقتصادي على المستويين الوطني والدولي، وشعورها بقيمتها وبذاتها.

وانتهى المحاضرون، إلى أن “مفهوم مهن غير تقليدية للمرأة يعبر عن تلك التي نسبتها 25% أو اقل في سوق العمل والتي تحد الأعراف والتقاليد المجتمعية من مشاركتها فيها”.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here