إكتشفونا وما إكتشفنا أنفسنا!!

إكتشفونا وما إكتشفنا أنفسنا!!
كلما بحثت في آثارنا أجد أن الأجنبي قد إكتشفها ووجه أنظار الدنيا نحوها , ولا يوجد مكتسف عربي لآثار بلده , فمعظم الآثار المصرية إكتشفها الأجانب , واللغة الهيروغليفية حل رموزها الفرنسي (شامبليون) , وأينما تذهب في مصر تجد قصة لعالم آثار أجنبي فعل ما فعل وإكتشف ما إكتشف.
وفي سامراء وفي بداية القرن العشرين جاء عالم آثار ألماني (هرتزفيلد) وعسكر مخاطرا بحياته خارجها يبحث عن آثارها , وإكتشف حضارتها القديمة , ومكتشفاته في متاحف ألمانيا ومتحف في واشنطن.
وكانت جدتي تحدثني عن الأجانب وهم يخيمون عند (تل الصوان) في سامراء , وهي تقول بلهجتها “يمه بس ينبشون بالتل وما أدري شيطلعون ويحطوه إبصناديك”.
وكنتُ دائما على خلاف مع صديقي بخصوص وجهة نظره , فهو يرى أن من الأفضل لآثارنا أن تكون في المتاحف الأجنبية ليطلع عليها أبناء الدنيا , فنحن نحتقر آثارنا وعلينا أن لا نبقيها عندنا لأنها ستدمر , هكذا كان يرى , وعندما حصل ما حصل للمتحف العراقي (2003) وآثارنا الأخرى (2014) , أدركتُ كنتُ على خطأ , فاتصلت بصديقي معترفا له بصوابه وبعد نظره.
وياليتهم يأخذون الآثار ويعرضونها في متاحفهم , بدلا من تركها عندنا , لأنها ستفنى حتما ذات يوم شديد.
وهذا ينقلنا إلى المستشرقين الذين إهتموا بالشرق وما فيه من تأريخ وكنوز , وقالوا ما قالوه وفقا لمعرفتهم وخلفياتهم الثقافية , وجهودهم تستحق التقدير , لأنهم لا غيرهم مَن دلنا على التراث والتأريخ , ومَن إكتشف حضاراتنا القديمة , أما نحن فلم نكتسف كنوزنا , ومع هذا هناك عدوانية ضدهم , بدلا من التقدير والتثمين لجهودهم , وإن حصل فيها بعض الشطط والنوازع الخفية.
المستشرقون دلونا على كنوزنا الحضارية , التي ما قرأنا عنها في أي المدونات التي وردتنا من الأجداد , وإنما أكثر ما وردنا قصص متصلة بالقرآن والكتب السماوية الأخرى.
وحضارات بلاد الرافدين أظهروها للدنيا علماء آثار أجانب , مثلما هي حال آثار المنطقة الأخرى , ولولاهم ما عرفنا كانت في بلادنا حضارات قديمة.
فمتى سنرعوي ونتعقل؟!!
د-صادق السامرائي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here