الحوت، هذا الكائن العجيب !

الحوت، هذا الكائن العجيب ! * د. رضا العطار

قلنا في الحلقة السابقة انه لو كتب الحظ للصيادين وتمكنوا من الوصول بقاربهم الى مسافة ميل واحد من مكان الحوت بعد تحديد موقعه. وغالبا ما يتم عبر رؤيتهم عمود البخار المتصاعد من منخر الحوت المرتفع الى سطح الماء.انذاك يقتربون اكثر

وعندما يصدر الامر الى موجه الدفة ليقف ويواجه الطريدة، عليه ان يمسك الحربون، وهو معدن قاتل له نصل على شكل ورقة الشجر ليخترق الاعضاء الداخلية الحيوية للحوت، في هذه الاثناء ينادي مساعد الربان عبارة (المدخنة تحترق) عندما تصيب الحربة هدفها. الذي غالبا ما يكون القلب او الرئتين، ويصبح الزفير بلون الدم القاني.

وكثيرا ما كان هذا الدم يتناثر على الرجال في القوارب الذين يفخرون بما عملوا ويبتهجون.

يقول الجراح البريطاني توماس بيال ( قبل موت الحوت يدفع الحيوان بكل قوة جسده، هائل الضخامة واضطرابه الى الحركات الملتوية المختلفة العنيفة جدا، التي تجعل البحر يتحول الى رغوة وتتحطم القوارب في بعض الاحيان ويهلك ملاحيها).

كما كتب مساعد القبطان فرنك بولين يقول (ان هذا الاهتياج الاخير يتبعه الصمت الرهيب فترة قصيرة من المقاومة التي تهدأ تدريجيا لتنجح مساعينا في استسلام الوحش الكبير، فيسيطر السكون على كل شيء ثانية، ما عدا صوت الامواج وهي تتكسر على جوانب كتلة اللحم الهائل التي تعيق بهدوء حرية انسيابها.

ووفقا للاغنية الامريكية لصيد الحيتان فإن الجواب يكون فرحا غامرا

يصيبها الرمح في قلبها وينتهي الصراع

وتفارق بهدوء ومدخنتها تحترق

وتعلو صرخات الفرح من قلب كل بحار شجاع

لتكافئ صوت بد البحر الهائج

انظر الى فتحة الزفير لترى الاشارات الحمراء تتطاير

لتموت ببطء شديد وتنتهي المقاومة

وعلى الرغم من الاصوات المليئة بالفرح: تظهر مشاعر مختلفة لدى بعض ملاحي قوارب الصيد أزاء السبل، غاية في القسوة لقتل الحيتان. يقول احدهم : كنت في الماضي اتألم عند رؤيتي حيوان صغير يذبح، فكيف بي ان اتحمل مشاهدة قتل اضخم واكبر حيوان على وجه الارض بطريقة بشعة وهو ينزف وينتفض ويموت ضحية مكر الانسان ؟

* مقتبس من كتاب الحوت التاريخ الطبيعي والثقافي لمؤلفه د. جو رومان، ترجمة ايزميرندا حميدان، ط 1 ، 2913 هيئة ابو ظبي للسياحة والثقافة و(الكلمة).

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here