ماهي المصالح المشتركة بين العراق والاردن ؟

تكررت زيارات المسؤولين الأردنيين إلى العراق منذ تولّي مصطفى الكاظمي منصب رئيس مجلس الوزراء، فالملك الأردني زار بلدنا عدّة مرات وكذلك رئيس وزرائه، واليوم رئيس مجلس النواب الأردني، فبين ليلة وضحاها أصبحت الأردن بلد الخبرات والخيرات والنشامى! نعم، فالأردن يحتاج العراق في كل شيء، بينما العراق لايحتاج من الأردن أيَّ شيء، لاحكومتنا تشبه حكومة الأردن، ولا شعبنا يتشرف بأن يجمعه مع الحكومة الأردنية أيّ رابط، لاقومي ولا إنساني ولا إسلامي، لسببٍ جوهريّ يتعلّق بالقضية الفلسطينية. أمّا بالنسبة للروابط القومية التي تجمعنا بالعرب والأردنيين فللأسف الشديد قد أثبتت الوقائع والأحداث بأنهم قد أخلّوا بهذا الرابط المقدَّس من خلال قيامهم بالالتفاف غدراً على قضية العرب والمسلمين المركزية (قضية فلسطين) وأعلنوا بأنهم لم تعد تهمّهم القضايا القومية، وبذلك أصبحوا خطراً على الأمن القومي العراقي كنتيجة لثبات العراق في التمسّك بهذه القضية العادلة.

لذلك لايجوز التعامل مع ممثّلي الدول العربية والإسلامية الذين يمدّون يدَ المصافحة للعدوّ الإسرائيليّ الصهيونيّ المُحتَل، لأنهم أصبحوا أدوات طيّعة وذليلة لدى إسرائيل وأولهم ممثّلوا مصر والاردن.

أمّا في ما يتعلّق بالرابط الثاني وهو الرابط الإنساني، فإنه من المحال أن نجد الوسيلة التي تؤكّد هذه الرابطة، ومن هنا تؤكّد لنا الوقائع بأنه لا يمكن أن يجمعنا بالعرب والأردنيين تحت ظلّ هذه الرابطة، لأننا عشنا المأساة التي حلت بنا في تسعينيات القرن الماضي عندما أضطرتنا ظروف الحصار والتسلّط الديكتاتوري بأن نتواجد في الأردن أبّان فترة طلب اللجوء، وكم يبعث الأمر على المرارة والأسى حين نستعيد ذاكرة تلك الأيام العصيبة، إذ عاملنا الأردنيون معاملةً قاسيةً كان أخطرها هو التعمّد بإذلالنا وقد تصرّفوا معنا باستعلاء جليّ وجابهونا بتصرّفات يندى لها الجبين، حيث سرقوا أموالنا وأهانوا كرامتنا وأعتقلونا ورقصوا طرباً على مأساتنا، خاصة اذا علموا بأنك شيعي ومن أتباع أهل البيت.

أمّا من يدّعي بأنهم يلتقون معنا برابطة الدين الإسلامي فالأردن لا تعرف معنى للاسلام ولا للدين فرّبنا الله وربّهم الدينار! ونبينا محمد ونبيهم أبو سفيان، ولا يجمعهم بنا شيء أبداً، لأنهم لصوص أموال ولصوص فرص، يعتبرون العراق بقرةً حلوباً منذ زمن الرذيلة عندما حكم العراق أولاد الشوارع البعثيون النواصب الذين كانوا مرتبطين بالعرب والاردنيين بالرذيلة والدين المنحرف والتاريخ المزيّف.

كم يؤسفنا ويبعث فينا المرارة أن يصل الأمر بالعراق وشعبه أن يدنس أرضه الأعراب في ظلّ حكام خونة، عملاء لايهمهم شيء سوى مصالحهم الشخصية الضيقة ، فلو كانوا أصحاب غيرة وعقول نيّرة لما قبلوا بتنفيذ المشروع الأمريكي الصهيوني السعودي وتطبيق بنوده عليه.

أين الغيرة العراقية؟ لماذا نقبل بأن يدنّس أرضنا آل سعود وآل خليفة الأذلاء؟ لماذا نستقبل السيسي والمصريين المصافحين للعدوّ الصهيوني؟ وهل الأردن وملك الأردن وحكومة الأردن بمستوى إرادة العراق لكي نستقبلهم ونتعاون معهم ؟ نعم ممكن ذلك ولكن ليس قبل أن يعتبروا ويعتذروا ويدفعوا (ديّة) كل شهيد سقط على يدهم في العراق من أبناء الشعب العراقي المجاهد، جراء السياسات الطائفية المقيتة التي مارستها جبابرة الأمة الأعرابية الذليلة، وبعكسه يعتبر الأمر تجاوزاً على الله ورسوله وأمير المؤمنين والقوانين الإلهية والوضعية العادلة.

فإذا كان حكامنا المغفّلون قد خانوا الأمانة واستخفوا بالدم العراقي فإن الله وعن قريب لابدّ وأن يهيّء أناساً يحبون العراق والعراقيين وسيأخذون بثأر كل شهيد سقط على يد السعوديين والمصريين والأردنيين وما ذلك على الله ببعيد، ولتخسأ أمة الراقصات والعاهرات وسوف لن يكون لها مكان في العراق القادم بأذن الله……

جبر شلال الجبوري

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here