مثالب اسلاميي اليوم

مثالب اسلاميي اليوم

لقد اكتملت حلقة الفساد في عالمنا الحديث عندما تمكن الغرب من التدخل في عمق نخب الاسلاميين. الذين كانوا يوما ما الامل الوحيد للخروج من مازق دكتاتورية الشيوعية واستغلال الراسمالية. لقد تمكن من تصنيع بعض المسلمين المسيسين. فجذب نخب اسلامية سياسية من طوائف متعددة تتبنى طرق وافكار كثيرة تخدم خيارات الغرب الاستعماري. فهناك شيوخ الخليج الذين باعوا دينهم للمستعمر البريطاني منذ نهاية القرن التاسع عشر. هم اليوم يهيمنون على ثروات الجزيرة العربية. ان الخطر الماحق الاخر هو تمكين امريكا الطائفيين التكفيريين الشيعة من تمزيق البلدان الاسلامية. دون نيسان الخطر الفكري للاخوان المسلمين السائرين على نهج الاحزاب العلمانية.
ان اول من هدم عرى الاسلام باسم الاسلام شيوخ الخليج والجزيرة العربية. اذ تسابق اولئك الشيوخ مع شريف مكة وال سعود لتقديم عرض العبودية التامة للمستعمر البريطاني. تحول اسلامهم المنحرف الى خنوع وذل للاجنبي من اجل استمرارية سلطتهم على تلك المناطق. باتت الهوة شاسعة بين اسلام رسول الله وصحابته الذين لم يستسلموا للظلم والطغيان رغم قلة عددهم وعدتهم مقارنة بخيانة هذه الفئة للاسلام. انها فئة ارتدت عمليا عن الاسلام فارتكبت الكبائر اهمها خيانة الوطن والمواطن ولم يتوبوا عنها.
اما الطائفيين المتعصبين الشيعة فقد كانوا منذ قرون ينتظرون الفرصة للسيطرة على السلطة. كان هدفهم منذ البداية انتقامي ثاري لتمزيق النسيج الاجتماعي بين المسلمين. فوفرت لهم امريكا هذه الفرصة بعد احتلال العراق عام 2003. اذ تطوعوا هم انفسهم للعمل كمرتزقة لخدمة الكفار الظالمين الامريكان. كان هدفهم الانتقام من بقية المسلمين لاحقاد تاريخية اختلقوها بالتزوير والكذب. كانوا يهدفون منذ وقت بعيد الى تحريف الاسلام الذي انزل على رسول الله. فهتكوا اعراض المسلمين وقتلوهم وهجروهم.
اما الاخوان المسلمين الذين لووا عنق الاحكام الاسلامية الثابتة. فشبهوا مبدا الشورى الاسلامي العظيم بالديمقراطية الغربية. ثم عملوا بكل الوسائل المشروعة وغير المشروعة للتحالف مع الحكام الدكتاتوريين مرات عديدة. لقد باعوا انفسهم للطغاة بثمن بخس لخدمة مصالحهم الخاصة. لقد ركبوا موجة الربيع العربي عام 2011 بهدف سرقة ثورات الشعوب على الطغاة. فسمحوا بصورة متعمدة او غير متعمدة على اعادة الطغاة الدكتاتوريين الى سدة الحكم من جديد. فتحولت محاولات الاصلاح الى وبال عليهم وعلى العرب. لقد ركنوا ولا يزالوا الى يوالوا الظالمين المحليين والاجانب. اقصى ما يتمنونه من السلطات الظالمة منحهم مقعد او مقعدين في البرلمانات العربية المزيفة. اما النظام الداخلي لحزبهم فهو لا يختلف كثيرا عن نظام الاحزاب العلمانية.
هناك ايضا جماعات قريبة من بعض الطرق الصوفية والوهابية تهدف الى نشر فكرهم الهدام بمساندة الحكام الظلمة. فتعمل على اعانة الجبت والطاغوت للسيطرة على مقدرات الامور ضد شعبهم ودينهم وهويتهم. اضحت طاعة ولي الامر الظالم الفاسق اهم من طاعة الله ورسوله. فهم يسوقوا الحجج الشرعية عن طريق بعض الاحاديث الموضوعة او تلك التي تعالج حالات فردية خاصة لتعميمها على المسلمين. انهم بذلك يكذبون على الله ورسوله ويحرفون الكلم عن مواضعه. ان اهتمامهم منصب على تقليد ظواهر الاسلام كاطالة اللحى ولبس الدشاديش واستعمال السواك الخ. جعلوا من هذا الدين القوي المجاهد الذي يرفض الضيم ويامر بالمعروف وينهى عن المنكر. دين خنوع وذل ومسكنة يقبل ولاية الكفار الظالمين. بل وصل الامر ببعض المتصوفة ان اتهموا الله تعالى بالظلم. عندما قالوا بما ان الله يفعل ما يشاء فقد يدخل الظالم الجنة. انه افتراء على الله تعالى الذي حرم الظلم على نفسه وحرمه على عباده. لقد حرم الله على المسلمين تولية الكفار شؤونهم العامة او الخاصة “لا يتخذ المؤمنون الكافرين اولياء من دون المؤمنين”.
د. نصيف الجبوري

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here