فرات المحسن
في أحلامي التي لم أدمن تفسيرها.. أغواني العراف للمرة الألف أن أشي للغربان والصعاليك عن موضع أساي ووحدتي، فحملوا معاولهم ومجارفهم وأهالوا على جسدي كومة حزن آخر، فشاطرتهم حفل الفجيعة .
كان ذلك يوماً آخر لم أفكر في عبوره أو مغادرته، أخيراً وضعته في جعبتي وغفوت.
حين استيقظت وجدته جواري ..كان هناك من ينتظرني.
ثمة أشخاص اعرفهم منذ سنواتي البعيدة ..وجوه غاضبة غصت بها فسحة روحي، تَدرجُ مثل القطا لتخرج من نفق معتم فاستقبلها ببلاهتي.
هو يوم آخر مفعم بالأحزان ومغطى بالجدب، لم يغادرني بعد أن ارتضاه خوفي. يلتصق جواري مثل حلزون لزج.
ضجرتُ، صرختُ أن أبتعد.. وضع كفه فوق صدغي فغفوت.. همس في حلمي.. أصمت أيها البائس هذا خيار جسدك، وأنت ارتضيته فكفّ عن الشكوى والتذمر.
كانت الشمس تسقط ضوءها مثل جمرات نار.. نزّ جسدي عرقًا ساخنًا حين استيقظت، وكانت كفه تضغط فوق صدغي الناط العروق.
يوم آخر جاورني لا يريد مغادرتي.. فأجهشت بالبكاء
ومازلت أتوطن كابوسي
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط