المرشحون في واسط يكثفون تواجدهم في الدواوين العشائرية

واسط / جبار بچاي

مع بدء العد التنازلي لانتخابات العاشر من تشرين الأول 2021 ما تزال شوارع محافظة واسط خالية من صور المرشحين والملصقات الدعائية التي تعود العراقيون على كثافتها في كل الانتخابات.

ويركز أغلب المرشحين في دعايتهم الانتخابية على زيارة الشيوخ والوجهاء وعقد لقاءات في الدواوين التي أصبحت “منصات يتناوب عليها المرشحون” وفق ما يقول أحد الوجهاء في أطراف مدينة الكوت الذي أضاف لـ(المدى)، “بلغنا حالة الملل من تردد المرشحين علينا وتكرار الكلام والوعود التي يطلقها كل مرشح وتتلخص في محاربة الفساد والعمل على خدمة المنطقة وحل مشكلة العاطلين والعقود وتحسين رواتب المتقاعدين”.

ويقول الوجيه الذي فضل أن نسميه أبو كرم “نحن نخجل أن نرد طلب مرشح، فكلهم أبناء مدينتنا وعشائرنا وبالتالي نرحب بهم جميعاً لكن يبقى قرار الاختيار خاص بكل شخص”.

ويؤكد “أغلب البرامج سطحية ونسخ مكررة وغير مؤثرة، ونحن كمشايخ لا نلزم الآخرين باختيار المرشح”.

وأضاف، أن “كل شخص حر باختياراته وقناعاته خاصة الشباب، من الصعب أن نؤثر أو يؤثر فيهم مرشح خالٍ من المنهجية والبرنامج الحقيقي”.

ويؤكد أصحاب المطابع في واسط أن الدعاية الانتخابية هذه المرة فقيرة جداً بعد أن كانوا في كل الانتخابات السابقة يجنون أرباحاً جيدة.

يقول، صاحب مطبعة المتنبي في الكوت، فاضل جاسم لعيبي “في الانتخابات السابقة كانت المكائن تدور على مدار الساعة، لكن هذه المرة أنخفض العمل بنحو 90%”.

وأضاف، “في السابق كنا نعمل قطعا كبيرة من الحديد وآلاف الملصقات ومثلها من البطاقات وقطع (الفلكس) لكن هذه المرة لم أطبع حتى الآن سوى 310 آلاف بطاقة تعريفية لكل المرشحين”، موضحا أن “هذه الكمية كانت تطبع من قبل مرشح واحد فقط”.

ويقول حيدر الطائي، صاحب مطبعة الغراف، إن “الدعاية الانتخابية كانت موسم عمل جيد في الانتخابات السابقة لكنها أصبحت اليوم موسما للكساد”.

وأضاف “كل الذي قمت بطباعته بطاقات ومنشورات تعريفية لعدد قليل من المرشحين، ولم أتلق طلباً لطباعة الصور الشخصية التي كانت تملأ الشوارع وكذلك الحال بالنسبة الى قطع الملصقات الكبيرة”.

كما لا يزال نواب واسط للدورات السابقة الذين رشحوا للانتخابات المقبلة وعددهم تسعة نواب يلتزمون الصمت دون أن تكون هناك أية بوادر أو مؤشرات على دعايتهم الانتخابية.

ويرى مراقبون أن غضب الشارع على أداء الحكومة وفقدان ثقة المواطن بأداء البرلمان وراء سكوت النواب السابقين المرشحين للانتخابات المقبلة إضافة إلى أن البعض منهم لديه قناعة بالاعتماد على جمهوره الذين وفروا له الكثير من الفرص كالتوظيف والخدمات المناطقية.

ويرى الناشط حيدر عبد علي الوائلي، أن “الحراك التشريني يعد أحد الأسباب التي تحول دون قيام المرشحين بنشر دعايتهم الانتخابية في الشوارع والطرقات العامة”.

وأضاف أن “المرشحين يخشون تلف صورهم وقطع الدعاية الأخرى رغم وجود شخصيات جيدة لها مكانة في المجتمع الواسطي بينهم مرشحون ضمن الاحزاب التي انبثقت من الحراك التشريني”.

مؤكداً أن “الدعاية الانتخابية حق لكل مرشح ولن نقبل أبداً المساس بصور المرشحين وكل أشكال دعايتهم والخيار بيننا هو صندوق الاقتراع”.

وقال الوائلي، “ليس في مفهوم أي ناشط الاعتداء على صور المرشحين وملصقاتهم الدعائية أو تمزيقها ومن يقوم بذلك فنحن براء منه والقانون كفيل معه”.

وانطلقت في الثامن من تموز الماضي في بغداد والمحافظات، الحملات الدعائية للمرشحين والتحالفات السياسية المتنافسة في الانتخابات البرلمانية المقرر إجراؤها في 10 تشرين الأول 2012.

وتعد الحملة الدعائية للانتخابات المقبلة هي الأطول من حيث المدة في تاريخ الانتخابات منذ سنة 2005، إذ تستمر 3 أشهر بعد أن ابتدأت في الثامن من تموز، وتنتهي يوم الصمت الانتخابي في السابع تشرين الأول قبل 24 ساعة من التصويت الخاص بعد أن كانت الحملات الانتخابية في كل الانتخابات السابقة 30 يوماً.

ووفق مصدر في مكتب انتخابات واسط، فأن العدد الكلي لناخبي المحافظة يبلغ 853136 ناخباً لكن ليس جميعهم أكملوا التحديث البايومتري وهم فقط الذين يسمح لهم بالتصويت، إذ تشكل نسبة البطاقات المستلمة من قبل أصحابها 85 بالمئة وهناك عدد من البطاقات لاتزال في مراكز تسجيل الناخبين.

وأضاف المصدر، أن “المفوضية حريصة على إيصال تلك البطاقات إلى أصحابها عن طريق موظفيها ولجان تعمل بشكل مشترك مع المختارين”.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here