العراق يبحث عن مصادر طاقة بديلة نظيفة لتوليد الكهرباء

ترجمة: حامد أحمد

أكد تقرير اهتمام العراق بالانتقال إلى مصادر الطاقة البديلة الأنظف، لافتا إلى أن الغرض منها هو توليد الطاقة الكهربائية، مشدداً على أن العقود الموقعة في هذا المجال ستقلل الاعتماد على الوقود الأحفوري، فيما تحدث عن إهدار مليارات الدولارات بسبب عدم الاستفادة من الغاز الطبيعي، كاشفا عن وجود خطة للقضاء على هذا الهدر خلال سنتين أو ثلاث سنوات.

وذكر تقرير وكالة اسوشييتدبرس وموقع Climate News Network، ترجمته (المدى)، أن “العراق يضع اهتمامه الآن بالانتقال إلى مصادر الطاقة البديلة الأنظف لتوليد الطاقة الكهربائية بالاعتماد على الطاقة الشمسية المتوفرة، الإضافة إلى مشاريع تطوير إنتاج النفط”.

وأضاف التقرير، أن “عقداً تم توقيعه مؤخراً مع احدى شركات الطاقة العالمية للاستثمار في ثلاثة مشاريع احدها إنشاء محطة شمسية لتوليد الطاقة الكهربائية”.

وأشار، إلى أن “شركة توتال الفرنسية للطاقة وقعت الأحد الماضي مع العراق عقداً بقيمة 27 مليار دولار للاستثمار في مجال إنتاج النفط والغاز والطاقة الكهربائية الشمسية في وقت تواجه فيه البلاد أزمة حادة في إنتاج الطاقة الكهربائية”.

وينقل التقرير، عن “مدير شركة توتال، باترك بويان القول بأن الطموح هو مساعدة العراق في بناء مستقبل أكثر استقراراً وديمومة من خلال تطوير إيصال الطاقة الكهربائية عبر استغلال موارد البلد الطبيعية الأكثر استدامة”.

كما نقل عن “وزير النفط إحسان إسماعيل القول خلال مراسيم توقيع العقد التي حضرها رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، أن هذا اكبر استثمار في العراق تقوم به شركة أجنبية، وانجاز هذه المشاريع هو التحدي الحالي”.

ولفت التقرير، إلى ان “المشاريع الجديدة لا تخطط لاستكشافات نفطية جديدة رغم احتياطات العراق الضخمة من النفط الخام، وهو ما اعتادت عليه شركات النفط العالمية”، متسدركاً “هناك توجه نحو مصادر أنظف للطاقة في وقت يكافح فيه العالم ارتفاع معدلات الانبعاثات الغازية من مصادر الوقود الأحفوري المتمثل بالنفط والغاز المسبب الرئيس للتغير المناخي”.

ونوّه، إلى أن “نائب رئيس الوزراء ووزير المالية علي علاوي كان قد حث في مقال مشترك له على صحيفة الغارديان الأسبوع الماضي بمشاركة المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الذرية فاتح بيرول، البلدان المنتجة للنفط ومنظمة أوبك على الانتقال من توليد الطاقة بالوقود الاحفوري إلى استخدام الطاقة المتجددة الصديقة للبيئة في توليد الطاقة”.

وأوضح التقرير، أن “علاوي يرى أنه باستغلال فرصة لتحجيم الآثار السيئة للتغير المناخي، فانه يتطلب من بلدان العالم إجراء تغيير جذري في عملية انتاج واستهلاك الطاقة والتقليل من حرق الفحم والنفط والغاز الطبيعي”.

وتابع التقرير، أن “علاوي ومدير الطاقة بيرول ذهبا إلى أن ارتفاع معدلات درجات الحرارة التي يشهدها العالم ليس بتهديد بعيد عن بلدان الشرق الأوسط وشمال افريقيا، بل هي حقيقة واقعة بالفعل”.

وشدد، على أن “ارتفاع معدلات درجات الحرارة يزيد من أزمة شحة المياه تفاقما، ويقدر ارتفاع درجات الحرارة في العراق بقدر سبع مرات أسرع من معدلات ارتفاع درجات الحرارة عالمياً”.

ويواصل التقرير، أن “علاوي ومدير الطاقة بيرول كتبا في التحول إلى الطاقة البديلة الأنظف، أن قائمة خيارات بالنسبة للعراق يستطيع اتباعها في هذا المجال ابتداء من التوصل لكبح حرق الغاز المصاحب للصناعة النفطية التي تشكل نسبة 40% من الانبعاثات الغازية، إلى التحول والانتقال إلى وسائل الطاقة المتجددة الأكثر فعالية والتي تؤدي الى فوائد اقتصادية ضخمة للبلد”. ويجد التقرير، أن “توقيع العراق لهذا العقد سيقلل من اعتماده على الوقود الاحفوري”. وأفاد، بأن “شركة توتال الفرنسية كانت قد وقعت عقودا مع وزارة النفط لتطوير حقل رطاوي النفطي في جنوبي العراق وإنشاء محطة معالجة وجمع الغاز الطبيعي من خمسة حقول نفطية في الجنوب”.

وأكدن أن “الشركة الفرنسية وقعت أيضاً على مشروع ضروري آخر لمعالجة مياه شط العرب وضخه في مستودعات من اجل ديمومة معدلات إنتاج النفط”.

وتحدث التقرير، عن “مشروع آخر تم توقيعه مع وزارة الكهرباء لبناء محطة طاقة شمسية لتوليد الكهرباء بطاقة 1,000 ميغاواط”. ويقول مدير شركة توتال الفرنسية بويان، بحسب التقرير، إن “هذه المشاريع تمثل طموح الشركة لدعم البلدان المنتجة للنفط مثل العراق في تحقيق الانتقال في مجال الطاقة بالجمع بين إنتاج الغاز الطبيعي والطاقة الشمسية لتلبية الطلب المتزايد على الكهرباء”.

وأردف التقرير، أن “العراق بحاجة ماسة لتطوير انتاج موارده المحلية من الغاز الطبيعي لتغطية زيادة الطلبات على الطاقة الكهربائية، خصوصا خلال أشهر الصيف عالية الحرارة”.

وذكر، أن “البلد يعتمد اعتماداً كبيراً على الغاز الإيراني وما يستورده منها من طاقة كهربائية والذي تعرض لعراقيل خلال الأشهر الأخيرة لأسباب تتعلق بديون معلقة غير مسددة وزيادة الطلب على الكهرباء أيضا داخل إيران”.

وأوضح، أن “وزير النفط احسان إسماعيل كان قد ذكر في مقابلة له في شهر حزيران بأنه يأمل أن يزيد طاقة العراق الإنتاجية من الغاز إلى 3 مليارات قدم مكعب بحلول العام 2025”.

ونبه التقرير، إلى أن “تطوير محطة معالجة انتاج الغاز قد تقرب العراق خطوة من ذلك الهدف، حيث يستورد العراق حاليا 2 مليار قدم مكعب من الغاز لسد احتياجاته المحلية”.

وذكر، أن “العقد ينص على إنشاء مجمع للغاز قادر على فصل ومعالجة الغاز الطبيعي المصاحب من حقول نفط رطاوي وغرب القرنة 2 ومجنون وطوبا وحقل اللحيس النفطي”.

ويسترسل التقرير، أن “العراق يفتقر حاليا لوسائل تجميع هذا الغاز ويتم إحراقه في الجو”.

ويحذر خبراء، وفقاً للتقرير، من أنه “دون استغلال هذا الغاز الطبيعي، فان العراق يهدر ملايين الدولارات من العوائد، وحال ما يستطيع العراق معالجة الغاز وجمعه فانه سيكون بإمكانه تغذية محطات توليد الطاقة وسد الحاجة المحلية من الطاقة الكهربائية”.

وانتهى التقرير، إلى أن العراق “يخطط لوضع حد لإحراق الغاز خلال السنتين او ثلاث سنوات القادمة، فيما يقدر البنك الدولي كميات الغاز التي يحرقها العراق يومياً بحدود 16 مليار متر مكعب”.

 عن: اسوشييتدبرس وموقع Climate News Network

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here