تبريرات بايدن عن الإنسحاب

عادل الخياط

كتبت منشوراً على الفيس بوك يقول التالي :

” شيء في السياسة :

إذا كان حلف الناتو ولزمن إمتد لعشرين عاماً لم يكن قادر على القضاء على عصابات جبلية مثل طالبان , فكيف به مواجهة قوتين كبيرتين مثل روسيا والصين ؟.. هنا تتمخض الغرابة والسخرية معاً في رصد مثل هكذا واقع غير منطقي .. طبعاً العملية هنا هي مجرد إفتراض , وإلا تلك الدُول الكُبرى لا تتصارع فيما بينها .. ما يحدث بينها هو مُجرد توترات عقيمة , أو ضِحك على ذقون البشر”

( ربما ينزلق الموضوع في بُعد آخر , لكنه عموماً يصب في المُحتوى العسكري الأميركي )

الإنسحاب الأميركي سواء كان فوضوي أو مُنظم فقد كان سوف يقود لنفس النتيجة .. نحاول صياغتها على وضع غير مُشوش ( بعيدا عن الطرح العاطفي السقيم ) : هل أميركا تمارس الحروب لأجل غاية إستراتجية , أم نزوة شخصية , أم سطوة ترسخت في العقلية الأميركية بعد سلطنتها على هذا الكوكب بعد إنهيار جماعة ” جون بول ” البريطاني بعد الحرب العالمية الثالنية ؟ لا تعلم , العقلية الأميركية غير رصينة , طبعاً تستشف ذلك من خلال الوسيلة الإعلامية ودورانها التخبطي في رصد الأشياء : .. عموماً الكتابة هي بعض التسليط على هذا الواقع المُلتبس على الدوام , ولو بمس ضئيل :

سوف نُحدر على محور آخر . على خلفية ان أميركا لم تكن وحدها , إنما حلف الأطلسي بجميع تكويناته العسكرية والمدنية كعملية دفع مجتمعي لهذا البلد القادم من العصير الورائي , لكن الواقع العسكري الناتوي هو المرصد للتحور الأخير ..

لنرصد بعض الهزالات على ألسنة بعض المسؤولين الأميركيين :

سيناتور أميركي ديمقراطي يقول : إحتلاال الدول للقضاء على الإرهاب هو محض هُراء ” ههه ليس المجال هنا هو إستقصاء إن كان السياسي الأميركي سواء كان ديمقراطياً أو جمهورياً هو الذي يترنم بالمصداقية في الضخ العسكري على مدى تاريخ الولايات الأميركية الحديث : من كوريا إلى فيتنام إلى بنما إلى غرينادا إلى أفغانستان والعراق , إنما مفروض القول هو أن أميركا تعمل الأشياء وُفق ستراتيجية الدولة الأقوى على هذا الكوكب – شرطي العالم –

القول الآخر لـ وزير خارجيتها : ما معناه : نطمح لـ طالبان ” الصدقية في التصريح أو القول حول الحقوق المدنية في هذا البلد المُنزوي خلف تلاقيح الحضارة والتاريخ والمدنية .. هه .. هل وزير خارجية أميركا يمزح ؟ هل ممكن لحركة قادمة من صُلب التصخر السلفي , هل من الممكن أن تنتج أفقاً ذات ملامح إنسانية ! .. هي واحدة من إثنين : إما هذا الوزير يُنافق على واقع ملموس من الممكن أن يدركه حتى زُحار القوم , أو إنه يحلم أن ير طالبياً في أفق فنطازي , يراه على أرض الواقع وهو يُمارس فِعلاً يليق بإنسانية البشر .. وحتى الفنتازيا ليس بمقدورها أن تلمح ولو في سُدرة الحُلكة طالبياً يشع في عُمق خلية الضوء , لأنه ببساطة مخلوق من السواد !

المستوى العسكري يقترن بالسياسي دون ريب : رئيس الأركان الأميركي وغيره من العسكريين يقولون ما معناه : لم نتوقع إنهيار الجيش الأفغاني بتلك السرعة ؟ ههههههههههه في وقت إنهم ( الأميركان ) إنسحبوا فوضويا .. الربط هنا واضح : أعظم قوة عسكرية برفقة حُلفائها تنسحب فوضوياً وتدع مٌجنزراتها ومُصفحاتها غنيمة لطالبان وقبل ذلك عملت إتفاقيات مع طالبان على وقف القتال لعدم قدرتها على المواصلة , مواصلة الحرب , وفي ذات الوقت تراها تتساءل عن : إتهيار العسكرية الأفغانية في مواجهة طالبان ! هل تضحك أم تبكي على الرموز الأميركية النخرة : من السياسي إلى العسكري !؟

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here