الملا مصطفى البارزاني –  باني مجد كوردستان

ا . د .  قاسم المندلاوي
  القائد المناضل ” الملا مصطفى البارزاني ” باني مجد كوردستان ” شارك في اغلب ثورات كوردستان دفاعا عن حقوق الامة الكوردية وقضيتها العادلة في تقرير المصير و العيش بحرية و سلام في ربوع كوردستان الحبيبة  و كان يقود بنفسه العمليات العسكرية و القتالية حتى ورد اسمه في اوائل السبعينيات ضمن قائمة الزعماء المشهورين في العالم انذاك .. و تناول عدد كبير من الشخصيات السياسية و المفكرين والكتاب و الاعلامين شخصية هذا القائد و قدراته و ايمانه الراسخ في قيادته للبيشمركه ” الابطال ” و خصوصا ايام اندلاع الثورة الكوردية في الستينيات في العراق ، يقول القاضي ” وليام دوغلاس ” عضو المحكمة العليا  الفيدرالية في واشنطن العاصمة  و احد الشخصيات البارزة المهمة بالشؤون الكوردية ” بان الميديين  و الفرس  هم معروفون  للعالم الغربي . ان هؤلاء الميديين هم اجداد اولئك  الكورد الذين خاضوا في عام 1961 غمرات الحرب مع حكومة بغداد  وصمدوا  بل وحققوا اكثر من الصمود ، فقائد الكورد و زعيمهم  مصطفى البارزاني ، الذي عرفه  ” دوغلاس ”  صديقا  ، و تاريخ الكورد الذي سرده  ” دانا  آدمز شمدت ” في كتابه ” رحلة الى رجال شجعان في كردستان  ترجمة جرجيس فتح الله  ، بيروت  1972″   يقول  ” دوغلاس ” بان احاديثه مع البارزاني في بغداد لم تدع له اية حجة للاعتقاد بانه يريد العمل لبناء دولة كوردية وكان  ينشد انذاك ، كما ظل ينشد على الدوام ، حكما ذاتيا ويعني بالحكم الذاتي عموما ما يمكن تسميته بممارسة حكم اهلي في ظل نظام فيدرالي  … مضيفا بان اللغة الكوردية  و التاريخ الكوردي و الادب الكوردي هي اشياء غالية عند البارزاني ، ولاجل المحافظة على ذلك  كان من الضروري بالنسبة له سن قوانين واقامة انظمة تعطف على التراث الكوردي .. وهناك الكثير من المواضيع والمقالات في جريدة ” النجم الاحمر” التي كانت تنطق باسم الحزب الشيوعي الجكوسلوفاكي وكانت تصدر في براغ في فترة الستينيات القرن الماضي فقد تناول الكتاب و الصحفيون شخصية البارزاني واطلقوا عليه ” بالقائد  الميداني الشجاع ”  الذي  يقود جنوده ” البيشمركه ” للمعارك وهو في المقدمة  دفاعا وفداءا من اجل حقوق الكورد .. وقال الباحث الدكتور ” كوناكت ”  مؤلف كتاب ” احفاد صلاح الدين ” .. لم يشهد  تاريخ  الشرق الاوسط قائدا مثله لا يتنازل عن كرامته و رصانته في كل الظروف العصيبة التي كانت تمر بها كوردستان و كانت ذهنيته  السياسية  متطورة  جدا  تعينه على التعمق  حتى يصل الى  قلب  المسالة التي يبحث  فيها دائما .. ” وقال ” رينيه موريس ” مدير المكتب الصحفي لرئيس فرنسا الاسبق ” فرانسوا متران ” .. من بين جميع شهداء الحركة الكوردية و ابطالها ، فان للبارزاني مكانة خاصة عند الكورد البسطاء في تركيا ، ويمكن العثور على  صوره  معلقة في المنازل  ، وفي الاتحاد  السوفياتي ، وفي اماكن تواجد الصحفيين المشهورين في واشنطن ، فيما شبه بالاسطورة .. وقال الرئيس المصري الراحل ” جمال عبد الناصر ” كان البارزاني رجلا مهيب  الطلعة ، واعظم  ما كان فيه  عينان  نافذتان  تزيدان من قوة  وتعابير الخطوط  الحازمة لوجه صارم  نبه  .. وقال الرئيس المصري الراحل ” حسني مبارك ” وانا اتابع مراسيم دفن مصطفى البارزاني في ذلك اليوم من ايام ربيع 1979 تبين  لي  بوضوح  ان جموع المعزين  لم  يقوموا بالقاء  نظرة على جثمان الزعيم الكوردي  بل انهم  كانوا  يقوموا  بتوديع اهم شخصية  كوردية  سياسية و عسكرية على مدى التاريخ ، منذ صلاح الدين  الايوبي ، وقل الميجر ”  ادكر بالانس ”  المحلل  العسكري  البريطاني في كتابه ” الثورة الكوردية ”  الصادر 1973 لندن .. ان البارزاني استطاع ان ينتزع  اول  اعتراف قانوني  بحقوق الكورد في  العراق وهو اول اعتراف  اقليمي بمطالب  القومية الكوردية وكانت هذه البداية  لاقرار الاخرين بمشروعية و حقوق  الشعب  الكوردي .. وقال الكاتب و الصجفي المصري المعروف ”  محمد  حسنين هيكل ” :  ان فضائل  البارزاني  من طراز الشجاعة  القديمة ، حتى ان الانسان  ليعجب بسموها  الى  درجة  كبيرة .. عاش  يقود  ثورة باساليب  زعيم  محنك ،  ولكن  بلا غاية  ،  سوى الكبرياء  و الاستقلال ” يقول استاذ التاريخ الدكتور ” ابراهيم العلاف – نقلا عن احمد الدباغ – الجزيرة نت 14 / 3/ 2021 ” في وصفه للبارزاني ” … انه كان شجاعا و ذكيا و أحسن القنص و الصيد منذ نشأته ، كما انه انغمس مبكرا في القضية الكوردية و كرس حياته لها من خلال نشأته مع اخيه و ترؤسه للمباحثات مع الدولة العراقية ابان الاحتلال البريطاني للعراق ”   يقول ” زنكنه ”  جزير نت  – نفس المصدر السابق ” ان تاريخ الشعب الكوردي لم يشهد قائدا متحمسا لقضيته كمصطفى البارزاني حيث كان يتمتع  بعلاقات جيدة مع كثير من السياسيين العرب ” كجمال عبد الناصر ”  و الزعيم اللبناني ” كمال جنبلاط ” وملك الاردن ” الحسين بن طلال ” فضلا عن مراسلاته مع ملك السعودية ” عبد العزيز ” … وقالت الكاتبة الكوردية  ” سندس  النجار ” بمناسبة ميلاد القائد ” مصطفى البارزاني 14 / 3 / 1903  ”  العظماء  لا يموتوا  وان رحلوا ” صوت كوردستان 16 / 3 / 2019 .. اما بالنسبة لنظام تدريب ” البيشمركه ”  يذكر بعض المراسلين و الرحل الذين زارو كوردستان والتقوا مع القائد البارزاني و شاهدوا تدريبات البيشمركه  ابان الحرب العراقية على كوردستان .. قالوا ان البيشمركه  يتدرب بشكل عنيف و شديد و هم يحملون اسلحتهم الحربية وكانوا يتدربون  بهدف بناء اجسام قوية و صلبة يمكن مقاومة طبيعة و تضاريس كوردستان المعقدة و الجبال العالية والمناخ البارد من جانب والدفاع عن ارض بلادهم كوردستان وكان من ضمن تدريباتهم المشي لمسافات طويلة وتسلق المرتفعات وعبور المناطق الوعرة  فضلا عن تدريبات قتالية و كان القائد البارزاني يمارس ايضا العاب التسلية و الترويح النفسي مثل لعبة ” الشطرنج ” و الفروسية  فضلا عن المشي  وتسلق قمم عالية مع جنوده وهم جميعا بالقيافة العسكرية واكد  القيادي و المناضل ” علي السنجاري ” في احدى محاضراته مع جمع من الطلبه الكورد والعرب في براغ عام 1963 ” ان البيشمركه  بمفرده كان  يعادل 10 جنود  في  القتال المباشر ، و كانوا يشدون انفسهم بالاحجار الثقيلة كي يثبتوا في مواقهم في ساحات القتال ” كنت انذاك احد الحاضرين في تلك المحاضرة ” واكد على الملاحم البطولية  للبيشمركه  بقيادة ” القائد البارزاني ” ونجله الشجاع ” ادريس البارزاني ” و أضاف ايضا   الى اهتمام القيادة الكوردية بالاعداد البدني و النفسي والفكر الوطني  للبيشمركه البواسل انذاك  ، وفي الجانب الاخر تحدث ” المناضل ” السنجاري ” عن صفات وشخصية البارزاني  فقال  : لايمكن  لنا مقارنة البارزاني  ببعض القادة  الاخرين  من حيث الشجاعة الميدانية و المعنوية  العالية  والذي كان يتمتع به هذا القائد .. كان صبورا على تحمل الصعاب  و المشاق  و المعاناة و كان ايمانه قوي و ثابت و عميق بحقوق الامة الكوردية في كوردستان مستقل ، و تطرق  الكاتب الروسي ” ميدفيدف ” الذي زار كوردستان في الستينيات ابان الحرب و المعارك الى القدرات القتالية للبيشمركه  و وصفهم  ” بالشجعان الذين لا يهيبهم الموت  ” دفاعا عن قائدهم البارزاني وعن ارض كوردستان  ، وقال الرئيس الكوبي الراحل ” فيدل كاسترو ” : الاتراك حمقى لانهم احتلوا دولة شعبها لا يمل ولا يضعف .. وقال الملك السعودي الراجل ”  عبد العزيز آل سعود ”  : الاكراد لا تحتاج الى رجال فرجالها اهل ثبات  ، وقال ”  كيسنجر ”  وزير خارجية امريكا الاسبق : لا يوجد ولم اجد في حياتي أعند من الرجال الاكراد  .. هذا غيض من فيض عن اوصاف وقدرات قائد الامة الكوردية  المناضل ” الملا مصطفى البارزاني ”                              .
الموت والخزي و العار للطغاة الظالمين … عاشت الامة الكوردية …  عاشت كوردستان حرة و مستقلة .
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here