في ذكرى البرجين دفاعا عن الأمتين العربية والاسلا

محمد سيف الدولة

[email protected]

·       انا مواطن عربي مسلم من مصر، وانا لست ارهابيا.

·       انا ارفض وأدين ما حدث من تفجير لبرجى نيويورك فى 11 سبتمبر 2001، وان كان كثيرون فى العالم وليس فى بلادى فقط لا تزال تساورهم الشكوك حول الفاعل الحقيقى، وعن دوافعه وعن المستفيد، خاصة بعد إتخاذ ما حدث كذريعة لغزو المنطقة واحتلال افغانستان والعراق.

·       ولكن أيا كان الذى يقف وراءه، فهى جريمة مدانة بشدة، فما ذنب كل هؤلاء الضحايا الابرياء؟

·       ولكنى من ناحية أخرى ومعى مئات الملايين من المسلمين ومن غير المسلمين، نرفض رفضا قاطعا ما حدث بعدها وعلى امتداد عشرين عاما، من وضع كل العرب والمسلمين فى دائرة الاشتباه الى ان يثبتوا العكس.

·       كما نرفض ونغضب بشدة بل ونعادى كل من يدعى تصريحا او تلميحا بان الاسلام دين ارهابى.

·       فالاسلام أبعد ما يكون عن ذلك، كما انه بالنسبة الينا ليس دينا فقط وانما هو هوية حضارية ايضا.

·       فالفتح العربى الاسلامى هو الذى حررنا فى مصر وكل المنطقة من الاستعمار الاوروبى الذى استمر لأكثر من الف عام متصلة، وهو الاحتلال الذى بدأ بغزو الاسكندر الاكبر عام 332 قبل الميلاد ثم بخلفائه البطالمة ثم الرومان فالبيزنطيين، الى ان تحررنا تماما فى مصر على يد عمرو بن العاص 640ـ642م وهو ما تكرر فى تواريخ قريبة ومتزامنة مع كل البلاد الواقعة على مشارقنا ومغاربنا.

·       وهو الذى قام بعد تحريرنا بصهرنا جميعا كشعوب وجماعات وقبائل فى بوتقة واحدة لقرن او قرنين لتخرج منها امة عربية وليدة كان لها شأن كبير لقرون عديدة.

·       ولذلك فان الاسلام يمثل بالنسبة لشعوبنا مسلمين كنا أو مسيحيين العامود الفقرى فى هويتنا الحضارية.

·       فكما ان للعقيدة المسيحية الدور الأكبر فى تكوين الهوية الحضارية للغالبية العظمى من الامم الاوروبية، بعد أن نجحت الكنيسة فى هداية واستقطاب القبائل الجرمانية الوثنية المنتصرة التى اجتاحت اوروبا.

·       وكما أن العقائد الهندوسية والبوذية والكونفوشيوسية تحتل مكانات بارزة ومركزية فى تكوين الشخصة الوطنية فى الهند والصين واليابان ومجتمعات متعددة فى جنوب شرق آسيا.

·       فان الاسلام هو كذلك وأكثر بالنسبة الينا، فهو الركن الاساسى فى بنائنا الحضارى فضلا عن كونه الدين الذى يؤمن به غالبية المواطنين فى بلادنا العربية.

·       ولذلك فاننا نعتبر الهجوم عليه ليس عدوانا على عقيدتنا الدينية فحسب، بل هو استهداف لوجودنا القومى والوطنى ذاته.

·       كما اننا نعلم أن اتهام الاسلام بانه يحض على الارهاب، هو ادعاء مزعوم ومضلل يخفى وراءه الخوف الاستعمارى المزمن من أى أديان او عقائد او ايديولوجيات ترفض الاحتلال والظلم والاستعباد وتحض اتباعها على عدم الاستسلام أمام اختلال موازين القوى، وعلى الدفاع عن أنفسهم وعن ديارهم فى مواجهة كل من يعتدى عليهم.

·       وهل هناك حث على المقاومة ةتحريض عليها، أكثر من دين أو عقيدة تُذَّكر الناس وتطمئنهم بأن “الله أكبر” من الجميع، وتنهاهم عن “الخوف” من سواه مهما بلغت درجة قوته أو جبروته، وان قلة صغيرة على حق، قادرة على هزيمة كثرة قوية ظالمة ومعتدية.

·       ونحن نعلم انكم لم تنسوا ولم تغفروا لنا ابدا، الهزائم الكاسحة التى اوقعناها بأجدادكم من الغزاة الفرنجة والصليبيين 1096ـ1291، ولا تلك الانتصارات التى حققتها حركات الاستقلال الوطنى فى مواجهة الاستعمار الحديث بعد الحرب العالمية الثانية.  

·       ونحن نعلم ايضا ان مقاومة الشعوب العربية والاسلامية لكم فى فلسطين ولبنان والعراق وايران وافغانستان وغيرها، ورفضها الخضوع امامكم على العكس من عديد من انظمة العالم وحكامه، يشكل عقبة كبرى امام مشروعكم التاريخى لسيادة العالم والهيمنة عليه.

·       ونحن نعلم قبل كل ذلك وبعده كم أنتم عنصريون، ليس فقط تجاه شعوبنا، وانما تجاه كل شعوب الارض من غير الجنس الابيض.

·       ونعلم أن كل هذا وغيره، وراء استهداف الأمتين العربية والاسلامية ووضعهما على رأس قائمة أعدائكم.

***

أنا مواطن عربي مسلم من مصر، وانا لست ارهابيا، ولكنى انسان وطني حر ارفض كل أشكال الاستعمار والاستعباد.

*****

القاهرة فى 11 سبتمبر 2021

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here