أمريكا تكرم ضحايا 11 سبتمبر في الذكرى العشرين للهجمات

الأحد ١٢ ٢٠٢١

نيويورك‭ ‬‭ ‬الوكالات‭: ‬أحيت‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬أمس‭ ‬الذكرى‭ ‬الـ20‭ ‬لاعتداءات‭ ‬11‭ ‬سبتمبر‭ ‬في‭ ‬مراسم‭ ‬رسمية‭ ‬بعد‭ ‬انسحاب‭ ‬القوات‭ ‬الأمريكية‭ ‬من‭ ‬أفغانستان‭ ‬الذي‭ ‬تخللته‭ ‬الفوضى‭ ‬وعودة‭ ‬طالبان‭ ‬إلى‭ ‬السلطة‭. ‬

وعند‭ ‬النصب‭ ‬التذكاري‭ ‬للضحايا‭ ‬في‭ ‬نيويورك‭ ‬جرى‭ ‬الوقوف‭ ‬دقيقة‭ ‬صمت‭ ‬عند‭ ‬الساعة‭ ‬8‭:‬46‭ ‬صباحا‭ (‬12:46‭ ‬ت‭.‬ج‭)‬،‭ ‬وهو‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬اصطدمت‭ ‬فيه‭ ‬أول‭ ‬طائرة‭ ‬مخطوفة‭ ‬ببرج‭ ‬التجارة‭ ‬العالمي‭. ‬

ثم‭ ‬بدأ‭ ‬أقارب‭ ‬الضحايا،‭ ‬العديد‭ ‬منهم‭ ‬وهم‭ ‬يذرفون‭ ‬الدموع،‭ ‬بتلاوة‭ ‬أسماء‭ ‬من‭ ‬قتلوا‭ ‬في‭ ‬الهجمات‭ ‬خلال‭ ‬الحفل‭ ‬الذي‭ ‬حضره‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬جو‭ ‬بايدن‭ ‬والرئيس‭ ‬الأسبق‭ ‬باراك‭ ‬أوباما‭ ‬وأقيم‭ ‬تحت‭ ‬حراسة‭ ‬أمنية‭ ‬مشددة‭. ‬

وحلت‭ ‬الذكرى‭ ‬العشرون‭ ‬بعد‭ ‬انسحاب‭ ‬القوات‭ ‬الأمريكية‭ ‬من‭ ‬أفغانستان‭ ‬بشكل‭ ‬نهائي،‭ ‬لكن‭ ‬الخلافات‭ ‬والصعوبات‭ ‬السياسية‭ ‬التي‭ ‬يواجهها‭ ‬بايدن‭ ‬تلقي‭ ‬بظلالها‭ ‬على‭ ‬أي‭ ‬شعور‭ ‬بأنه‭ ‬تم‭ ‬طي‭ ‬الصفحة‭. ‬

وفي‭ ‬تسجيل‭ ‬مصوّر‭ ‬نشر‭ ‬عشية‭ ‬الذكرى،‭ ‬حض‭ ‬بايدن‭ ‬الأمريكيين‭ ‬على‭ ‬الوحدة‭ ‬التي‭ ‬تعد‭ ‬‮«‬أعظم‭ ‬نقطة‭ ‬قوة‭ ‬لدينا‮»‬‭. ‬وقال‭ ‬في‭ ‬رسالة‭ ‬من‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض‭ ‬مدّتها‭ ‬ست‭ ‬دقائق‭: ‬‮«‬بالنسبة‭ ‬إلي،‭ ‬هذا‭ ‬الدرس‭ ‬الرئيسي‭ ‬من‭ ‬11‭ ‬سبتمبر‭: ‬في‭ ‬أكثر‭ ‬لحظات‭ ‬ضعفنا‭ ‬وفي‭ ‬التجاذبات‭ ‬التي‭ ‬تجعلنا‭ ‬بشرا‭ ‬وفي‭ ‬المعركة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬روح‭ ‬أمريكا،‭ ‬الوحدة‭ ‬هي‭ ‬أعظم‭ ‬نقطة‭ ‬قوة‭ ‬لدينا‮»‬‭. ‬

وفي‭ ‬‮«‬جراوند‭ ‬زيرو‮»‬‭ ‬في‭ ‬نيويورك‭ ‬جرى‭ ‬الوقوف‭ ‬ست‭ ‬دقائق‭ ‬صمت‭ ‬أي‭ ‬ما‭ ‬يعادل‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬استغرقه‭ ‬ضرب‭ ‬البرجين‭ ‬وانهيارهما‭ ‬ولحظات‭ ‬تعرّض‭ ‬مقر‭ ‬البنتاجون‭ ‬للهجوم‭ ‬وتحطّم‭ ‬الرحلة‭ ‬رقم‭ ‬93‭. ‬

وقالت‭ ‬مونيكا‭ ‬إكين‭-‬مورفي،‭ ‬التي‭ ‬فقدت‭ ‬زوجها‭ ‬البالغ‭ ‬37‭ ‬عاما‭ ‬مايكل‭ ‬إكين‭ ‬في‭ ‬مركز‭ ‬التجارة‭ ‬العالمي،‭ ‬إن‭ ‬الذكرى‭ ‬هذه‭ ‬المرة‭ ‬‮«‬أكثر‭ ‬صعوبة‮»‬‭ ‬من‭ ‬العادة‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأمريكيين‭. ‬

وبالنسبة‭ ‬إليها،‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الناجين،‭ ‬فإن‭ ‬حدة‭ ‬الألم‭ ‬لم‭ ‬تخف‭ ‬رغم‭ ‬مرور‭ ‬عقدين‭. ‬وأضافت‭ ‬لفرانس‭ ‬برس‭: ‬‮«‬أشعر‭ ‬كأنه‭ (‬الاعتداء‭) ‬وقع‭ ‬للتو‮»‬‭. ‬وكبر‭ ‬جيل‭ ‬بأكمله‭ ‬منذ‭ ‬صباح‭ ‬11‭ ‬سبتمبر‭ ‬2001‭. ‬

وعلى‭ ‬الأثر،‭ ‬ألقي‭ ‬القبض‭ ‬على‭ ‬مؤسس‭ ‬تنظيم‭ ‬القاعدة‭ ‬أسامة‭ ‬بن‭ ‬لادن‭ ‬وقتل‭. ‬وشُيّد‭ ‬برج‭ ‬جديد‭ ‬شاهق‭ ‬في‭ ‬مانهاتن،‭ ‬حل‭ ‬مكان‭ ‬البرجين‭. ‬وقبل‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬أسبوعين،‭ ‬غادر‭ ‬آخر‭ ‬الجنود‭ ‬الأمريكيين‭ ‬مطار‭ ‬كابول،‭ ‬مسدلين‭ ‬الستار‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬عرف‭ ‬بـ«الحرب‭ ‬الأبدية‮»‬‭. ‬

لكن‭ ‬طالبان،‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬في‭ ‬الماضي‭ ‬توفر‭ ‬ملاذا‭ ‬لبن‭ ‬لادن،‭ ‬عادت‭ ‬إلى‭ ‬السلطة‭ ‬في‭ ‬أفغانستان‭. ‬وفي‭ ‬خليج‭ ‬جوانتنامو،‭ ‬مازال‭ ‬العقل‭ ‬المدبّر‭ ‬للاعتداءات‭ ‬خالد‭ ‬شيخ‭ ‬محمد‭ ‬بانتظار‭ ‬محاكمته‭ ‬مع‭ ‬أربعة‭ ‬متّهمين‭ ‬آخرين،‭ ‬وذلك‭ ‬بعد‭ ‬تسع‭ ‬سنوات‭ ‬على‭ ‬توجيه‭ ‬التهم‭ ‬إليهم‭. ‬

ولا‭ ‬تزال‭ ‬الرواية‭ ‬الكاملة‭ ‬لكيفية‭ ‬شن‭ ‬الاعتداءات‭ ‬سرية‭. ‬وأمر‭ ‬بايدن‭ ‬الأسبوع‭ ‬الماضي‭ ‬بنشر‭ ‬وثائق‭ ‬سرّية‭ ‬من‭ ‬التحقيق‭ ‬الذي‭ ‬أجراه‭ ‬مكتب‭ ‬التحقيقات‭ ‬الفدرالي‭ (‬إف‭ ‬بي‭ ‬آي‭) ‬خلال‭ ‬الاشهر‭ ‬الستة‭ ‬المقبلة‭. ‬

وفي‭ ‬‮«‬جراوند‭ ‬زيرو‮»‬،‭ ‬قتل‭ ‬2753‭ ‬شخصا‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬عديدة‭ ‬في‭ ‬الانفجارات‭ ‬الأولى‭ ‬أو‭ ‬عندما‭ ‬قفزوا‭ ‬من‭ ‬النوافذ‭ ‬أو‭ ‬فقدوا‭ ‬لدى‭ ‬اندلاع‭ ‬النيران‭ ‬في‭ ‬البرجين‭ ‬المنهارين‭. ‬

وفي‭ ‬البنتاجون،‭ ‬خلّفت‭ ‬طائرة‭ ‬مخطوفة‭ ‬اصطدمت‭ ‬بالمقر‭ ‬فجوة‭ ‬اشتعلت‭ ‬فيها‭ ‬النيران،‭ ‬ما‭ ‬أسفر‭ ‬عن‭ ‬مقتل‭ ‬184‭ ‬شخصا‭ ‬في‭ ‬الطائرة‭ ‬وعلى‭ ‬الأرض‭. ‬

أما‭ ‬في‭ ‬شانكسفيل‭ ‬في‭ ‬بنسلفانيا،‭ ‬فقد‭ ‬تحطّمت‭ ‬طائرة‭ ‬الرحلة‭ ‬رقم‭ ‬93‭ ‬للخطوط‭ ‬الجوية‭ ‬المتحدة‭ ‬‮«‬يونايتد‮»‬‭ ‬في‭ ‬حقل‭ ‬عندما‭ ‬قاوم‭ ‬ركّابها‭ ‬الخاطفين،‭ ‬قبل‭ ‬بلوغ‭ ‬هدفها‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬على‭ ‬الأرجح‭ ‬مقر‭ ‬الكابيتول‭ ‬في‭ ‬واشنطن‭. ‬

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here