حكومة بغداد تكرم الرئيس الذي اهان رسول الله

حكومة بغداد تكرم الرئيس الذي اهان رسول الله

قبل عدة اشهر صرح الرئيس الفرنسي بكل وقاحة امام الاعلام العالمي بانه مع حرية التعبير والراي التي تهاجم الاسلام. اي ان الاعلام عنده حر دون اية قيود شرط ان يسب ويشتم ويشوه رسول الله والمسلمين فقط. فقد سبق ان شجع رسوم مهينة تنتقص من رسول الاسلام ولا يمكن ان يقبل بمحتواها اي شخص سوي. لقد بارك الرئيس الفرنسي الرسوم المسيئة التي صورت رسول الله عاريا. بل دعى الى نشرها في الاماكن العامة في ارجاء فرنسا. اضافة الى ذلك فقد سبق ان وصف رئيس الجمهورية مسلمي فرنسا بالانعزالية. واشاع مع غيره من المتعصبين مفهوم الارهاب الاسلامي.
يبدو لاول وهلة بان رئيس الوزراء العراقي شكر تطاول الرئيس الفرنسي على رسول الله عندما وقع عقد معه لصالح شركة توتال للتنقيب عن النفط في كركوك وباقي انحاء العراق. انها هدية مجانية من رئيس وزراء مسلم لشخص شتم وسب عقيدة اكثر من ملياري مسلم. اذ يعتبر الرئيس ماكرون هو الوحيد في العالم اجمع الذي شجع وساند الرسوم المسيئة. ولم يقدم حتى اعتذار روتيني لموقفه المعادي لرسول الله والمسلمين.
لم يكن رئيس الوزراء العراقي مجبرا لتوقيع عقد مع من لا يحترم العقيدة الاسلامية ورسولها. مع العلم بان هناك بدائل لتوقيع عقود مع دول اخرى تمتلك تكنولوجيا افضل بكثير من التكنولوجيا الفرنسية في مجال التنقيب على النفط كاليابان وامريكا وبريطانيا والصين.
يبدو ان الوهن والذل والمسكنة وصلت بالحكام العرب المسلمين درجة بحيث اصبحوا يحترمون من يهينوهم ويستصغروهم. لقد سبق جرب الصهاينة هذه السياسية معهم فكانت النتائج مدهشة. بحيث اضحى الحكام العرب يحترمون من يذلهم ويحتقرهم. فيتنازلوا ويستسلموا اكثر مما مضى بلا قيد ولا شرط. عممت نتيجة لذلك هذه السياسة العنيفة تجاه أولئك الحكام وتبنتها كل من امريكا وفرنسا وبريطانيا وروسيا وغيرها من البلدان الاوربية.
على الرغم من علم الحكام العرب بان الرسوم المسيئة لرسول الله عارية عن الصحة وتستند على اكاذيب وافتراءات لم يقر بها اي مؤرخ منصف. مع كل هذه السياسات العدوانية للرئيس الفرنسي ضد المسلمين نراه يذهب الى لبنان ويستقبل هناك بالاحضان. حيث فرض عليهم روّآه كولي امر على المسؤولين فيها. وفعل كذلك مع قادة تونس والمغرب والامارات.
جاء دور العراق وحكومته الولائية لامريكا وايران. هذه الحكومة المنبوذة من لدن شعبها وتبحث عن دور ما. استغل الرئيس الفرنسي هذه الظروف ليخرجها من عزلتها فزار العاصمة العراقية لهدف اقتصادي بحت. لينال عقدا نفطيا سخيا فرط بثروة العراق لصالح فرنسا. دون ان يتجرأ اي من المسؤولين العراقيين ان يطلب منه ولو لرفع العتب. اعتذارا رسميا يعتذر فيه لما صدر منه من اساءة للاسلام.
ان حكام بغداد يعلمون علم اليقين الضجة الشعبية العالمية ضد سياسة فرنسا المناهضة للاسلام. لقد سمعوا تشجيع رئيسها للرسوم المسيئة التي سمح لنشرها في الاماكن العامة. كانت هذه السياسات تهدف لارهاب المسلمين واهانة رسولهم. لو كان للحكام العرب احترام لهويتهم ودينهم لقطعوا العلاقات مع فرنسا. لكن كما يقول الشاعر العربي انك اسمعت لو ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي. انهم فقدوا احترام هويتهم فضاعوا وضيعوا شعوبهم.
لا توجد دولة في العالم تقبل ان يسب احد رموزها حتى لو كانوا مجرمين كنابليون وستالين وغيرهما. لكن حكامنا لا تضيرهم الرسوم التي تسب وتقذف وتشتم رمز عقيدتهم الاسمى رسول الله. علما بان رسولهم هو الذي اخرجهم من الظلمات الى النور وهو الذي جعلهم اسياد الامم عندما كانوا يسيرون على نهجه وقت فجر الاسلام.
د. نصيف الجبوري

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here