ماذا لو ؟

ماذا لو ؟

الانتخابات على الأبواب ، وحديث الشارع يدور حول عدة مواضيع ، أهمها بقاء نفس الوجوه ، ولعل حلم التغير أشبه بالمهمة المستحيلة ، بدرجة وصلت الأمور إلى المطالبة بمقاطعة الانتخابات القادمة ، لكن دائما يبقى بصيص من الأمل نحو التغير والإصلاح .
أيام الدعائية الانتخابية بدأت ، وشعارات الأمس ووعود الغد ، أصبحت معروفة من الجميع ، والوقع صورة حقيقة تعكس ما ألت إليه الأمور ، من دمار ومشاكل لا تعد ولا تحصى ، والبلد يسير بقوة واقتدر نحو الهاوية ، وساسة الحكم ماضون في نهجهم المعهود ،على الرغم اعتراف اغلبهم بالخطأ ، و إعطاء الغير فرصة بالتغير معدومة أو لا توجد مطلقا في حساباتهم .
فرضية التغيير ( بصيص الأمل ) يكمن في وصول شخصيات جديدة على العملية السياسية ، ودخولها قبة البرلمان ، معروفة بنزاهتها وذو خبرة وكفاءة ، لتكون بين المطرقة والسندان ، بين ضغط وأمل الشارع بيها بالتغيير والإصلاح ، وبين حيتان الحكم ونفوذها ، لتبدأ معركة إنقاذ ما يمكن إنقاذه ، أشبة بقيام الحرب العالمية الثلاثة بين القوى العظمى .
لو افترضنا إن عددهم سيكون مئة نائب أو أكثر بقليل ، ويشكلون بينهم تحالف أو جبهة وطنية ،ليكون ضمن فريق عمل واحد ، من مختلف الشرائح والتوجهات ، لتكون خططهم أو مشاريعهم الإصلاحية ، تصدم بسدود أنشئت من قبل الأحزاب الحاكمة ، وقضية كسرها أو إزالتها ، بحاجة إلى قنابل نووية أو ذرية ، وأكثر من ذلك بكثير جدا .
الرد الطبيعي من الطرف الأخر ، لن يكون باستخدام القوة أو التهديد بيه في بادي الأمر ، بل سيكون ضمن إطار الدستور والقانون ،ولا يخالفهم أو يتعارض معهم ، لأنهم أهل خبرة في عرقلة أو تأخير أو تأجيل القرارات ، أو حتى إلغاءها ،والتي لا تتعارض مع مصالحهم ، ويعرفون من أين تأكل الكعكة ، لتعود كل الأمور إلى نقطة بداية ، ونبقى نسمع التصريحات التي لا تقدم ولا تأخر ، والخاسر الوحيد من هذا الصراع شعبنا الذي يظل يدفع الثمن الذي لا يتوقف على نقص الخدمات وحسب ، لان دماء الأبرياء تضاف إلى قائمة الثمن الباهظ,
أساليبهم ستكون متعددة ، منها كسر النصب الجلسة أو عدم اكتماله ، ومناقشة إي مشروع سيستغرق شهور طويلة ، والتأجيل والمساومات مع الآخرين ، ولو تأزمت الأمور يكون اللجوء إلى المحكمة الاتحادية ، وهي بدورها تعمل وفق الدستور والقانون ، ومن وضعهما (الإستاد الكبير) ، حساباته للأمور دقيقة وحاسب لها إلف حساب ، كل المسائل تجري ضمن نطاق سيطرته ، متى يشرع القانون أو لا يشرع ، وقاعدة التوافق و المحصصه ، لا يمكن تجاوزها أو تجاهلها ، لأنها أساس بناء الدولة العراقية المعاصرة ,
حقيقة لا يختلف عليها اثنان ، لدى اغلب القوى الحاكمة اليوم ، فصائل أو مجموعات مسلحة مرتبطة بيه ، ستكون ورقة ضغط أو تهديد ضد المنقذون الجدد ، وهم لا يمتلكون هكذا قوة ، ليصعب عليهم مواجهتها ومقارعتها ، لأنها أداة فعالة و مؤثرة جدا عليهم ، لنكون إمام أزمات صعبة ، وقد يتعقد الأمر أكثر من ذلك ، لتظل الحلول الترقعيه هي المفروضة ، ونتائجها السلبية على الواقع ,
ولعل كما ما مرر لا يشكل نسبة 10% من مشاكل لأصحاب راية التغيير ، لان الخصم اللدود في هذه المرحلة هي الأيدي الخارجية ، وتدخلها في الشأن الداخلي في أدق تفاصيل ، معروف من الجميع ، لذا إي مشروع يتعارض مع مخططاتهم أو ضد حلفاءهم ، مصيره الموت قبل ولادته ، وهم سيتحملون عبء هذا الأمر الوخيم ، لنشهد التنازلات والقبول بما يتوافق عليه الآخرين، كما جرت عليها العادة ,
ما يجري اليوم من دعائية واستعداد للانتخابات ، عبارة عن مسلسل من حلقات متسلسلة معروف نهايته ، وإبطالها ومخرجها الخارجي ، وأساس العملية السياسية وقواعدها ، وضعته جهات باحترافية ومهنية عالية جدا، وفق مصلحها ومخططاتها ، وفرضية التغيير محكوم عليها بإعدام مسبقا ، إلا ما حدثت متغيرات أو مفاجآت كبرى ، وأمر التغيير والإصلاح المطلوب من الجميع ، لا يتحقق فقط بالمشاركة أو المقاطعة ، وانتخاب الكفاءات الوطنية ، لان قضيتنا بحاجة إلى ثورة حقيقة إصلاحية من كافة الشعب ، أشبه بثورة العشرين ضد المحتل وعملاءهم ، لوضع نقطة بداية ، مبنية على أسس صحيحة ووفق مصلحة البلد و أهله .

ماهر ضياء محيي الدين

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here

By continuing to use the site, you agree to the use of cookies. more information

The cookie settings on this website are set to "allow cookies" to give you the best browsing experience possible. If you continue to use this website without changing your cookie settings or you click "Accept" below then you are consenting to this.

Close