4 صواريخ تستهدف فصائل مسلحة تنقل النحاس والسكراب وسلاح إلى سوريا

بغداد/ تميم الحسن

يرجح مقتل بين 3 الى 6 مسلحين بأحدث قصف على فصائل مسلحة عند الشريط الحدودي بين العراق وسوريا، قد يكون بينهم عناصر من جماعة مسلحة عراقية معروفة، فيما نفت واشنطن علاقتها بالحادث.

ودمرت فجر الاربعاء طائرات -هويتها مازالت مثار تشكيك- مجموعة عجلات عسكرية تحمل شحنات تهريب –اختلف في تحديد نوع المادة المهربة- من العراق الى سوريا قريبة من بلدة القائم في غربي الانبار.

وجاء الحادث عقب 3 ايام فقط من هجوم بطائرات مسيرة على القاعدة الامريكية في اربيل يعتقد انه وراءه فصائل مسلحة، ما قد يفسر بانه رد فعل على الهجوم الاخير، خصوصا ان القصف طال نفس الجماعات المتهمة.

ولم يصدر عن الحكومة العراقية حتى نهار امس اي تعليق عن الحادث، لكن كتلة شيعية قريبة من الحشد وصفت الحادث بـ”الاعتداء الآثم”، واكدت ان الهجوم استهدف “الحشد الشعبي”، مايعني ان الحادث وقع داخل الاراضي العراقية.

وعادة لايطلق وصف “الحشد” على الفصائل التي تقاتل خارج العراق، على الرغم من ان نسختها العراقية موجودة داخل الهيئة وتستلم رواتب واسلحة من الحكومة، ويستخدم بدلا عن ذلك مصطلح “مقاومة”.

وجرى تنافس محموم بين الحكومة وفصائل مسلحة في عمليات التحرير ضد “داعش”، للسيطرة على الحدود الغربية للبلاد مع وصول الفصائل “النسخة السورية” من الجهة الاخرى. واستهدفت منذ ذلك الوقت غارات، أغلبها مجهولة، عدة مرات تلك المواقع، بينما أخذت الحكومة العراقية موقف الحياد، واعتبرت ان الحوادث جرت خارج أراضيها.

سقوط ضحايا

مصدر في القائم اكد لـ(المدى) ان “طائرات لم تعرف هويتها بالتحديد قصفت فجر الاربعاء 3 شاحنات عسكرية نوع كنتر باربعة صواريخ قرب القائم غربي الانبار”، مرجحا ان “تلك الشاحنات كانت تحمل اسلحة متجهة الى سوريا”.

وفي عام 2016 وجدت فصائل طريقها الى عكاشات والقائم في غربي الانبار مع الحدود السورية، حيث يتربط العراق مع جارته الغربية بشريط طوله يبلغ اكثر من 600 كم، وتشير معلومات الى قيام تلك الجماعات بعمليات تهريب متعددة.

المصدر اشار الى ان “القصف قد يكون طال فصائل كتائب حزب الله المتواجدة بشكل كثيف في القائم”، ورجح ان عدد القتلى في الهجوم هم “6 اشخاص”، لكنه لا يعرف بالتحديد عدد العراقيين منهم.

وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان، افاد امس، بمقتل 3 من أفراد الحشد الشعبي العراقي نتيجة الاستهداف الجوي عند الحدود السورية العراقية. وقال المرصد إن عدد القتلى مرشح للارتفاع لوجود جرحى بعضهم في حالات خطرة، بينما لا تزال هوية الطائرات المسيرة التي استهدفت آليات وشاحنات للحشد الشعبي بريف البوكمال مجهولة.

وفي وقت سابق، قال المرصد إن طائرات مجهولة استهدفت بوابة عسكرية تتبع مجموعات إيرانية مسلحة في ريف البوكمال على الحدود السورية العراقية.

وأشار المرصد إلى أن القصف “دمر عدة سيارات تابعة للميليشيات الإيرانية بعد دخولها من العراق إلى سوريا عبر الممرات غير الشرعية”، وأن “أربعة صواريخ أطلقت من الطائرات المسيرة”.

وأشار المرصد إلى دخول “دفعة جديدة من الصهاريج المحملة بالمحروقات إلى الأراضي السورية قادمة من العراق”، بواقع نحو 39 صهريجا عبر المعابر الخاضعة لسيطرة الميليشيات التابعة لإيران في الميادين والبوكمال بريف دير الزور الشرقي”.

هوية الطائرات المهاجمة

لكن منصات رقمية مقربة من الفصائل، قالت ان الهجوم نفذ بـ”طائرات امريكية مسيرة” نوع JDAM””، واخرى قالت انها “اف 15″، وادت الى تدمير كاميرات حرارية يستخدمها الحشد لمراقبة تحركات تنظيم “داعش” على الحدود مع سوريا.

وجرى الحادث عقب 3 أيام من استهداف مسيرات القاعدة الامريكية قرب مطار اربيل، حيث سمعت السبت الماضي 5 انفجارات في المنطقة، فيما لم تسجل اي اضرار بشرية او مادية في الحادث.

بدوره نفى المتحدث باسم عملية “العزم الصلب” ضمن التحالف الدولي لمحاربة “داعش”، واين ماروتو، الثلاثاء، شن القوات الأميركية أية غارات جوية علي مواقع تابعة للمليشيات الإيرانية قرب الحدود السورية العراقية.

وقال ماروتو في تغريدة: “قوة المهام المشتركة – عملية العزم الصلب تؤكد أننا لم نقم بشن غارات جوية في البوكمال بتاريخ 14 سبتمبر(أيلول) عام 2021”.

والحادث هو الثاني من نوعه في هذا العام، حيث قصفت طائرات امريكية مواقع تابعة لكتائب حزب الله وكتائب سيد الشهداء في حزيران الماضي، وقبلها في شباط، بعد أنباء عن تورط فصائل في قصف قاعدة عين الاسد، وقاعد امريكية في سوريا.

“الفتح” يذكر بموعد انسحاب الأمريكان

بالمقابل لم يرد اي تصريح من الحكومة على الحادث، لكن تحالف الفتح، بزعامة رئيس منظمة بدر هادي العامري، عبر عن ادانته للقصف الذي قال انه تعرض له الحشد الشعبي على الحدود العراقية- السورية.

وقال التحالف في بيان امس انه “ندين بأشد العبارات، الاعتداء الآثم الذي تعرضت له قواتنا المسلحة من أبناء الحشد الشعبي في الحدود العراقية السورية”.

واضاف ان “تكرار الاعتداءات السافرة على السيادة العراقية يستدعي موقفاً صريحاً من الجميع الحكومة العراقية ومجلس النواب لحفظ السيادة وتأمين الحماية الكاملة لأبنائنا من خلال تحديد الدول المسؤولة عن هذه الاعتداءات ومواجهتها بجميع السبل الكفيلة بحفظ الكرامة وحماية الحدود وصون الدماء الزكية لابنائنا”.

واشار الى ان “اكتمال انسحاب القوات الاجنبية من الأراضي العراقية، هي الخطوة الكفيلة بمنع التجاوز على سيادة العراق ودماء ابنائه”.

ودعا التحالف “الجميع الى الوحدة والتكاتف لحماية الوطن وسيادته المستهدفة لاسيما وان الكيان الصهيوني يبدو قد ارعبه قرار الحكومة العراقية باعادة ٣٠ ألف من ابنائها في الحشد الشعبي الى الخدمة”.

القصف خارج المدن

وكانت مصادر قد ذكرت في وقت سابق لـ(المدى) ان الحكومة العراقية طلبت من واشنطن “عدم ارباك الاوضاع” في الداخل بالرد على الفصائل، خصوصا مع اقتراب الانتخابات، ولذلك تلجأ الولايات المتحدة بالقصف على الشريط الحدودي.

من جهته ينفي كريم الكربولي، وهو عضو سابق في مجلس محافظة الانبار ممثلا عن القائم، حدوث أي قصف داخل مدينة القائم.

ويقول الكربولي وهو مرشح عن الانبار لـ(المدى): “لم نسمع بحدوث تفجيرات في مدينة القائم”، مرجحا ان تكون خارج الأراضي العراقية، فيما اكد ان الفصائل والجيش متواجدين على بعد 10 كم من القائم الى الحدود مع سوريا.

وتسيطر بعض الفصائل على طريق يمتد لعشرات الكيلومترات من غربي الانبار الى الحدود السورية، بالاضافة الى سيطرتها على منفذ حدودي غير تابع للحكومة العراقية، بحسب المصدر المطلع في القائم.

ويضيف المصدر الذي طلب عدم كشف هويته ان “هناك نحو 150 كم من ناحية البغدادي، غربي الانبار، الى الحدود مع سوريا يخضع بشكل تام لفصائل مسلحة تنقل فيه انواع البضائع والسلاح دون ان تعترضها أية جهة”.

وبين المصدر ان “أغلب الشاحنات تنقل سكراب حديد ونحاس ومستلزمات الزراعة من مرشات وغيرها الى سوريا، بالاضافة الى السلاح عن طريق منفذ السكك الذي لايخضع لسيطرة الحكومة العراقية وانما للفصائل”.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here