خطيب مدرسة الإمام الخالصي يؤكد على ان خلاص العراق يكون بتنحي الساسة عن السلطة…

Image preview

 وبناء مشروع عراقي ينبثق من ايدي عراقية صادقة في القول والعمل

 بيّن فضيلة الشيخ علي الجبوري؛ عضو الهيئة العلمية لمدرسة الإمام الخالصي خلال خطبة الجمعة في مدينة الكاظمية المقدسة، بتاريخ 10صفر الخير 1443هـ الموافق لـ 17 أيلول 2021م، سعى الإسلام إلى بناء المجتمع على أسس صحيّة صحيحة، من خلال منظومة أخلاقية راقية ضمن أحكامه وتشريعاته، تعطي للإنسان حقه ومكانته، وتبني له شخصيته، وترفعه عن السفالة والوضاعة في التصرفات؛ حتى يكون مؤهلاً لحمل الرسالة الإسلامية الى العالم كافة.

وتابع قائلا: ان الإسلام حارب الامراض المجتمعية بقوة وحذّر منها أشد التحذير، وأهمها (النفاق)؛ لأنه مرض خطير يصيب بعض الناس، ولما يسببه من هدم للمجتمع وضياع للحقوق ووصول لأصحاب المصالح والمنافع الى غاياتهم دون استحقاق وجدارة.

وبيّن ان النفاق نوعان: الأول منه نفاق أكبر؛ وهو الذي توعد ربنا أصحابه بالدرك الأسفل من النار، وهنا نفاق أصغر وهو من تتوفر فيهم بعض صفات وأفعال النفاق الأكبر، وهذا التقسيم أساسه قول رسول الله (ص) :(أربع من كنّ فيه كان منافقاً خالصاً، ومن كانت فيه خصلة منهنّ كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها: إذا أؤتمن خان، وإذا حدث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر).

وأكد على ان مصير حامل صفات المنافقين مصير خطير، فقد قال الله تعالى في كتابه العزيز (إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا) النساء:145، والمنافق هنا من يظهر الايمان بالله وبقية عقائد الدين ويبطن ما يناقض ذلك كله أو بعضه.

وأوضح ان هناك صور عديدة من النفاق والمنافقين نراها في كل المجتمعات، فهناك بالإضافة الى النفاق الديني نفاق اجتماعي، ونفاق سياسي، وكل هذه الامراض كانت السبب في المحن والمآسي التي عاشتها الأمة وتعيشها مجتمعاتنا اليوم.

وتابع قائلاً: ان من صور النفاق الاجتماعي ما نراه من تجمعات عشائرية يعقدها المرشحين ونرى ان هؤلاء الشيوخ يهتفون للجميع، ويصفقون للجميع، ويؤيدون الجميع ما دامت الأموال تعطى لهم، ويصدقون بالوعود الكاذبة التي تقدم لهم.

وأضاف: ان من أجلى صور النفاق السياسي هو ما يقوم به المرشحين للانتخابات، تراهم يظهرون لك كل جميل ويعدونك بكل ما تريد تحقيقه، وواقع الحال أنهم يريدونك مطية للوصول الى غاياتهم ومشاريعهم النفعية.

وتابع: ان من العجب في العراق ما نراه من هذه الكثرة الكاثرة من المرشحين، فالصور ملئت الشوارع، ولم يبق فاسد وسارق وخائن له تاريخه المعروف في العملية السياسية إلا ورشح نفسه للانتخابات وبدأ يفتش عن وطن.

وانتقد صور النفاق السياسي التي نراها اليوم في عبارات وضعت مع صور المرشحين، مثل (نريد دولة، بناة الدولة، الدولة القوية، حماة الدولة وغيرها من العبارات)، ونقول لهم: أنتم كنتم ولازلتم جزء من منظومة الدولة الفاشلة التي تبحثون عنها بدعاياتكم الكاذبة، وأنتم من تسببتم في ضياع هيبتها وفقدان مكانتها على المستوى الداخلي والخارجي، ودستوركم الملغوم ألغى هذا العنوان الكبير واستبدله بعناوين ممزقة ومقسمة لهذا الكيان الواحد.

ودعا إلى الوقوف بوجه أصحاب الدعوات الزائفة من أدعياء العملية السياسية الفاشلة وفضحهم، وضرورة مقاطعتهم وقد كُشفت أوراقهم في المراحل السابقة، فلا يمكن للثعلب أن يكون حملاً وديعاً بين ليلة وضحاها، ولو أقسم بشتى لغات القسم.

وأكد على ان خلاص العراق يكون من خلال ترك الساسة العمل السياسي وتنحيهم عن السلطة، وترك الأمر إلى أهله الملخصين من أبناء العراق بمشروع عراقي ينبثق من ايدي عراقية صادقة في القول والعمل، تُخرج العراق من أزماته، وتعيد للدولة هيبتها، وللمواطن حقوقه المنهوبة، وللبلد وحدته المفقودة.

وفيما يخض التطبيع قال الشيخ علي الجبوري ان أجلى صور النفاق السياسي اليوم في عالمنا العربي هو موضوع التطبيع مع الكيان الصهيوني، فمنهم من يدّعي خدمة الحرمين، او حامي حياض المسلمين، ويعقد التحالفات مع هذا الكيان الغاصب تحت عنوان التطبيع او التعاون التجاري وغيرها، أو عقد الاتفاقيات الأمنية او التعاون الأمني مع هذا الكيان الغاصب.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here