الإنتخابات الفضيحة

عادل الخياط

في عوالم العالم العربي كثيرة هي السخريات عن الإنتخابات , سواء على الواقع المجتمعي الذي يخص البيت والمفهى والسوق وغيرها , أو في رؤية الميديا العالمية : حيث أنك تنتخب برلمان وترى الرئيس أو الملك والولي الفقيه وهُم المُتحكمون في شد الحبل في السوق – سَّوق القطيع – , سَّوق القطيع : في أي أفق يريد .. قد تقول : أن العملية هي عُرف , عُرف ديني أو قبلي ممتد في بنيان تلك الدولة أو غيرها .. لكن عموما لا بد أنها تتطور وفق التناسق مع مد وجزر المجتمعات على تأسيس المصلحة العامة .. ليس ثمة إنبثاق جديد إلا وهو مركون أو مبني على المصلحة – مصلحة الشعب – بدون ذلك فأنت تبني كيانا مجتمعياً هشاً .. جميع الفلسفات التي إنبثقت على هذا الكوكب الأرضي تروم لسعادة الناس , بدون ذلك فأنت خارج إطار المعرفة والتاريخ والسلوك السليم !

ولا شأن لنا في هذه الموضوعة عن تلك الإنتخابات التي تحدث في أي صقع في هذه الأرض .. المصيبة هُنا هي إننا نتحدث عن بلوانا نحن العراقيون .. لكن لنخرج قليلاً ونظل خارج الإطار العراقي ونرحل نحو دولة مُتقدمة في هذا المجال – المجال الديمقراطي – لنذهب إلى أميركا .. في هذا البلد الذي المفروض انه خارج حسابات التطرف , غير ان الذي حدث كان أشبه بإنثيال شعبوي , حيث ان الرئيس المُنتهية وُلايته لم ترُق له نتائج الإنتخابات , حينها أوعز لمن على شاكلته من المتطرفين لإقتحام مبنى الكابيتول – الكونغرس الأميركي – وحدث ما حدث من فضيحة في هذا أو ذلك البلد , الذي المفروض أن يكون نموذجاً للمفهوم الديمقراطي الرصين !

هُنا قد نصل لزبدة هذه الموضوعة : في الإنتخابات السابقة في العراق , لم يُشارك فيها سوى 19 بالمئة من الناخبين , وعلى الأثر تشكل برلمان هزيل , برلمان كارثي أخذ يتحكم في رقاب الناس لحد الذبح والقتل والإختطاف في الأزقة والشوارع والساحات والبيوت وجميع مرافق الدولة والحياة العامة وغيرها من الهزالة المعيشية والخدمية .. وتتواصل تلك العملية إلى اللحظة القائمة الآن ..

اليوم يأتي الكاظمي ليعلن إنتخابات مُبكرة : التساؤل هو : كيف تحدث إنتخابات في ظل عصابات تابعة للولي الفقيه الإيراني ؟ عصابات ما يُسمى بحزب الله والعصائب والفتح العامري وبقية سرايا الزبالات الإيرانية .. القول : في هذا الظل الدموي وعلى صفحات الميديا تجد هذا الكاظمي يضخ في هذا الإتجاه , بواسطة لقائه بـ ” بلاخارست ” المندوبة الأممية , بواسطة كيت وكت كات ههههه

هي واحدة من إثنين أو ثلاث وربما أربع : إما هذا الكاظمي حالم خيالي بأن لك الإنتخابات تقود لتغير جوهري في هذه الإنتخابات , أو أن الشخص يريد أن يلقي الحُجة على الآخرين , أو أن العملية لرصد جماهيري , أو أن السياسي العراقي مبني على الخديعة – وتلك مسألة مُنتهين منها –

خلاصة القول : شوف يا كاظمي : واقع العراق لن يستقر إلا بسقوط ملالي إيران , تسقط دولياً , تسقط شعبياً , تسقط من خلال التناحر السُلطوي .. فأرجوك حافظ على كرامة شخصك ولا تتوسل المسؤول الإيراني عن ضخ المياه من الروافد الإيرانية , لأنهم قد سدوها منذ ما بعد 2003 .. يا سيد أن ثمة حقد تاريخي بيننا وبين أولئك القوم .. إقرأ التاريخ لكي تفهم ..

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here