الحكومة الفرنسية : أولوية المصلحة الوطنية فوق جميع الاعتبارات والتحالفات !

الحكومة الفرنسية : أولوية المصلحة الوطنية فوق جميع الاعتبارات والتحالفات !

بقلم مهدي قاسم

نال الموقف الغاضب والشاجب للحكومة الفرنسية من مسألة إلغاء الحكومة الأسترالية لصفقة الغواصات الفرنسية وإحالتها لصالح الولايات المتحدة الأمريكية ، أقول نال استحساني وتقديري ، لما فيه من موقف وطني حريص و شريف على مصالح فرنسا في العالم ، بل ووضعه فوق كل الاعتبارات وحتى فوق التحالفات الاستراتيجية كما فرنسا بين وأمريكا مثلا وليس حصرا ..

مع أن موقف الرئيس الأمريكي السابق ترمب كان سباقا من ناحية الحرص والتركيز ــ كمهمات أولوية وأساسية ــ في السياسات الأمريكية الخارجية على المصالح القومية ، ووضعها فوق كل الاعتبارات الأخرى ، كان بحد ذاته يعد نموذجا ومعيارا في السياسة الدولية والتعاملات التجارية ، على صعيد ضمان مصالح البلاد ، بهدف إنعاش السوق وتنمية الاقتصاد ، ومن خلالهما خلق فرص عمل وحياة كريمة ومرفهة لدافعي الضرائب من المواطنين الناخبين ..

وقد جاء الموقف الفرنسي هذا مدافعا باستماتة عن مصالح فرنسا الخارجية معيارا ملفتا بأهميته البارزة سياسيا في التعامل الدولي دبلوماسيا وتجاريا في آن واحد ..

ربما قد يبدو هذا الحرص الوطني أو القومي الفرنسي أو الأمريكي وحتى الإيراني ــ مثلا ــ على تحقيق مصالح بلدانهم ــ كمهمات أولوية ، وفي الدرجة الأولى ــ موقفا طبيعيا أو أمرا عاديا ، إلا أننا كعراقيين فهذا الأمر ليس كذلك إطلاقا بالنسبة لنا ، و ذلك بسبب وجود عدد كبير من خونة ” عقائديين ” وعملاء ذيليين من لصوص جشعين الذين جيّروا ــ عن سابق عمد وإصرار ــ مصالح العراق برمتها لصالح مصالح الدول الجوار ، وبالأخص لمصالح إيران، لتنتعش اقتصاديات وأسواق تلك البلدان على حساب تخريب اقتصاد العراق ودفعه الى حافة الإفلاس وبؤرة الازمات ..

هامش ذات صلة :

( لودريان: أزمة صفقة الغواصات كذب واحتقار لفرنسا

لودريان: أزمة صفقة الغواصات كذب واحتقار لفرنسا

أعلن وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لودريان، اليوم السبت، أن أزمة صفقة الغواصات مع أستراليا والولايات المتحدة وبريطانيا “كذب وازدواجية واحتقار لفرنسا”.
وقال لودريان في مقابلة مع قناة “فرانس 2” الفرنسية تعقيبا على الأزمة مع الدول الثلاث: “أوروبا بدأت تخرج من البراءة الدبلوماسية.. ما حدث هو كذب وازدواجية واحتقار لنا”.

واعتبر لودريان أن طريقة الرئيس الأميركي جو بايدن، تشبه طريقة سلفه السابق دونالد ترامب، مع فرق استخدام تطبيق تويتر، على حد تعبيره، متهما في الوقت ذاته بريطانيا بـ”الانتهازية المستمرة”.

وأكد لودريان أن أزمة الغواصات ستؤثر على مستقبل حلف شمال الأطلسي (الناتو)، موضحا أن استدعاء السفير الفرنسي لدى الولايات المتحدة لأول مرة على الإطلاق إجراء سياسي جاد يعكس قوة الأزمة.

كانت أستراليا قد أعلنت يوم الخميس أنها ستلغي الصفقة التي تم الاتفاق عليها في عام 2016 مع مجموعة نافال الفرنسية لبناء أسطول من الغواصات التقليدية وأنها ستبني بدلا من ذلك ما لا يقل عن ثمان غواصات تعمل بالطاقة النووية بتكنولوجيا أمريكية وبريطانية بعد إبرام شراكة أمنية مع الدولتين.

ووصفت فرنسا إلغاء الصفقة -التي قُدرت قيمتها بمبلغ 40 مليار دولار في عام 2016 وتقدر قيمتها بأكثر من ذلك اليوم- بأنها طعنة في الظهر وقررت استدعاء سفيريها لدى الولايات المتحدة وأستراليا.

وقالت أستراليا إنها تأسف لقرار فرنسا استدعاء سفيرها في كانبيرا وإنها تثمن علاقتها مع فرنسا وستستمر في التواصل مع باريس بشأن قضايا أخرى.

وقال متحدث باسم وزيرة الخارجية ماريز باين في بيان إن “أستراليا تتفهم خيبة أمل فرنسا العميقة من قرارنا الذي اتُخذ بما يتفق مع مصالح الأمن القومي الواضحة والمُعلن عنها”.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس إن فرنسا “حليف حيوي” وإن الولايات المتحدة ستعمل في الأيام المقبلة على حل الخلافات.

ويمثل الخلاف أدنى مستوى في العلاقات بين أستراليا وفرنسا منذ عام 1995 عندما احتجت كانبيرا على قرار باريس استئناف التجارب النووية في جنوب المحيط الهادي واستدعت سفيرها للتشاورـــ نقلا عن صحيفة صوت العراق ..

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here