وجهة نظر : ملاحظات اولية حول الانتخابات البرلمانية الروسية وال 3 ايام؟

: وجهة نظر :: ملاحظات اولية حول الانتخابات البرلمانية الروسية وال 3 ايام؟.

نجم الدليمي

1–في 17،18،19، ايلول – 2021، سوف تجري الانتخابات البرلمانية الروسية، ويشارك في هذه الانتخابات نحو 14 حزباً سياسياً، ويتم التنافس بين هذه الاحزاب السياسية على 450 مقعد نيابي في مجلس الدوما ( البرلمان) الروسي، وان عدد المرشحين لهذه الانتخابات البرلمانية كما اعلن عنه نحو 6117 مرشحا.

2– ان الاحزاب السياسية المشاركة في الانتخابات البرلمانية الروسية هي الاتي ::

**الحزب الحاكم، حزب روسيا الموحدة، وحلفائه، الاساسيين وهم:الحزب الليبرالي – الديمقراطي الروسي ( جيرنوفسكي)، وحزب العدالة الروسي ( ميرونوف) وانظم له (( حزب))من اجل الحقيقة،(( والحزب)) الوطني، وهؤلاء شكلوا حزب انتخابي جديد وهو (( حزب العدالة الروسي – من اجل الحقيقة- الوطني)) وهذا الحزب رفع شعارات حتى لم يرفعها الحزب الشيوعي الروسي ( زوغانوف) ومنها مثلاً من اجل بناء اشتراكية متطورة وغيرها من الشعارات اليسارية الاخرى، وهذه الشعارات تختفي حال انتهاء الحملة الانتخابية، كما يقال (( ترجع حليمة الى عادتها القديمة، اي التعاون مع الحزب الحاكم، الا ان هذا الحزب لم يهاجم الحزب الشيوعي الروسي…….، في حين حزب جيرنوفسكي لديه مهمة رئيسة وهي الهجوم على الشيوعية، والحزب الشيوعي الروسي، وعلى لينين وستالين وزوغانوف وووووو،انه جزء رئيس من النظام الحاكم في موسكو ولديه مطلق الحرية في الهجوم وحسب الطلب…. على اي جهة سياسية كانت او غير ذلك. وكما يلاحظ وباستمرار تظهر(( احزاب)) في موسم الانتخابات البرلمانية، الرئاسية بالدرجة الأولى واغلب هذه الاحزاب هي صناعة محلية بامتياز ، ومن اهم هذه الاحزاب هي الاتي :: حزب الخضر
رقم 1 حزب الخضر رقم 2،،حزب المتقاعدين، حزب الحرية والعدالة، وحزب النمو،وحزب يابلوكا ( التفاحة)، وحزب الشيوعيين الروس وووو،وكالعادة تختفي هذه الاحزاب بعد انتهاء موسم الانتخابات البرلمانية، الرئاسية.

3–ان الصراع السياسي في الانتخابات البرلمانية في روسيا الاتحادية يدور بين الحزب الحاكم وحلفائه، من جهة وبين الحزب الشيوعي الروسي ( زوغانوف) وحلفائه من جهة اخرى، اي ان طبيعة الصراع يحمل طابعاً طبقيا وايديولوجيا وسياسيا واقتصادياً واجتماعياً حول افاق ومستقبل روسيا الاتحادية، اما بقية الاحزاب السياسية (( المصنعة)) محلياً بامتياز، فاغلبها اما تساند وتدعم الحزب الحاكم او تقوم بالتشويش على المواطنين بهدف تقليل دور ومكانة الحزب الشيوعي الروسي في الانتخابات سوا كانت برلمانية او رئاسية، اي تقوم بكسب اصوات لها كان يمكن لها ان تذهب لصالح الحزب الشيوعي الروسي ( زوغانوف) وهذا يتم عبر وسائل متعددة، منها رفع شعارات يسارية، شعارات وهمية وكاذبة ومظللة وخادعة…… في وسط متدني للوعي السياسي.

4–يلاحظ ان حزب العدالة الروسي،(( وحزب)) الشيوعيين الروس وحزب المتقاعدين وحزب الحرية والعدالة يتبنون شعارات ومطالب الحزب الشيوعي الروسي ( زوغانوف) وهي شعارات مظلة وغير صادقة، مثلا يطرح ميرونوف، رئيس حزب العدالة الروسي (( النضال من اجل الاشتراكية الجديدة، المتطورة، وهو حليف وسند كبير للحزب الحاكم، وبالتالي تم ادخال الغالبية العظمى من الشعب الروسي في دوامة من الفوضى السياسية بكثرة وتعدد الاحزاب السياسية وصعوبة التميز بين الحزب الشيوعي الروسي ( زوغانوف) وبين حزب الشيوعيين الروس، فهو يرفع شعارات يسارية جاذبة وهو بعيد كل البعد عن هذه الشعارات، المهم يتم اضعاف الحزب الشيوعي الروسي وكسب جزء من الاصوات التي يمكن ان تذهب للحزب وبالتالي يخسر الحزب الشيوعي الروسي جزء من الاصوات التي كان يجب ان تذهب اليه، ونفس الشيء حزب ميرونوف وغيره؟!،وان ((قادة)) هذه الاحزاب ((المصنعة)) محلياً تدرك وبشكل جيد انها لن تستطيع أن تحصل على الاصوات اللازمة لدخولها البرلمان الروسي، ولكن تحقق شيء هو كسب الاصوات التي كان من المفترض أن تذهب للحزب الشيوعي الروسي، وهذا الاسلوب الخبيث والشيطاني يتم تحت شعارات (( الديمقراطية وحقوق الإنسان والتعددية والعلنية ووووو)) لو كان الصراع السياسي والايدولوجي بين الحزب الحاكم وبين الحزب الشيوعي الروسي لكانت الامور يمكن ان تاخذ منحى اخر ونتائج اخرى ولكن……..؟!.
5–لقد تمت المناظرات بين جميع ممثلي الاحزاب المشاركة في الانتخابات البرلمانية وكانت قليلة ومحصورة من حيث المبدأ في قناة روسيا -1 ولكل متحدث 10 دقائق فقط على 3 مراحل، الاولى والثانية 3 دقائق لكل مرحلة، والمرحلة الرابعة 4 دقائق، بالمقابل يلاحظ ان الحزب الحاكم، حزب روسيا الموحدة لديه المال والاعلام والسلطة…. ولديه امكانية اكبر وافضل من خصمه السياسي وخاصة الحزب الشيوعي الروسي، بدليل منح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين 10 الف روبل لجميع المتقاعدين عشية الانتخابات وعدد المتقاعدين ما بين 38-40 مليون متقاعد، وتم منح ايضاً 10 روبل للطلاب والطالبات وخاصة المرحلة الابتدائية، الصف الاول لشراء المستلزمات الضرورية للدراسة، وتم ايصال الغاز لبعض المدن والقرى في الريف الروسي وغير ذلك……؟!. وكما اقدم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على تقديم مقترح لحزب روسيا الموحدة بان الخمسة الاوائل المرشحين من قبل الحزب الحاكم هم وزير الدفاع، ووزير الخارجية، وطبيب معروف دوره في جائحة كورونا و2 من النساء.. من الحزب الحاكم.

6-غياب مبدأ المساواة وغياب التكافؤ بين الاحزاب السياسية المشاركة في الانتخابات البرلمانية بشكل عام وبين الحزب الحاكم والاحزاب الرئيسية في ميدان السلطة والنفوذ والمال والاعلام ووووو،.ان جوهر الصراع- التنافس السياسي في الانتخابات البرلمانية يدور بين::
اولا.. الحزب الحاكم، حزب روسيا الموحدة وحلفائه الرئيسين، جيرنوفسكي وميرونوف.
ثانياً.. (( الاحزاب)) الليبرالية من ذوي التوجه الغربي – الاميركي، وهم حزب يابلوكا وحزب النمو…
ثالثاً.. الحزب الشيوعي الروسي وحلفائه. اي بمعنى اخر ان الصراع الطبقي والايدولوجي والسياسي والاقتصادي والاجتماعي يدور بين الاحزاب الليبرالية المعتدلة والمتطرفة رغم التنافس بينهما حول السلطة بالدرجة الأولى، وبين الحزب الشيوعي الروسي وحلفائه من جهة اخرى حول مستقبل روسيا الاتحادية.

7–هناك حقيقة موضوعية وهي ان الغالبية العظمى من شعوب العالم سواء في دول المركز او في دول الاطراف، قد فقدوا الثقة بمفهوم الديمقراطية وحقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية ووووو والممارسة الديمقراطية فيما يتعلق بالانتخابات البرلمانية والرئاسية، فالحزب الحاكم هو من يقرر كل شيء وبالنتيجة هو من يفوز في الغالبية العظمى في مقاعد البرلمان وهو من يفوز بالرئاسة وبدون منازع اصلاً، ومن خلال ذلك وغيره لجأت بعض الدول الى ان تكون الانتخابات البرلمانية لاكثر من يوم، التصويت عبر الانترنت، التصويت المبكر،(بعض التجارب مثلاً في العراق المحتل الاحزاب والكتل والتيارات السياسية المتنفذة اليوم في الحكم تملك المال والاعلام والسلطة والمليشيات وووووو وبالتالي هم من يحققون الفوز في الانتخابات رغم التنافس فيما بينهما).ونعتقد ان هذه الاساليب لم تستمر طويلا فهي اساليب خداع ومراوغة بهدف اشراك المواطنين في الانتخابات وفي احسن الاحوال تكون نسبة المشاركة قليلة جداً رغم عملية التزوير وووووو؟!.وسوف تفشل هذه التجربة في الانتخابات البرلمانية والرئاسية والتي تتم تحت غطاء الديمقراطية وووو في دول المركز والاطراف الا في حالة فعلاً ان تتوفر الشروط السليمة لنجاح عملية الانتخابات البرلمانية الرئاسية، عبر تشريع قوانين سليمة وتحقيق التكافؤ في الاعلام والسلطة والمال وغير ذلك من الشروط الاخرى.

8–ان الحقيقة الموضوعية تؤكد ان حزب روسيا الموحدة سيحصل نسبة كبيرة من الاصوات وبالتالي سوف يحصل ما بين 290- 300 مقعد في البرلمان القادم وسوف يشكل مع حلفائه جيرنوفسكي وميرونوف حصة الاسد في مقاعد البرلمان الروسي القادم،واحتمال ان يحصل الحزب الشيوعي الروسي المرتبة الثانية في مقاعد البرلمان، واحتمال ان يدخل حزب او حزبين جدد للبرلمان ولكن اشك في ذلك،اي ان اللوحة السياسية في البرلمان الروسي القادم لن تختلف عن اللوحة السياسية الماضية، 4 احزاب رئيسة في البرلمان، والحقيقة هي حزبين رئيسين الحزب الحاكم وحلفائه والحزب الشيوعي الروسي وسيبقى الحزب الحاكم حزب روسيا الموحدة يملك السلطة التنفيذية والتشريعية والقضائية والاعلامية…… وبدون منازع.
9–بناءاً على ما تم ذكره اعلاه في النقطة 8، وبعد فرز واعلان النتائج الانتخابية وبفوز الحزب الحاكم وعدم فوز (( الاحزاب)) الليبرالية ذات التوجه الغربي – الاميركي، يمكن ان يتم تحريك الشارع الروسي وبدعم غربي – اميركي وخلق الفوضى وعدم الاستقرار بسبب فشلهم في عدم حصولهم على مقاعد في البرلمان الروسي، علماً ان دول الاتحاد الأوروبي….. وقبل اكثر من اسبوعين اشاروا الى عدم الاعتراف بنتائج الانتخابات البرلمانية المقبلة في روسيا الاتحادية، التي ستتم في ايلول – 2021 هذه هي اشارة اولية في التدخل في الشؤون الداخلية لروسيا الاتحادية وبعد ذلك سوف يتم فرض عقوبات اقتصادية وسياسية جديدة بالضد من روسيا الاتحادية، ولكن هذا النهج اللاديمقراطي واللاقانوني…. سوف لن يغير من الواقع السياسي في روسيا الاتحادية.
ايلول – 2021

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here