الاسباب التي تؤدي (لعزوف شيعة العراق عن الانتخابات)..(اكثر من غيرهم) وتدل على (الوعي)

بسم الله الرحمن الرحيم

الاسباب التي تؤدي (لعزوف شيعة العراق عن الانتخابات)..(اكثر من غيرهم) وتدل على (الوعي)

نطرح الاسباب الموجبة لعزوف شيعة العراق بوسط وجنوب (العرب الشيعة) عن الانتخابات:

1. الانتخابات اصبحت بمرور الزمن تنطلق من منطلقات الكراهية..:

– (فمن ينتخب المالكي.. نكاية بالصدريين..).. (ومن ينتخب الصدريين نكاية بالمالكي).. بصراع ليس للناخبين الشيعة الجعفرية العراقيين فيها ناقة ولا جمل.. مجرد (كومبارس).. فلا قائمة المالكي نهضت بواقع الشيعة العراقيين عمرانيا وصناعيا وزراعيا وخدميا وابسطها الكهرباء والغاز رغم هدر مئات المليارات الدولارات على هذه القطاعات ولكن ذهبت لجيوب (الكتلة الصدرية وكتلة المالكي) معا…. ولا قوائم الصدر خدمت حتى (اتباعهم).. الذين المناطق التي يتواجدون فيها مثال سوء الخدمات والبطالة وغيرها.. (الا اللهم اشهد بالله قوائم الصدر وقوائم المالكي و عوائلهم.. اثروا بالمال الحرام.. وامتلكوا العقارات والاستثمارات والارصدة المالية الهائلة داخل وخارج العراق)..

2. الانتخابات تنطلق من الخوف من الاخر.. و رغم مرور 18 سنة لم تؤدي للاطمئنان:

– (من ينتخب قوائم سنية.. خوفا من الشيعة).. (من ينتخب قوائم شيعية.. خوفا من السنة).. فلا القوائم السنية نهضت بواقع المناطق السنية.. ولا القوائم الشيعية نهضت بواقع المناطق الشيعية..

– (من ينتخب قوائم كوردية.. خوفا من العرب).. (من ينتخب قوائم تركمانية..خوفا من الاكراد)..

– (من ينتخب قوائم عربية.. خوفا من الاكراد والتركمان).. كما في المناطق المتنازع عليها.

– من ينتخب عشائريا.. بعقلية (ليش تروح للغريب)؟ ومن ينتخب مذهبيا بعقلية (ليش تروح للسنة).. ومن الجانب الاخر بعقلية (ليش تروح للشيعة).. ومن ينتخب مناطقيا (ليش تروح للشروك)؟ والجانب الاخر بعقلية (ليش تروح للعربان).. الخ

ج

3. الانتخابات .. لم تثمر عن نهوض واقع وسط وجنوب العراق عمرانيا وخدميا وزراعيا وصناعيا رغم مرور عدة دورات انتخابية..

4. احتكار الاقليتين (الولائية والصدرية).. للسلطة والمال والاعلام والسلاح المنفلت المشرعن بهيئة حكومية (الحشد).. وما يطلق عليها ايضا (المقاومة).. مدعومين من دول اقليمية.. لتبقى الاكثرية الشيعية الجعفرية العراقية (ايتام القيادة والمشروع)..

5. الانتخابات كشفت بانها منبع من منابع الفساد.. لايصال من يجنون (المغريات من رواتب ومصفحات ورواتب تقاعدية لمجرد اربع سنوات.. الخ).. فالسؤال (لماذا الناخب لا يجني ذلك خلال حكم من رشحه للانتخابات)؟ ليتبين بان (المغريات المخصصة للبرلمانيين والمسؤولين والوزراء والرئاسات الثلاث.. الخ)..افسدت العملية السياسية برمتها وافشلت الانتخابات والعملية الانتخابية كنتيجة لذلك..

6. الانتخابات..رغم مرور عدة دورات منذ 2003.. اصبحت مجرد تدوير لنفس الكتل .. لترسخ هيمنة زعماتها… تحت خديعة (انتخبوا وجوه جديدة.. والمجرب لا يجرب).. وكأنه الانتخابات هو (عرض ملك جمال العراق، او ملكة جمال العراق) بانتخاب وجوه.. وليس مشاريع سياسية واليات لتحقيق هذه المشاريع.. ولا كأن (البرلمان دوره تشريعي رقابي).. وليس (تبليط شارع، او ايصال محولة كهربائية بدل محولة عاطلة.. وليس ساحة حرب لايصال ممثلي المليشيات.. الخ)..

7. الانتخابات.. هي مخرجات نظام سياسي فاسد.. اذن العلة بالنظام السياسي الذي وجب ازالته.

8. الانتخابات .. خديعة مجرد استبدال وجوه.. في وقت الانتخابات انتخاب مشاريع سياسية بالاليات واضحة..

9. الانتخابات.. تستغل من قبل (مليشيات مسلحة).. طرحت (واجهات سيايسة).. تتبنى مشاريع اجندات خارجية..

10. الانتخابات.. اصبحت مجرد (توزيع نسبة بين اجندات اقليمية).. في البرلمان وبالتالي بالعملية السياسية..

11. الانتخابات.. يهيمن عليها كتل سياسية وقيادات احتكرت الدعايات الانتخابية وشراء اصوات الناخبين.. باحتكارها (المال السياسي المنهوب من الدولة)..وتغلغلها بمفاصل الدولة الامنية والعسكرية والقضائية والادارية..

12. الانتخابات لم تثمر عن (تيار سياسي شعبي).. يمكن ان يواجه (التيارات والزعامات) ذات الجماهير (البسيطة التفكير – الساذجة).. كالذيول الولائيين والقطيع الصدريين.. الجهلة.. والتي يلحق بهما الانتهازيين والوصوليين (فدائرة انتخابية مثلا فيها…. 95% من ناخبيها يريدون مواجهة القطيع والذيول مثلا.. ولكن لم يظهر تيار سياسي يقنع الناخبين بمشروع واليات ليوحدها لمواجهة (القطيع والذيول والانتهازيين والوصوليين والجهلة).. وخاصة ان الولائيين والصدريين (لديهم مليشيات مسلحة تغتال كل من يقف ضدهما).. فهنا وجب العزوف عن الانتخابات لافشال وافقاد شرعية (5%).. ..

13. الانتخابات .. مجرد مسرحية لوصول (اقطاعيات عائلية مهيمنة على العملية السياسية)..

14. الانتخابات.. اصبحت خطرا على حياة كل شريف يرشح لبرلمان يصعد اليه ممثلي المليشيات .. فالتغيير هو بانتقاد رموز اي نظام سياسي وعملية سياسية.. ولكن اذا طرح هؤلاء انفسهم (خط احمر و تيجان الراس).. فكيف يمكن الانتقاد؟ ؟ومن ينتقدهم مصيره الاغتيال او الخطف والتعذيب؟ لذلك عزف الشرفاء عن ترشيح انفسهم للانتخابات..

15. الانتخابات.. المتكررة كل اربع سنوات.. كشف بان (الانتخابات) مفصلة على مقياس (الكتل والزعامات المعممة والافندية والعشائرية).. وغالبية شيعة العراق ليس لهم فيها ناقة ولا جمل..

16. الانتخابات.. لم تتوج لقيام اقليم وسط وجنوب للنهوض بواقع العرب الشيعة.. ولم تؤدي للحد من سلبيات تدخل العمائم وابناء المرجعيات المتوفين و الاحياء بشؤون العراق و شيعته سياسيا وماليا.. ولم تؤدي لجعل جزء من مدينة النجف دولة كالفتيكان لترعى شؤون الشيعة بالعالم وتفك وصايتها السياسية عن العراق وشيعته.. ولم تؤدي لمحاكمة الفاسدين وحيتانهم واسترجاع الاموال..

من ما سبق:

الاحزاب المحسوبة شيعيا.. فشلت بنهوض الواقع الشيعي العراقي .. فعليه يجب طرح البديل (اقليم وسط وجنوب).. وبغير ذلك.. يستمر العراق وشيعته بدوامة لا تنتهي من الفساد والتخلف الخراب و الصراعات و..

اذا ما عرفنا هذه الحقائق:

(اذا المرشح يرشح للانتخابات فيجني الرواتب اضافة للرواتب التقاعدية بعد انتهاء دورته النيابية.. ولا ننسى المخصصات والسيارات المصفحة والعقود اذا وصل للبرلمان.. فتجتمع له كل المغريات.. السلطة والمال والجنس).. السؤال (الناخب سيذهب للانتخابات.. ماذا سوف يجني.. ما هي مكتسباته.. ومكتسبات مجتمعه ودولته)؟؟ اذن (النقطة التي تبدأ عندها في التساؤل والتشكيك حول حقائق واقعك واحتمالاته تلك هي اللحظة التي تكون فيها قد أصبحت حقا واعيا .. اذا ما علمنا ان التراتبية.. تبدأ (بالمعرفة.. ثم الادراك.. ثم الوعي)….. (فان تكون مدركا ليس بالضرورة ان يقابل او يساوي معنى ان تكون واعيا))..

فالادراك يعتبر شرطا مسبقا للوعي…. فمثلا:

(انت مدرك لحقيقة ان تكرار الانتخابات .. لم تؤدي لتغيير.. فتقرر العزوف عنها.. لادراكك بان الازمة بالنظام السياسي اساسا.. الذي مخرجاته منذ 2003 لحد يومنا هذا.. فاسدة وفاشلة.. فتتيقن بان (الانتخابات كمخرجات لهذا النظام) فاسدة ايضا .. والدعوة للمشاركة بالانتخابات ضمن عملية سياسية متهرئة.. كمن يطلب من المسافرين (الناخبين)..السفر عبر شركة طيران رديئة بطائرات متهرئة (العملية السياسية الفاسدة).. ليعي المسافرين (الناخبين) الحل باستبدال (شركة الطيران نفسها).. بمعنى استبدال العملية السياسية المقصود بها هنا.. ..

.. عليه انت لا يمكن ان تكون واعيا لشيء ما لم تكن مدركا له اولا..

(فالادراك مفهوم ذو ارتباط ملموس.. انتج انتفاضة تشرين.. والعزوف عن الانتخابات كما في انتخابات 2018).. اي له دلالة ذات تعبير جسدي.. فانت مثلا مدرك ان اي خيار تتخذه او فعل تمارسه قد يكون له تاثير بالغ فيك وعلى المجتمع حولك ..

والمعرفة تؤثر على ادراكك ووعيك..(المعرفة هي قوة)..لانها تعتبر نقطة بداية لقيام ثورة الوعي..

(عليه يمكن القول ان انتفاضة العرب الشيعة عام 2019 بما عرفها البعض بانتفاضة تشرين.. منطلقها المعرفة.. لتصل للادراك.. و لكن لم تصل للوعي).. فلم يتمخض عن حراك تشرين بديل.. فهم ادركوا ضرورة اسقاط النظام السياسي الفاسد.. ولكن لم يصلون لطرح البديل.. ولكن الوعي وصل للشارع الشيعي العراقي بان العزوف عن الانتخابيات سيفقد شرعية النظام السياسي المتهرئة نفسه.. عليه المعرفة هي بداية الادراك والوعي..فالمعرفة تجعلك مدرك لحقائقك وواقعك.. وفي المقابل هذا الادرك يجعلك و اعيا لهدفك الاسمى فلا شيء يحدث بلا سبب..

المحصلة:

(عرفنا الوجوه .. فادركنا الخلل بكتلها السياسية.. وان العلة بالنظام السياسي نفسه.. والعزوف عن الانتخابات اسقاط لشرعية هذا النظام السياسي المنخور بالفساد.. ووعينا بان الحل باقليم وسط وجنوب كضامن لحماية ابناءه)

………

واخير يتأكد للعرب الشيعة بالعراق بمختلف شرائحهم.. ضرورة تبني (قضية العرب الشيعة بمنطقة العراق)…. بعشرين نقطة.. كمقياس ومنهاج يقاس عليه كل من يريد تمثيلهم ويطرح نفسه لقياداتهم .. علما ان هذا المشروع ينطلق من واقعية وبرغماتية بعيدا عن الشعارات والشموليات والعاطفيات، ويتعامل بعقلانية مع الواقع الشيعي العراقي، ويجعل شيعة العراق يتوحدون ككتلة جغرافية وسياسية واقتصادية وادارية.. ينشغلون بأنفسهم مما يمكنهم من معالجة قضاياهم بعيدا عن طائفية وارهاب المثلث السني وعدائية المحيط الاقليمي والجوار، وبعيدا عن استغلال قوى دولية للتنوع المذهبي والطائفي والاثني بالعراق،.. والموضوع بعنوان (20 نقطة قضية شيعة العراق، تأسيس كيان للوسط والجنوب واسترجاع الاراضي والتطبيع) وعلى الرابط التالي:

https://www.sotaliraq.com/latestarticles.php?id=222057#axzz4Vtp8YACr

سجاد تقي كاظم

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here