الشعب الروسي انتخب حزب بوتين،

نعيم الهاشمي الخفاجي

عبر تاريخ روسيا القديم والحديث الشعب الروسي يحترم القادة العظماء، وقفت روسيا عصية بوجه كل الغزوات وصمدت وكان النصر دائما حليف الأمة الروسية العظيمة، في روسيا تحطمت قوات الاسكندر المقدوني، وفي روسيا تم هزيمة وسحق قوات الدكتاتور النازي الألماني هتلر وكانت هزيمة سابقة جعلت من الجيش الألماني الذي اكتساح معظم دول أوروبا فلول منهزمة عجزت ان تقاوم قوات الزعيم الشيوعي جوزيف ستالين التي دخلت برلين عاصمة ألمانيا بحيث جعلت قوات الحلفاء يتسابقون الى السيطرة على ماتبقى من دول أوروبا الغربية قبل دخول القوات الروسية.
عندما ارتكب غورباتشوف جريمته في تفكيك المعسكر الشرقي وتفكيك الاتحاد السوفياتي عاد بوتين الهيبة مرة ثانية الى روسيا وجعلها قوة عالمية كبرى تتكلم قطب عالمي، عندما هزمت المجاميع الوهابية الارهابية القوات الروسية في الشيشان في معارك غروزني تقلد بوتين رئاسة الوزراء واستطاع توجيه ضربة قاتلة بالبداية لكل المافيات التي جندها الغرب لهيكلة وتجزئة روسيا نفسها ومن ثم أعاد الكرة على الشيشان وسحق الارهابيين وأذاقهم شر هزيمة منكرة، وعندما انفردت أمريكا بالعالم و اكتسحت دول عربية في فتنة الربيع العربي تدخل بوتين العظيم ليكون حائل من سقوط سوريا ودعم قوات شرق ليبيا.
لقد أجريت الانتخابات البرلمانية في روسيا وحققت مفاجآت مذهلة سببت صداع وآلام الى الدول الغربية المعادية الى بوتين العظيم، وأظهرت الأرقام التي أعلنتها لجنة الانتخابات، بعد فرز أكثر من 90 في المائة من الأصوات، أن الحزب الحاكم «روسيا الموحدة» حافظ على هيمنة مطلقة في مجلس الدوما (النواب) بحصوله على نحو 50 في المائة من أصوات الناخبين على اللوائح الحزبية، واكتسح مرشحوه اللوائح الفردية، ليضمنوا الفوز للحزب بـ199 مقعداً من أصل 225. وضمن «روسيا الموحدة» بذلك 330 مقعداً نيابياً؛ ما يمنحه غالبية دستورية تمكنه من سن القوانين منفرداً؛ من دون الحاجة إلى التحالف مع أحزاب أخرى.

وجاءت نتائج الحزب في انتخابات المجالس المحلية بالأقاليم مماثلة، بعدما نجح في اكتساح غالبيتها.
وحل «الحزب الشيوعي الروسي» في المرتبة الثانية؛ حاصداً نحو 19 في المائة من الأصوات، يليه حزب «روسيا العادلة» الإصلاحي، بحصيلة بلغت 7.5 في المائة، وهي نسبة مماثلة لنتيجة «الحزب الليبرالي الديمقراطي» قومي النزعة الذي سجل أسوأ تراجع له منذ سنوات طويلة.

وحل خامساً في ترتيب الفائزين حزب «الناس الجدد» الذي يشارك للمرة الأولى في انتخابات على المستوى الفيدرالي، ونجح في تجاوز نسبة الحسم للتمثيل بالبرلمان محققاً 5.3 في المائة.
وخسرت الفئات المعارضة التي دعمتها دول الغرب شر هزيمة نكراء وكشفت نتائج هذه الانتخابات ان الامة الروسية امة عظيمة لايمكن خداعها بشعارات المدنية وعلى أثر ذلك شكر الرئيس فلاديمير بوتين الروس على «الإقبال الواسع والمشاركة النشطة».
نتائج الانتخابات ازعجت اعداء الامة الروسية العظيمة لذلك ندد الاتحاد الأوروبي بما وصفه بـ«مناخ الترهيب» في الفترة التي سبقت الاستحقاق، وانتقد غياب مراقبين مستقلين. كما نددت واشنطن بظروف إجراء الانتخابات؛ معتبرة أن الروس «مُنعوا من ممارسة حقوقهم المدنية.
نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي
كاتب وصحفي عراقي مستقل.
21/9/2021

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here