“ادعو الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة”

“ادعو الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة”

ان اعظم دعوة يقوم بها الانسان هي الدعوة في سبيل الله بالقول لا اله الا الله. فبهذه الدعوة يؤدي الانسان واجبه لمن خلقه وسواه وركبه وشق له سمعه وبصره وفضله وكرمه على بقية العالمين. وبهذه الدعوة ينقذ نفسه من براثن العبودية للانسان او المال او الاوثان. دعوة تحرره من الخوف من هيمنة القوى الطاغوتية مهما قويت شوكتها لانه يعلم بان القوي الذي لا يقهر والذي بيده الامر والموت الحياة معه وناصره طال الزمن ام قصر.
ان الاعتراف والانقياد لصاحب الحق في العبادة الله الخالق الباريء المصور عالم الغيب الذي اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون. خالق ابدع كل شيء خلقه وكل شيء يدلل على وجوده وقد قال اعرابي كلمة حكيمة عندما سأل عن وجود الله: الاثر يدل على المسير والبعرة تدل على البعير. فسماء ذات ابراج وارض ذات فجاج وبحار ذات امواج الا تدل على السميع البصير؟
الدعوة الى الله هي الدعوة الى مكارم الاخلاق والحرية والتسامح والمساواة والامانة والوفاء والاخلاص. انها دعوة تعيد الامور الى نصابها. اذ كلما تدعوا الى الله يرزقك الله خيري الدنيا والاخرة. “لئن شكرتم لازيدنكم”. وكلما تنقذ الناس من النار والضلالة والشرك كلما يمنحك الله مهابة وكرامة لا يستطيع اي شخص في العالم اهانتك وضرك مهما فعل من مكر وخداع ومهما امتلك من قوة وباس.
الدعوة الى الله تجعل الداعي متوازن يعلم ما يفعل ولا يمكن ان يضيع الوقت وعمره له قيمة كبيرة. فهو لا يستطيع ان يغش او يكذب او يخادع مهما مر بضروف عصيبة. لانه يمشي بنور الله وقوته مستمدة من الله ولا يخاف اذا خاف الناس. هدفه الاسمى اخراج الناس من ظلمات الشرك والجور الى نور التوحيد والعدالة. يهدف ايضا من اخراج الناس من العبودية والاستبداد الى الحرية والسعادة.
د. نصيف الجبوري

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here