مع استمرار النفي الحكومي..كردستان وكركوك ثم البصرة والأنبار.. بوادر أزمة بنزين غامضة تتوسع

غموض يكتنف ملف البنزين في العراق، الذي تؤكد وزارة النفط منذ أيام عدم وجود أية ازمة لتوفره، إلا أن الصيحات بدأت تخرج تباعا بعد أن بدأت من اقليم كردستان إلى كركوك ثم محافظة البصرة لتصل مؤخرا إلى الأنبار. شكاوى من مواطنين والحكومات المحلية عن قلة البنزين في عدة محافظات، بعضها معروفة الاسباب وبعضها مازالت مجهولة،

فبينما ابتدأت الأزمة في اقليم كردستان منذ اشهر، كان السبب الواضح هو تقليل الجانب الايراني لحصة البنزين التي يصدرها الى اقليم كردستان، لتنسحب أزمة الاقليم فيما بعد إلى محافظة كركوك، التي بقيت أسباب ازمتها غامضة عدة ايام، الا ان مختصين أكدوا ان الازمة جاءت كاصداء للازمة في الاقليم، حيث بدأ سكان الاقليم يتهافتون الى محطات كركوك لشراء البنزين فضلا عن استغلال بعض التجار لسحب البنزين من محطات وحصة كركوك وبيعها باسعار اعلى في اقليم كردستان بسبب الازمة.

في الاثناء، تعالت الصيحات من محافظة البصرة عن وجود ازمة بنزين وغلق عدة محطات للبنزين هناك، فيما تتضارب الأسباب بين شحة البنزين بالفعل، وبين قيام بعض المحطات هناك بإغلاق المحطات عمدا كوسيلة ضغط على وزارة النفط مقابل عدة مطالب طالبوا بها قبل اكثر من اسبوع تتعلق بالغرامات.

وبدأت الأزمة تظهر في الانبار كذلك، حيث اعلن مستشار محافظ الانبار لشؤون الطاقة عزيز خلف الطرموز وجود ازمة وشح في البنزين في المحافظة، مؤكدا ان السبب الذي يقف وراء هذه الأزمة في الأنبار، هو نقص كميات الوقود المخصصة للمحافظة من قبل وزارة النفط.

وبين الطرموز، أن “حصة المحافظة من زيت الغاز، هي 1,430,000 لتر، واما من مادة البنزين فحصتنا 1,100,000 لتر، فيما تبلغ حصة المحافظة من مادة النفط 500 الف لتر يومياً، وسيتم البدء بتوزيعها، يوم 1/10”.

واشار الطرموز، إلى أن “قرار منع الاستيراد من قبل وزارة النفط، أثر بشكل كبير على حصص المحافظات من الوقود”، مؤكداً، بأنه “تم التنسيق مع وزارة النفط على تجهيز المحافظة بثلاثين صهريجا من مادة البنزين، لسد النقص الحاصل في محطات الوقود، وسيتم تجاوز الازمة خلال اليومين القادمين”.

بالمقابل ينفي مدير شركة توزيع المنتجات النفطية في العراق حسين طالب وجود أزمة وقود ببعض المحافظات، مبينا ان الانباء التي تتحدث عن وجود أزمة وقود ببعض المحافظات، مما ادى الى اغلاق محطات وقود حكومية وأهلية، غير دقيقة ولا صحة لها اطلاقاً، ولا توجد اي أزمة في المحافظات كافة”. وبين طالب ان “هناك من يروج لهكذا شائعات لغرض ارباك الشارع العراقي وخلق أزمة لا وجود لها في الشارع، خاصة وان الوقود يصل للمحافظات كافة دون اي قطع او نقص وكل المحطات الحكومية والاهلية تجهز وفق الحصص المخصص لها”.

وتأتي هذه الأزمات بالتزامن مع ارسال وزارة النفط شحنات من الوقود إلى اقليم كردستان بمقدار مليون لتر.

ويستهلك العراق من البنزين قرابة 25 مليون لتر بنزين يوميا، يستورد ما نسبته 10 مليون لتر يوميا منها.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here