“يُثبِّتُ الله الذين امنوا في الحياة الدنيا وفي الاخرة ويضلُّ الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء”

“يُثبِّتُ الله الذين امنوا في الحياة الدنيا وفي الاخرة ويضلُّ الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء”

ان مشيئة الله العادلة التي تفرق بين الحق والباطل وبين اولي العلم والجهلة وبين المؤمنين والكافرين ماضية في العباد. فالله يعطي كل ذي حق حقه “فاليوم لا تظلم نفس شيئا ولا تجزون الا ما كنتم تعملون”. لا ظلم اليوم اي في الاخرة لان الله سبق ان حرم الظلم على نفسه وحرمه بين العباد.
هذه الاية الكريمة من سورة ابراهيم تحدثنا عن نعمة عاجلة من نعم الله تعالى على المؤمنين. فعلى الرغم من ان الله منح الانسان حرية الاختيار بين الخير والشر. لكن الله ارسل المرسلين ليحث الانسان على فعل الخير وليس عليه سوى ان يحسن النية ويتوجه لعمل الخير لياتي المدد والعون الالهي والتثبيت من الله تعالى للمؤمن الذي اختار طريق الرشاد.
فالذي ثبت المؤمن في الحياة الدنيا رغم مفاتنها ووسواس الشيطان وفتنة المال والسلطة والنساء والاولاد من باب اولى ان يثبته في الاخرة عندما يلجم الشيطان ويكون الامر لله الواحد القهار ولا خيار لاحد سواه انذاك. فالمؤمنين يثبتهم الله في الشهادة الصادقة في الاخرة ليدخلهم جنات النعيم. ويضل الظالمين في الدنيا فيتركهم على ظلمهم ليكون لهم الخسران المبين في الاخرة. هؤلاء الظلمة الكافرين قد يملي لهم ويمتعهم قليلا في دنياهم لكن عذابهم في الاخرة مهين “ولا يحسبن الذين كفروا انما نملي خير لانفسهم انما نملي لهم ليزدادوا اثما ولهم عذاب مهين”.
ان الله لا يخلف الميعاد فقد وعد المؤمنين بالنجاح والفلاح في حياتهم الدنيا وان الله يثبتهم على الحق والصدق فلا يخافون لومة لائم. حتى ان الطغاة يخافونهم ويرتعبون من صدق لهجتهم وتصرفاتهم. في وقت يتقاتل بقية الناس على كسب المال سواء كان من الحلال او من الحرام. فهم جوعى لا تشبعهم المليارات وخائفين رغم الحراس والمريدين. لقد باعوا شرفهم ودينهم لاجل لعاعة الدنيا وبهرجها. رغم كل ما يملكون تراهم يخافون من كل شيء “يحسبون كل صيحة عليهم” انهم مترددين لا تعرف لهم قرار ولا استقرار “لا الى هؤلاء ولا الى هؤلاء”. أنهم الظالمون الذين اضلهم الله فظلموا انفسهم وظلموا غيرهم.
د. نصيف الجبوري

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here