شيوخ العشائر على خط المواجهة الانتخابية في ميسان

تباينت ردود الأفعال في محافظة ميسان على دخول شيوخ عشائر المحافظة لمعترك الدعاية الانتخابية والدعوة علنا لانتخاب المرشحين من أبناء عشائرهم عبر تسجيلات فيديوية او صوتية ومحاولة إلزام ابناء العشيرة بانتخاب مرشح بعينه. ولم تتوقف دعوة الشيوخ عند ابناء عمومتهم وعشائرهم فقط بل تعدتها الى العشائر الاخرى التي وصفت (العشائر المشتركة) في إشارة واضحة الى ان التحالفات العشائرية دخلت أيضا على خط الترويج والدعاية.

الناشط جواد كاظم (اسم مستعار) يتحدث لـ(المدى) عن الظاهرة قائلا “يتمتع شيخ العشيرة في ميسان بمكانة كبيرة جدا وله شأن عظيم من التقدير والاحترام ونقدر كمراقبين شعور أبناء العشيرة الواحدة تجاه مرشحيها ولكن نتمنى أن لا تذهب تلك المكانة وذلك الاحترام والتبجيل بسبب التدخل والدعم السياسي للمرشحين بعد ان فقد المواطن الميساني الثقة بالطبقة السياسية لذا يحاول هؤلاء من فاقدي الثقة التأثير على رأي المواطن من خلال العزف على الخط العشائري واشراك الشيوخ”.

بينما يجد آخرون ان الامور تجري بشكل طبيعي جدا لضمان المكاسب الشخصية المترتبة والامتيازات التي ستحصدها تلك الشخصيات الداعمة ومنها شيوخ العشائر.

ويقول الحقوقي علاء هادي لـ(المدى) ان “تلك المواقف مُتوقعة وطبيعية جدا من شيوخ العشائر او من غيرهم عندما تكون في الشأن مصلحة شخصية ومنافع خاصة وهكذا هو الوضع بالنسبة لمدينة العمارة وغيرها من المحافظات والمدن الاخرى ومحاولة كل عشيرة ايصال نائب يمثلها وينفذ طلباتها ليكون غطاء قانونيا للكثير من قضاياها الخاصة ومنها قضايا الأراضي الزراعية والنزاعات العشائرية المرتبطة بالمشاريع ومنها النفطية، هي محاولة طبيعية”.

من جهة أخرى، أفاد المواطن جبار رحيم في حديثه لـ(المدى) بان “كل من يتجه إلى صناديق الاقتراع ويدلي بصوته مسيرا لا بقناعته التامة سيكون مشاركا بتثبيت نواب المصالح الشخصية ودمار البلاد”.

وأضاف “قناعتي التامة ان كل الاحزاب الحاكمة لا تصلح ان نمنحها اصواتنا بعد 18 سنة من الدمار والخراب وخيارنا الوحيد مع كل هذا الخراب والدمار ظهور وجوه يكون لها قرار ولها كلمة ولا ترتبط برئيس كتلة يصادر قرارها”.

في المقابل يرى الشيخ أبو هادي (لم يرغب بكشف اسمه او عشيرته) في حديث مع (المدى) ان “العشائر العراقية عموما والميسانية على وجه التحديد تنظر إلى جميع أبنائها بعين واحدة ولا مصلحة لنا كشيوخ او وجهاء بتفضيل احد على غيره فكلهم أولادنا هذا من منظاري انا وما يحدث منذ انطلاق العملية الانتخابية يتمثل بتوجه المرشح إلى المضيف من أجل طرح رؤيته وهكذا يفعل غيره ولأبناء العشيرة الرأي الاول والاخير”.

وأضاف: “نعم قد لا يجرؤ أحد المرشحين من غير عشيرة دخول جو عشيرة أخرى لأسباب الاحترام لاغير كما نراها نحن وقد قلناها أكثر من مرة ان المضيف مكان للجميع ولا يقتصر على فئة او عشيرة او موضوع دون آخر ولا يتبنى على وجه التحديد نظرية او فكرة سياسية”.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here