عبد الرحمن الشرقاوي … مع ثأر الله

عبد الرحمن الشرقاوي … مع ثأر الله

محمد علي مزهر شعبان

فإذا سكتم بعد ذاك على الخديعةِ وارتضى الإنسانُ ذلَّهْ… فأنا سأُذبحُ منْ جديدْ … وأظلُّ أُقتلُ منْ جديدْ ..وأظلُّ أُقتلُ ألف قتلةْ ..سأظلُّ أُقتلُ كلما سكتَ الغيورُ، هكذا يكتب التاريخ، على يد عبقرية فذة، وتلكم هي الرؤية المدركة، لعقل ويراع وموهبة، سمة وعلت باخلاقها، لتنثر الدرر، هوذا من أدرك الحقيقة فلم يبال رغم كل التحديات، حين يكون لسان حاله ينطلق في اجواء الحرية، ليعبر عما أدركه سيد الشهداء والاباء، وكأنه يقرأ التاريخ القديم، وما سيتوارثه عتاة الطغاة، محذرا منبها ان قتل الجسد بديهية أيلة الى الفناء وتبقى القضية … سأظل أُقتلُ كلما رغِمتْ أنوفٌ في المذلَّةْ …ويظل يحكمكم يزيدٌ ما .. ويفعل ما يريد . إذن كم يزيد منح الاذن لبيادقه يستعبدون الرعية، أليس الحجاج وبسر بن ارطأة وشمر وهتلر وموسيليني وسوموزا وصدام وصناع امريكا، أبادوا البشرية ؟ كم يزيد أورث، وكم حسين تمثل في درب المقاومة ؟ هوذا ” عبد الرحمن الشرقاوي” منطلق القريحة، فاتحا ابواب الحقيقه، ليكتب عن تأريخ ان لم ندركه، تتوالى انتكاساتنا، ونطمر في وهننا، ويسحق وجودنا، ليكتب رائعة العصور، مسرحية ” ثأر الله ” التي اقيمت عليها الاقامة الجبريه، من قبل سلطات ترتجف من كلمة الحق، ويداهمها الوجيف من شعوبها . ذلك الانفجار الروحي بعد انتكاسة 1967 . هي ذي المذبحة التي نبه لها الحسين واحضرها الشرقاوي في منبعث روحي، من تلكم نقطة البدء من تاريخ الطغاة والمظلومية، منبها موعزا ان المقدمات تنتج ما ألت اليه الامة، وهي في حيص بيص، وفي متاهة الولاء، والخنوع والخضوع . فكاتب رواية ” الارض ” هي حكاية الاباء وان تصدى الضعيف الحيلة والوسيلة، لكن دفق الحياء يدفع المرء الى الاباء . اذن الاباء هو المحرك المتثور في خوالج الاحرار، ( اني لا أرى الموت الا سعادة .. والحياة مع الظالمين الا برما ) وقد أدرك الشرقاوي ان الصلب الشريف العفيف القوي واحد، حين كتب علي امام المتقين، فالتقي يمنحك العزم واللزم على الثوابت والارتقاء والنقاء في مشوار الحياة . قيل لابن علي ع قلها كلمه بيعه، وبدون تردد : أمثلي يبايع مثله . ثقة نبيل أدرك انه قتيل، لان لا وجود ليزيد ببقاء حسين، ثقلان يمشيان على الارض . طغموي بجيوشه ودولته، وتقي نافذ واثق من بصيرته . وحين يقرأ عباس العقاد التاريخ بعين المحايد يقول : إن كان خصمًا ضعيفًا في اليوم والأسبوع والعام، إلا أنها أقوى الخصوم الغالبين في الجيل والقرون ومدى الأيام، في هذا الإطار أصبح الحسين بن علي الشهيد ابن الشهيد، ليس مجرد رجل طلب الحكم وصارع من أجله، وإنما رمز لصراع من أجل الحق والثبات على المبدأ رغم الخيانة، ومثالًا ورمزًا على هذا المستوي ليس فقط للمسلمين ولكن في التاريخ الإنساني برمته . فلسان حال كل نبيل وواع ويراع صادق، يؤكد الحقيقة في وجود سيد المخلوقات، وليدق جرس الانذار في الضمائر الخامله ليقول : على لسان الحسين أن يتذكره الجميع أن يدركوا ثأره من خلال عدم تخليهم دومًا عن طلب العدل والحق: يا أيها العصر الرزي لانت غاشية العصور…الشرقاوي تمثل لسان حال الحسين : قد آل أمر المتقين إلى سلاطين الفجور …قل أي أنواع الرجال جعلتهم في الواجهات؟ قل أي أعلام رفعت على البروج الشاهقات؟ فلتذكروني لا بسفككم دماء الآخرين ..بل فاذكروني بانتشال الحق من ظفر الضلال… بل فاذكروني بالنضال على الطريق . اذن طريق الجهاد هو المفاد.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here