ادوار الشيطان

ادوار الشيطان

كامل سلمان

الغالبية من الناس هم الطيبين والقلة القليلة هم السيئين والشيء الغريب ان السيئين ولسبب غير واضح في بعض الاحيان يلعبون دور الطيبين بكل صدق وبكل نظافة سريرة وفي نفس الوقت وايضا لسبب غير واضح نرى بعض الطيبين يتلبسون بالادوار الشيطانية ونحن بالعراقي نسميه ساعة شيطان ويتصرفون في هذه الساعة بشكل تصدم الشيطان قبل الإنسان وكأنما بركان من الشر ينفجر في دواخلهم في ظاهرة مخالفة للمسلك المتعارف عليه . وهذه الحالة قد تتكرر في فترات زمنية متباعدة او قد يكون حدوثها نادر . الإنسان السيء بشكل عام لا يشكل مشكلة كبيرة للمجتمع لإن المجتمع واي مجتمع قد تكيف في مواجهة شرور الأشرار ولكنه لا يستطيع التكيف مع شرور الأخيار وما يظهر من طفرات خيرة في عمل الأشرار فهذا كسب كبير ، الا ان المشكلة في الإنسان الطيب الذي تغزو عقله نوازع الشيطان في ساعة شيطانية ، ذلك الإنسان الذي استفاد من شعور الناس ايجابا نحوه ووضعوه في خانة الأخيار ، هذا هو الإنسان القادر ان يحطم كيان مجتمع ويجعل الثقة والإنسانية تموت كما تموت الضمائر الحية عند الناس وخاصة اذا كان هذا المتحول له وجاهة بين الناس كرجل الدين او رجل العلم او غيره ، مثل هذا النوع يدفع بالمجتمع الى فقدان اواصر المحبة فتظهر قساوة القلب والغلظة في تعاملات الناس . الساعة الشيطانية في مجتمعنا اصبحت ظاهرة متكررة بل اصبحت جزء من تراثنا العريق المليء بالمفاجات فلم تعد ساعة شيطانية بل سلوك شيطاني متواصل والتي يبدو انها حالة لم يعهدها المجتمع البشري ، الإنسان الطيب الذي يتحول الى مصدر للشر لا يتحسسه الا القليل من الناس وهؤلاء القلة يواجهون صعوبة في اقناع الأغلبية بوجود الشر في داخل هذا الإنسان الطيب ظاهرا فتتكون فئتان في المجتمع فئة عارفة للحقيقة لا يصغي اليها احد وفئة غافلة عن الحقيقة تتمسك بظاهر هذا الشرير المتخفي وتعلن له الولاء والمحبة بشكل مفرط ، فتتحول القضية برمتها الى مجرد عناد وثبات على الموقف ، فتكون النتيجة النهائية صراع اجتماعي تدخل فيها كل عوامل الاختلاف الطبقي والمذهبي والعنصري ويصبح المجتمع على حافة الانهيار ، وهذه واحدة من اكبر المشاكل التي يعاني منها مجتمعنا اليوم والتي ادت الى تمزيق روابطه الجميلة على مدار عشرات ومئات السنين . الشرير المتخفي له قاعدة عريضة من الأنصار يستطيع بهم تحدي وتدمير كل الأخيار الحقيقين وتغيير الموازين لصالحه ، وعلى العارفين للحقيقة اما ان يذعنوا للشر المكشوف الواضح امامهم او يلاقوا حتفهم او يهاجروا في الأرض ليعيشوا سنين عجاف متجرعين مرارة الغربة والفراق . هذا السيناريو تمت المصادقة عليه واصبح واقع حال .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here